الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأرجنتين تخفف القيود على شراء العملات الصعبة وتصدر ضوابط للحد من «الدولرة»

الأرجنتين تخفف القيود على شراء العملات الصعبة وتصدر ضوابط للحد من «الدولرة»
28 يناير 2014 22:39
بوينوس أيرس (أ ف ب)- خففت الأرجنتين من القيود التي تفرضها على شراء العملات الصعبة من قبل الأفراد، فيما يواجه هذا البلد الذي يمر بصعوبات كغيره من البلدان الناشئة، مشكلة التضخم وتضاؤل احتياطاته. فبعد أن أعلنت يوم الجمعة عن رفع تدبير لا يحظى بشعبية اتخذته في 2001 بهدف وقف هروب العملات الصعبة، رسم رئيس الحكومة أمس الأول أطر إصلاح أقل طموحاً مما كان يؤمل، لكن مع استمرار فرض بعض القيود على شراء العملات. وأعلن رئيس الحكومة خورخي كابيتانيش في مؤتمر صحفي أنه «سيكون بإمكان جميع أصحاب الأجور والعمال المستقلين وأصحاب المهن الحرة شراء حتى ألفي دولار شهرياً، تبعاً لعائداتهم المعلنة لإدارة الضرائب». وأوضحت إدارة الضرائب أيضاً أن الادخار بالدولار لا يمكن أن يتجاوز 20% من الدخول. وبذلك سيكون بإمكان كادر يكسب 16 ألف بيزو (2000 دولار) إيداع 400 دولار في حساب توفير. وفي اليوم الأول لدخول هذا التدبير حيز التنفيذ سجل نحو 121 ألف طلب أمس الأول لشراء 59 مليون دولار، لكن نفذت عملياً 242 معاملة فقط تصل قيمتها إلى 114 ألف دولار، بحسب إدارة الضرائب. ويقدر كابيتانيش الذي أصبح الوجه البارز في السلطة التنفيذية منذ تخفيف الرئيسة كريستينا كيرشنر نشاطاتها على اثر عملية في الدماغ، بأن يتجاوز الطلب المليار دولار شهرياً. ولفت خبير الاقتصاد دانتي سيكا إلى «إنه رهان محفوف بالمخاطر من جانب حكومة لا تعطي إشارات ثقة للقطاع الخاص»، مشيراً إلى أن التدبير سيكون له وقع سلبي على المدى القصير على الاحتياطي. ولحل مشاكل الأرجنتين أثارت مقترحات وزير الاقتصاد اكسيل كيسيلوف «42 عاماً» الجامعي المؤيد لفكرة تحكم الدولة بالدورات الاقتصادية من خلال سياسة الضرائب والمالية والنقدية الذي يحظى بثقة الرئيسة، الارتباك في الأوساط الاقتصادية التي تندد بسياسة التدخل التي تنتهجها الدولة. وقد اتهم الأسبوع الماضي شركة شل بمهاجمة البيزو، الأمر الذي نفته المجموعة النفطية. وأمس الأول نددت الرئيسة بهجمات تستهدف عملات بعض الدول الناشئة. وكتبت كيرشنر بعد لقاء مع نظيرتها البرازيلية ديلما روسيف في هافانا، حيث تشاركان في قمة مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي، «الموضوع الرئيسي، ضغوط المراهنات على أنماط الصرف في البلدان الناشئة». وأضافت «يبدو أن البعض يريدون جعلنا نتناول الحساء بشوكة. من؟ هم أنفسهم دائماً»، في إشارة إلى المصارف والمجموعات الاقتصادية الكبرى. وبعد 40 عاماً من التضخم وتراجع قيمة العملة، فقدت الثقة بالبيزو وبات الذين يملكون الوسائل يدخرون أموالهم بالدولار. وفتح الميسورون حسابات في الخارج، خصوصاً في الولايات المتحدة وأوروبا أو في دولة الأوروجواي المجاورة. أما المدخرون الصغار، فيحتفظون بمدخراتهم بالدولار في منازلهم. ورأى الخبير الاقتصادي رودريجو الفاريز أن تحرير الحصول على الدولار لن يؤدي إلى اختفاء «الدولار الأزرق» أو الدولار في السوق الموازية الذي ظهر في 2011. وأضاف «سيبقى لدينا سوق موازية. كل شيء سيكون رهناً بفتح صنبور الدولارات، ويبدو لي أن الصنبور بدأ بالكاد يفتح». وقد بقي سعر الدولار أمس الأول مستقراً، حيث بلغ 8 بيزو بالسعر الرسمي بعد تدهور قيمة العملة بنسبة 18% منذ الأول من يناير، و24% منذ 2013. في المقابل، تجاوز سعر الدولار في السوق السوداء 11,70 بيزو للدولار الجمعة عند الساعة 12,20. واعتبر مدير مكتب للصيرفة في السوق الموازية أن الطلب على الدولار ما زال يفوق العرض إلى حد كبير، وأن الصرف الموازي سيشهد أياماً من الازدهار. والأسبوع الماضي عمدت الحكومة إلى خفض قيمة البيزو بنسبة كبيرة مقابل الدولار تصل إلى 14% في خلال يومين، وهو تدبير يطالب به المصدرون منذ مدة طويلة سعياً لتحسين قدرتهم التنافسية في السوق الدولية. لكن الشركات المستوردة رأت من جهتها هامشها يتقلص، وهي تفكر بزيادة الأسعار أن لم تكن قد فعلت ذلك أصلاً. وخفض قيمة العملة الأرجنتينية مؤخراً، وكذلك الليرة التركية والروبية الهندية والراند الجنوب أفريقي أثار القلق في الأسواق العالمية. ومسالة الاحتياطي، الذي انخفض من 52 إلى 29 مليار دولار في ثلاث سنوات، والتضخم الذي تجاوز معدله 20% منذ ست سنوات، يشكلان مصدر القلق الرئيسي لحكومة كريستينا كيرشنر التي تنتهي ولايتها مع نهاية العام المقبل. وثمة مصدر قلق آخر بالنسبة للأرجنتين وهو أن منتجي الصويا يتأخرون في بيع محاصيلهم. فانخفاض قيمة البيزو المفاجئ الأسبوع الماضي يدفع المنتجين الزراعيين لتوخي الحذر في بلد يعتمد إلى درجة كبيرة على صادرات الصويا التي تشكل المورد الرئيسي للبلاد من العملات الصعبة منذ الأزمة الاقتصادية في 2001. إلى ذلك، فإن التوقعات بخفض سعر الصويا في السوق الدولية لا تبعث أيضاً على التفاؤل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©