الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يدعون الآباء إلى غرس الأخلاق الحميدة في الأبناء

خطباء الجمعة يدعون الآباء إلى غرس الأخلاق الحميدة في الأبناء
13 فبراير 2010 00:56
أكد خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس، أن حق الأبناء على الآباء عظيم، وأن تربيتهم عليهم واجبة لأن الله تعالى ينفعنا بهم في الدنيا والآخرة إذا أحسنّا تربيتهم، امتثالاً لقوله تعالى "وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً"، ولقول النبي صلى الله عليه سلم "ما نحل والد ولده نحلا أفضل من أدبٍ حسنٍ". وشدد الخطباء على أنه من حق مجتمعنا علينا أن نقدم له أبناء وبناتٍ يتزودون بالعلم والمعرفة، ويتحلون بالقيم الكريمة، ويشكرون فضل الله عليهم، ويحافظون على خيرات وطنهم ومكتسباته، ويحرصون على أمنه واستقراره، ويسعون بكل همةٍ وعزيمةٍ للمحافظة على هويته وتراثه، ورفع شأنه وإعلاء مكانته. واستهل أئمة المساجد الخطبة الموحدة بالقول، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كل مولودٍ يولد على الفطرة"، وإن الولد أرض خصبة طيبة قابلة لكل زرعٍ. وأضاف الخطباء أن غرس القيم السامية والأخلاق الحميدة في الصغر يترك في نفوس أبنائنا أعظم الأثر، والذي يزرع هذه القيم في نفوس الأبناء هم الآباء والأمهات "فمسؤوليتهم عنهم عظيمة، وواجباتهم تجاههم كبيرة، وإن الله سبحانه وتعالى سائلهم عن هذه الأمانة أحفظوا أم ضيعوا"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه، أحفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته". ولفت الخطباء إلى أن أمر ربنا جاء بتحمل مسؤولياتنا تجاه أهلينا وأولادنا في صورةٍ تستنهض هممنا، وتحفزنا على القيام بهذه المسؤولية خير قيامٍ، فقال سبحانه "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون". وقال علي بن أبي طالبٍ رضي الله تعالى عنه في قوله عز وجل "قوا أنفسكم وأهليكم نارا، أي: علموا أنفسكم وأهليكم الخير". وأشار الخطباء إلى أنه ما من شكٍّ بأننا جميعاً نحب أبناءنا، منبهين إلى أن من لوازم المحبة الحرص على تقديم الخير لهم "ومن أعظم الخير والنفع الذي نقدمه لهم غرس القيم الفاضلة في نفوسهم، وتنشئتهم تنشئة صالحة"، مبينين أن القرآن الكريم والسنة النبوية قدمتا لنا أسساً ومبادئ رائعة ستبقى على مر العصور مناراتٍ يهتدي بها السالكون في طريق التربية. وتابع الخطباء أن قصة إبراهيم الخليل مع ولده إسماعيل نموذج واقعي خالد للآباء والأبناء في غرس قيم الطاعة والبر للوالدين، والتمسك بالأخلاق الرفيعة كالحلم والصبر. قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام "رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلامٍ حليمٍ فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين". وأوضحوا أن البداية كانت بتوجه إبراهيم إلى الله تعالى بالدعاء ليرزقه الذرية الصالحة، ثم القيام بتربيتها تربية صالحة، فقد غرس إبراهيم في ابنه إسماعيل الأخلاق الرفيعة، فحصد الطاعة لله منه. ونوه الخطباء إلى أن المتأمل في سنّة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، يلحظ مدى اهتمام النبي بالأبناء وتربيتهم وغرس القيم النبيلة في نفوسهم، فكان يتعهدهم بالتربية والتوجيه الهادف، فعن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال: كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا غلام سم الله، وكل بيمينك وكل مما يليك". فما زالت تلك طعمتي بعد. واعتبر الخطباء أن في هذا تعويد للصغير على الأخلاق الفاضلة، والامتناع عما لا يليق به. وقال الخطباء إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على تربية الأبناء على قيم الأدب والاحترام والتقدير للوالدين ولكبار السن جميعا وللمعلمين، فعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: جاء شيخ يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا"، وعن سمرة بن جندبٍ رضي الله عنه قال: كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما، فكنت أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالا هم أسن مني. ولفت الخطباء إلى أن من أعظم القيم والأخلاق التي كان صلى الله عليه وسلم يربي عليها الصغار الصدق والأمانة، فقد قال الحسين بن عليٍّ رضي الله عنهما حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة، وإن الكذب ريبة". وختم الخطباء بالقول "إن غرس القيم في نفوس فلذات أكبادنا يتطلب منا أمورا عديدة، من أهمها القدوة الصالحة من الآباء والمربين، فأنجح المربين تأثيرا من يربي الأبناء والتلاميذ بالقدوة الحسنة، ومن هذه القيم الصبر والمصابرة بالإضافة إلى الرحمة والرفق واللين مع تفهم الواقع والزمان الذي يعيشون فيه"
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©