الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهداء الوطن.. شموس في سماء المجد

شهداء الوطن.. شموس في سماء المجد
10 سبتمبر 2015 21:40
بعبارات مطرزة بمشاعر الفخر والولاء تحدث أقارب الشهداء عن أبطال الإمارات، الذين قضوا في الدفاع عن الوطن، مشددين على أن رحيلهم سطر جديد في سفر المجد لن يزيدهم إلا إصراراً على تلبية نداء الواجب. كل منهم له قصة إلا أن نهاية قصصهم واحدة كتبوها بأحرف من نور لتبقى خالدة في ذاكرة الوطن. نسرين درزي ولكبيرة التونسي وأشرف جمعة وأحمد السعداوي ومحمد صلاح (أبوظبي ورأس الخيمة) بكثير من الفخر والاعتزاز، ودعت الإمارات ثلة من خيرة شبابها، الذين استشهدوا على أرض اليمن الشقيق. وتشابكت مسارات حياة الجنود، الذين قضوا، في اللحظات الأخيرة لتشكل مفخرة جديدة تضاف إلى التاريخ، فيما كان لكل منهم قبل أن تجمعهم الشهادة حكايات وأمنياتي يرويها أقاربهم لتكون مثالا يحتذى للجيل الصاعد فمآلهم كان مسك الختام لحياة ملؤها الالتزام والصلاح. قدر الشهادة ‏‏‏‏اختار شهيد الوطن يوسف عبدالله الجابر السفر للالتحاق بالقوات المسلحة ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن مصراً على السفر بحسب صديق عمره وابن عمه عيسى. ويوضح أن الشهيد يوسف، وهو من مواليد 1977، التحق بالقوات المسلحة في فترة مبكرة من عمره، وسافر في مهام عدة خارج الدولة ، وساهم ذلك في تكوين شخصيته القوية والصلبة مع طبيعته المعروف بها وهي المرح والميل للتفاؤل، مشيراً إلى أن أسرته كانت كثيراً ما تتواصل معه وكان يكرر دائماً مقولة «الحمد لله أنا أصنع الحياة الآن». ويقول: الجابر كان يتمتع بحس وطني كبير، وينصح الشباب بضرورة الانضباط وتنظيم الوقت لتحقيق النجاح في الحياة، مشيراً إلى أن العائلة لديها أبناء آخرون ملتحقون حالياً بالقوات المسلحة من بينهم جنود في ساحة القتال، مؤكداً «أرواحنا فداء لتراب الوطن». ويقول «الالتفاف الوطني حول أسر الشهداء سواء من قادة الوطن أو من أبناء شعبنا خفف المصاب وخلق فينا الإصرار على مواصلة المشوار حتى يعود الحق لأصحابه، وتتكلل جهود دول التحالف العربي بالنجاح». أمنية غالية استهل ماجد شقيق الشهيد محمد سعيد محمد حسن الخاطري كلامه بحمد الله لأن شقيقه طالما كان واثقاً بالنصر ولو نال في سبيله نعمة الشهادة وهذا آخر ما أكده عند مغادرته المنزل باتجاه واجب الدفاع عن الوطن قبل أسبوعين. فقد كان يقول لأهل بيته «أدعوا لي أن أعود إليكم منتصراً بإذن الله» وكان يكرر هذا خلال محادثاته الهاتفية مع والدته وأخواته من موقع المعركة. وقال إن أمه تفخر بلقب أم الشهيد الذي بذل روحه دفاعاً عن وطنه الغالي. وعن طباع الشهيد وما يميز شخصيته، يقول ماجد «شهيدنا محمد كان مثال الهدوء والرصانة، قليل الكلام ولا يتدخل بشؤون أحد بل يحرص على التعامل بإنسانية مع الجميع»، كيف ألخص حياة كاملة ببضع كلمات؟ أنا فخور بنيل شقيقي محمد أعلى مراتب الشهادة بإذن الله، وعزائي أنه شهيد بعدما أمضى 20 عاماً في صفوف القوات المسلحة». مصير مشرف الشهيد عبدالله عمر مبارك سالم الجابري (31 سنة) حرر وكالة عامة لشقيقه صالح قبل سفره إلى ساحة المعركة بأيام. واتصل به فجأة وطلب منه الحضور معه لإبرام وكالة لبيع السيارة والسحوبات المصرفية، التي لم يجد لها شقيقه أي مبرر في حين كان رد الشهيد «سبحان الله قد أحتاج إلى أمر ما وأنا بعيد». أما اليوم وبعد استشهاده