غيرة المرأة "قطار" محطته الأخيرة الانفصال

خط رفيع يفصل بين غيرة الزوجة على شريك حياتها، وبين الشك الذي قد يعصف بالحياة بينهما في لحظة غضب، ويحول الحياة بين الطرفين إلى مشهد مطاردة بوليسية لا تنهتي فصولها. وفي هذا الصدد، تعترف هبة معروف متزوجة منذ 4 سنوات، أن غيرتها على زوجها تخلق الكثير من المشكلات بينهما، حيث يعتبر زوجها أن الغيرة ماهي إلا شك فى سلوكه. وتقول: "إذا كنت ل اأحب زوجي ولا أطيق العيش معه، فلن أغار عليه لكن غيرتي بدافع الحب فقط".. وعن مظاهر الغيرة، توضح أنها ربما تبحث فى هاتفه الجوال بغرض معرفة من تحدث إليه بشكل شبه يومي وكذا ايميله الخاص، لكن زوجها يضيق ذرعاً بهذه الملاحقات. أم عمر، متزوجة منذ 9 سنوات، تقول: "كل شيء يزيد عن حده ينقلب ضده.. وهذا لا يعني إنني لا احب زوجي فأنا احبه، لكنى افرق جيداً بين الغيرة وبين الشك". وتقر أنها فى بداية الزواج كانت تغار على زوجها بشكل جنوني، لكن الفضل يعود له في تصحيح مفهومها عن الغيرة بسلوكه المعتدل الطيب وعدم إخفاء أي شيء عنها، الأمر الذي جعل حياتهما تسير بهدوء. وتؤكد أم عمر أن المرأة كائن حساس وانفعالاتها أكثر، وهو الأمر الذي قد يفسد الكثير من الزيجات مع عدم استيعاب الرجل لهذه الطبيعة. ويشير مروان، متزوج منذ 12 سنة، إلى أن غياب التفاهم بين الزوجين قد يشعل نيران الغيرة في قلب الزوجة، خاصة مع تعدد علاقات ومعارف الزوج قبل الزواج، وهو الأمر الذي يحول الزوجة إلى شرطي على حد قوله تلاحق زوجها أينما كان وتعد عليه الأنفاس. وأضاف مروان أنه لاحظ غيرة زوجته من اتصالات زميلاته بالعمل على هاتفه الجوال، رغم أن الحديث لا يخرج عن إطار العمل أو المناسبات العامة، ولكنه درءاً للمشاكل امتنع عن تلقي هذه المكالمات حفاظاً على مشاعر زوجته. وأوضحت شيماء، متزوجة منذ 11 سنة، أن المرأة أكثر غيرة من الرجل، والغيرة في نظرها هي دليل على الحب والاهتمام، لكن شتان بينها وبين الشك الذي قد يؤدي في أحيان كثيرة إلى نهاية الحياة الزوجية، مضيفة أنها تغار من قربيات زوجها لكنها لاتبالغ في ذلك فهي تثق في زوجها وهو يتفهم غيرتها حيث لاتخرج عن حدود التلميح والملاحظات. ويرى أبو اياد أن غيرة الزوجة لاتخرج عن كونها انعدام الثقة بالنفس ، وليست دليل على الحب كما يقول البعض، ويعترف إنه يرفض الملاحقات والسؤال عن كل كبيرة وصغيرة في حياته من زوجته وهي تحاول أن تتأقلم مع طبيعته هذه، رغم مرور ما يقرب من 7 سنوات على زواجهم. ويعتبر ايضاً أن استسلام الزوجة لاوهام الغيرة قد يهدم كيان الاسرة، خاصة وأن أسبابها تافهة من وجهة نظره. وتشير دراسة أجراها د. يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسى ود. الحسينى الجميل أستاذ أمراض الباطنة في جامعة القاهرة إلى أن غيرة الزوجة على زوجها قد تؤدي إلى إصابة الزوجة بسرطان الرحم والثدي وتصلب الشرايين، لأن هناك علاقة بين الاكتئاب الذي يصيب المرأة نتيجة الضغوط النفسية التي تتعرض لها وبين إصابتها بالامراض الخطيرة مثل السرطان. ويشير د. ايمن عبد الفتاح، استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية، إلى أن هناك فارق شاسع بين الغيرة العادية التي يعتبرها البعض بهارات الحياة الزوجية وبين الغيرة المرضية أو القاتلة التي تتحول إلى دوامة من الشكوك تؤدي في الكثير من الاحيان إلى الطلاق. ويرجع عبد الفتاح الغيرة المرضية الكثير من الاسباب قد تتعلق بالمرأة نفسها مثل انعدام الثقة بالنفس أو معانتها من بعض المشكلات الأسرية، مثل أن تكون عايشت خيانة أحد الاقارب أو الاصدقاء، الأمر الذي يجعل ذلك ينعكس على حياتها الزوجية وكأنها تبحث عن وسيلة لتبرير غيرتها مثل التلصص على هاتفه المحمول أو أوراقه الشخصية دون علمه. وربما تكون هناك أسباب اخرى عند الزوج تتعلق بسلوكه غير المنضبط أو معرفته أخريات غير زوجته أو اخفاء الكثير من حياته السابقة قبل الزواج على شريكة حياته، ومن ثم فإن انكشاف بعض الحقائق ولو مصادفة أمام الزوجة يجعلها تستشيط غضباً وتشتغل غيرتها ولا تهدأ أبداً. ويشير عبد الفتاح إلى أن الصراحة والتفاهم أكثر الطرق لتجنب الغيرة لدى الزوجة، فضلاً عن حرص الزوج على بث الثقة في نفس زوجته، إذا كانت تعاني من فقدانها مثل كلمات الإطراء أو اظهار الاهتمام بتفاصيل تتعلق بمظهرها وعملها.