يحيى أبوسالم (دبي) - رغم البرنامج الكثيف والمزدحم الذي سبق اختبارات نسخ السيارات الجديدة التي أطلقتها الألمانية بورش في المنطقة مؤخراً، إلا أن التعب والإرهاق تبخر بمجرد ركوب سيارات بانيميرا بنسخها الست الجديدة التي كانت مستعدة للاختبار، والتي لا يكتفي بعضها بإعطاء قائدها صورة واضحة عن معنى السرعة العالية جداً التي تتجاوز 300 كلم في الساعة، والتسارع من صفر إلى 100 كلم/الساعة في أقل من 4،2 ثانية، بل وتعطيه إحساس بالقوة والثبات والسيطرة في أصعب الظروف المحيطة وأكثرها سوءاً، يصعب على الكثير من السيارات الرياضية منحه لركابيها وقائديها.
نسخ جديدة
جهزت الشركة الألمانية بورشة ست نسخ جديدة من سياراتها من فئة بانيميرا، كانت جاهزة لشق أعلى قمم جبل الحجر وذلك خلال السلسلة الجبلية في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية في مدينة مسقط العمانية. حيث خضعت كل من بانيميرا إس 4 وبانيميرا تيربو الجديدتان من فئة «إكسكيوتيف» والذي عمدت الشركة على بنائهما على قاعدة عجلات أطول لمزيد من الراحة والثبات أثناء القيادة في الظروف الصعبة، بالإضافة إلى النسخة الجديدة كلياً والصديقة بشكل كبير للبيئة «إس إيه هايبريد»، والتي تمتاز بأنها أول سيارة في العالم مزودة بنظام دفع مختلط مع قابس خاص، قادرة على السير بسرعات عالية تصل إلى 135 كلم/الساعة خلال وضعية «الطاقة الكهربائية»، ومن دون الاستعانة بمحرك البنزين الجبار الخاص بها.
تصميم جديد
ومن المعروف أن شركة بورشه الألمانية تراعي في تصاميمها لنسخ سياراتها الجديدة، الموديلات السابقة منها، وتفتخر بكل تصميم أولي ونموذجي قامت الشركة بطرحه في الأسواق، وترى الشركة الألمانية أن هنالك علاقة ورابطا وثيقا يبرز بين قائد سيارة بورش وشكل السيارة وتصميمها وهيكلها الخارجي، يصعب حتى مع مرور الوقت التخلي عنه بسهولة أو استبداله بسيارة ذات تصميم مختلف بشكل كامل. وهو ما راعته شركة بورشه اليوم في سياراتها الجديدة العشر من طراز بانيميرا، والتي جاءت بتجديدات ضخمة تتعلق بالهيكل والتصميم الخارجي للسيارة أعطاها لمسة جمالية أكثر من السباق، مع حفاظها وبشكل كبير على قيمة وتاريخ النسخة غران توريزمو من بورشه.
بالإضافة إلى الشكل الخارجي المميز والجديد كلياً، قامت الشركة الألمانية بتجهيز نسخ سياراتها الجديدة من فئة بانيمرا بالعديد من التقنيات والتكنولوجيا الجديدة والذكية، والتي كان لها الأثر الكبير والواضح في تخفيض مصروف السيارات للوقود بنسبة تتجاوز 55 بالمائة، مع زيادتها لقوة أغلب موديلات سياراتها.
قوة هائلة
جاءت نسختا بانيميرا إكسكيوتيف بفئتيها «إس 4 و تيربو» بقوة وأداء فائق منقطع النظير، حيث تمكنت السيارات من شق جبل الحجر المرتفع بديناميكية ملفتة للانتباه ودون ضغط على محرك السيارة أو احساس بقلة العزم أو التسارع، وحتى مع أصعب المنعطفات الضيقة وأكثرها انحداراً تمكنت بانيميرا الجديدة بفضل ركائز علبة المقود المتطورة للغاية من إثبات قدرتها الفائقة على سرعة الاستجابة وبشكل مباشر لأوامر قائدها وفي أكثر هذه المنعطفات حدة وصعوبة وبشكل متكرر. حيث جاءت النسخة إس 4 إكسكيوتيف بمحرك ذي ثلاثة لترات، من نوع «في 6» مزود بتقنية «بيت تيربو» التي تمكنت من منحة قوة هائلة وصلت إلى 420 حصاناً، بسرعة إجمالية ستكون مقفلة في الكثير من الدول العربية.
صداقة البيئة
برز الجيل الثاني من باناميرا بطراز «إس إيه هايبريد» الجديدة والصديقة تماماً للبيئة، وهي النسخة التي تجاري بقوتها وأدائها العالي سيارة بورشه «غران توريزمو» بكل ميزاتها ومواصفاتها الرئيسية. حيث جاءت النسخة الجديدة الصديقة للبيئة من بورشه، بقوة إجمالية تبلغ 416 حصاناً تتيح للسيارة التسارع من حالة التوقف إلى 100 كلم/س في غضون 5،5 ثانية فقط، مع إعطاء محرك السيارة القدرة الكاملة للوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 270 كلم/س.
ويتجلى سحر وقوة «باناميرا إس إيه هايبريد» في قدرتها الفريدة على اجتياز مسافات طويلة نسبياً، اعتماداً على الطاقة الكهربائية فقط تصل لغاية 36 كلم، مع إمكانية بلوغها سرعة كهربائية قصوى لا تضاهيها أي من السيارات الصديقة للبيئة، تبلغ 135 كلم/س. كما ينحصر استهلاك السيارة للوقود وفقاً لـ»دورة القيادة الأوروبية الجديدة» NEDC بمقدار 3،1 ليتر/100 كلم فحسب، أي ما يعادل 71 جراما/كلم من ثاني أكسيد الكربون.
وإلى جانب فعاليتها الرائدة في صداقة البيئة، تسطع باناميرا إس إيه هايبريد الجديدة بتجربة قيادة أفضل، نتيجة لجوء شركة بورشه إلى مقاربة تقنية متشعّبة، شملت على سبيل المثال، إعادة تطوير علبة تروس Porsche Doppelkupplung (PDK) وتزويدها بتروس افتراضية متوسطة لتحسين استهلاك الوقود والراحة. كما اعتمدت بورشه إطارات مطوّرة حديثاً وعجلات أخفّ وزناً قياس 18 بوصة، بالإضافة إلى «نظام بورشه للتحكم بالثبات «PSM» بإعداد خاص، لتعزيز أداء السيارة الرياضي وراحتها.
تناقض بورشه
أكد كريستر إكبيرغ، المدير التنفيذي لدى بورشه الشرق الأوسط وأفريقيا أن باناميرا الجديدة تجسد مفهوم التناقضات المثير بحذافيره، من خلال دمج القوة مع الفعالية من جهة والأداء الرياضي مع الراحة من جهة أخرى.
وقال إن هذه التناقضات حدّها الأقصى مع نسختي إكسكيوتيف الجديدتين من باناميرا 4إس وتوربو، اللتين تجعلان عملية الاختيار بين قيادة هذه السيارة الرياضية الأصيلة رباعية المقاعد أو الجلوس على مقعدها الخلفي أصعب من أيّ وقت مضى، كما تتيح لنا نسختا إكسكيوتيف استقطاب فئة جديدة من العملاء، نظراً لما تزخران به من مجموعة تجهيزات قياسية فاخرة، بالإضافة إلى حيّز أكبر بكثير لأرجل الجالسين على المقعد الخلفي مع دخول أسهل لهم إلى مقصورة السيارة».
عدد اليوم
