الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجليد الكتب المدرسية يرسم مشهداً تعاونياً داخل الأسرة

تجليد الكتب المدرسية يرسم مشهداً تعاونياً داخل الأسرة
12 سبتمبر 2013 21:23
هناء الحمادي (أبوظبي) - تجليد الكتب مهمة تبدأ مع أول يوم دراسي في مختلف الصفوف. وهي غالبا ما تتصف بالعمل الشاق الذي يستغرق ساعات طويلة. ومع ذلك فإن كل أفراد الأسرة يسهمون في هذا العمل من باب إضفاء المتعة والفرح على الأجواء المنزلية. وإذ يتسابق الصغار والكبار بحماس لتغليفها خشية أن تتلف مع مرور الأشهر، فإنهم يحرصون على تجميلها وتزيينها بالطوابع، ومع أن الأم هي غالبا من تقع عليها مسؤولية تجليد الكتب، غير أن البعض يستعين بخدمة التغليف التي توفرها المكتبات العامة مقابل مبلغ مالي معين. جو من الألفة في ظل الفرحة التي تفرضها أجواء تجليد الكتب على البيوت ترتسم ملامح الرضا على أوجه أفراد الأسرة. والمشهد الحيوي لا يخلو من روح التنافس بين الأخوة حيث الأفضل هو من يمتاز بطوابعه وكتبه المغلفة من دون أخطاء. وبمعنى آخر الخالية من الفقاعات التي قد تترك أثرا ولا تزول إلا باستخدام المسطرة. وتصف خلود عباس، وهي أم لأبناء في مراحل دراسية مختلفة، تجليد الكتب بالواجب السنوي الذي تحول إلى فرصة جيدة لالتقاء الأفراد وتبادل الحديث والنكات. وتقول إن هذا الأمر يضفي جوا من الألفة والمحبة. وتضيف خلود أنه على الرغم من بدء تلاشي هذه الظاهرة المحببة شيئا فشيئا بحيث تقوم مكتبات متخصصة في تجليد الكتب في سبيل التسهيل على العائلة، غير أنه من الجميل أن الإبقاء على هذا التعاون الأسري الذي يبقى حدثا مميزا يدعو إلى البهجة والتعاون. وتؤكد خلود أنها خلال الأسبوع الأول من المدرسة تحاول تغليف كل كتب أبنائها بمعدل ثلاث ساعات، وذلك وسط صراخهم وتدافعهم على من يريد أن يجلد كتبه أولا ليضعها في حقيبة المدرسة متباهيا بين إخوته أنه انتهى من التجليد، ووضع «ستيكر» على الكتاب يحمل اسمه واسم المدرسة والصف. من جهتها، تختار خديجة حميد، وهي أم لـ4 بنات، ورق التجليد الملون والشفاف اللامع والمشع الذي يزيد من أناقة الكتب ورونقه. وكذلك الطوابع التي تحمل صورا لشخصيات كرتونية محببة. وتعتبر خديجة أن يوم تجليد الكتب هو من الأيام الصعبة حيث تشعر بالإرهاق الشديد لطول الجلوس وانحناء الظهر مع إنجاز كم هائل من الكتب والكراسات. ومع ذلك تعود لتقول «إنها مناسبة ممتعة جدا تضطرني إلى تخصيص يومين لتجليد كل ما في الحقائب». وتصف خديجة شعور بناتها أثناء تجليد الكتب قائلة إن الجميع يساعدها في التجليد، واحدة تحضر المقص والأخرى المسطرة، والثالثة تقوم بتجليد الكتب الصغيرة حيث تحاول قدر الإمكان أن تكون خالية من فقاقيع الهواء». وتذكر أنه لتكون الكتب جميلة تحرص على التنويع في ألوان ورق التجليد ما بين البني والوردي، مع أنها تدرك جيدا أن النوعية الشفافة اللماعة مطلوبة أكثر لكونها تعطي الكتاب أناقة وفخامة. موسم ربح ترتبط فاطمة يعقوب بذكريات كثيرة مع تجليد الكتب، وخصوصاً الطوابع. وتقول إنها عندما تسمع بالتجليد أول ما يخطر في ذاكرتها التجليد البني اللون الذي كان سائدا من قبل والذي يوضع فوقه التجليد الشفاف الذي لم يكن يلتصق بالكتاب بل يتم تلبيسه. إذ لم تكن في ذلك الوقت يتوفر الكثير من خيارات التجليد كما هو الحال اليوم. وتذكر أنها حاليا لم تعد تجد الوقت الكافي للتجليد وهي تستعين بالمكتبة القريبة من الحي الذي تسكنه. وتختار فاطمة نوعية التجليد الذي يفضله أبناؤها، إذ يقوم عامل المكتبة بتجليد الكتب مقابل مبلغ من المال. وهو يسلمها الكتب في اليوم التالي. وهي ترى أن المكتبات أزالت هم الكثير من الأمهات اللاتي لا يجدن الوقت الكافي لتجليد كتب أبنائهم. كما أن العمال المتخصصين بالتجليد في المكتبة لهم خبرة كبيرة في تجليد الكتب، مع حرصهم على عدم ترك الفقاقيع التي يتضايق منها الأبناء على الأغلفة. ويشير إدريس الدين، صاحب مكتبة، إلى أنه على الرغم من أن مشروع تغليف الدفاتر والكتب يعد مشروعاً موسمياً مرتبطاً بوقت محدد، غير أنه مربح نوعا ما. ويقول إن تجليد الدفتر أو الكتاب يكون بدرهمين إذا تم توفير مستلزمات التجليد كورق التجليد وملصق الأسماء. أما إذا طلب من المكتبة القيام بتوفير المواد الضرورية فإن السعر يرتفع إلى 3 دراهم. ويوضح أن الإقبال على تجليد الكتب يكون في الأسبوع الأول من الدراسة بعدها تتوقف الطلبات. ويوضح أن كل ما يتم جنيه من أرباح على مدار هذا الأسبوع يتراوح ما بين 1500 إلى 2000 درهم. إذ عادة ما يتم استقبال 100 كتاب في اليوم إضافة إلى الدفاتر. الأمر الذي يتطلب تفريغ عاملين في المكتبة ليقوموا بإنجاز أمور التغليف مع بداية السنة الدراسية. مع الانتباه إلى خصوصية كل طلب ونوعية التجليد بحسب اختلاف أحجام الكتب والألوان الموصى بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©