زارعاً المفخرة في صفوف ذويه وكل من عرفه، فقد بات واضحاً أنه كان يستشعر الشهادة. خبر الاستشهاد رافقته تباشير الفخر والعز بحسب وصف صالح شقيق الشهيد. وقد روى اللحظات الأولى، مشيراً إلى أنه رغم هول الواقعة وخصوصاً على والدته، فإنها سرعان ما أعلنت اعتزازها بابنها الشهيد الذي استشهد فداء للوطن الغالي. لقاء أخير يقول فيصل شقيق الشهيد محمد خالد الحامدي: «كان أخي كثير الصلاة، يحب عمله إلى حد بعيد، ويقضي يومه في هدوء وبساطة، ودائما وجهه يضيء بابتسامة توحي بحالة الرضا التي يعيشها». ويعود فيصل بالذاكرة ليروي تفاصيل اللحظات الأخيرة في وداعه قبل انتقاله إلى ساحة المعركة، ويذكر أن أخاه سافر بالبر مع زملائه، لكنه أخبر الجميع أنه سيعود بالطائرة إلى وطنه الإمارات منتصراً. رسالة النصر عن الرسالة التي أثلجت صدور العائلة، والتي بعث بها الشهيد إلى الأسرة قبل وفاته بيوم واحد، يذكر فيصل أن شقيقه الشهيد كتب على أحد مواقع التواصل الاجتماعي «النصر قريب، وراحوا فيها الحوثيين»، وهذه الرسالة طمأنت والده وأمه وعائلته جميعاً، لكن عندما حدث الهجوم في اليوم الثاني مباشرة وخلف شهداء أبراراً كان فيصل في ميدان عمله يستقبل المصابين والشهداء، ولم يكن يدري أن أخاه نال شرف الشهادة في ساحة المعركة. ويوضح أنه علم باستشهاد أخيه عبر مكالمة هاتفية من أحد أقرباء زوجته أخبره فيها بأن أخاه من الشهداء، فحمد الله أن رزقه هذا الشرف العظيم، وأنزله هذا المنزل الكريم، وروى له الذي يهاتفه أن آخر ما قاله الشهيد قبل الوفاة بعشر دقائق فقط: «النصر قريب»، ولم تمر سوى دقائق معدودة، حتى نال الشهادة. ويؤكد فيصل أن أسرته بكاملها تعيش لحظات الفخر لأن ابنها دافع عن تراب أرض عربية، وشرف وطنه في معركة الحق وبشر قبل موته بالنصر. استعداد للفداء «نحن أربعة أخوة مستعدون جميعاً للذهاب إلى اليمن وبذل الغالي والنفيس فداء للوطن»، هذه كانت أولى كلمات عيسى شقيق الشهيد علي حسين علي عباس البلوشي، الذي أكد شعوره بالفخر لهذه الدرجة العالية التي نالها شقيقه دفاعاً عن وطنه ودينه وإعلاء لقيمة الحق، لافتاً إلى أن الشهيد مثله مثل سائر أبناء الوطن، كان مستعداً للدفاع عن وطنه في كل وقت وحين، وعبر بشكل عملي من خلال أسفاره في أكثر من مهمة إلى دول عديدة. ووصف عيسى شقيقه الشهيد بأنه كان خير مثال للابن البار بوالديه، حيث كان متكفلاً بكل ما يخص والده المريض، مشيراً إلى أن الشهيد كان ينوى العودة يوم استشهاده إلى الوطن لاستكمال إجراءات علاج والده. وقال إن الشهيد كان متزوجاً وله ولد واحد عمره ثلاث سنوات، وكان محباً لعائلته، وكان كثير اللعب مع صغيره، حين يكون في المنزل وفي أوقات فراغه، وكان معروفاً عنه الطيبة والتواضع واهتمامه بالرياضة. وحول لحظة معرفته بالخبر، يقول عيسى إنه من الطبيعي أن يشعر بالحزن لفقد شقيقه، ولكن سمو الهدف وحب الوطن والعمل على رفعته، شعور أكبر من أي حزن، وهو وكل أفراد أسرته وأصدقائه وكل من يعرفهم في إمارة رأس الخيمة، مستعدون للذود عن بلدهم بأرواحهم، متسائلاً: «إذا لم نخدم الوطن ونفدي بلادنا من سيقوم بذلك»؟. ويقول «أخي رفع رأسنا ورأس الوطن، وهو ما عبر عنه أخي قبل سفره عبر تسجيل فيديو أحتفظ به، قال فيه قبل سفره إلى اليمن بساعتين إنه ذاهب إلى خدمة الوطن ويشعر بالسعادة والفخر لإنه يقوم بهذا الدور». «لبيك» يا وطن الشهيد راشد محمد مطر المسافري الخاطري، ضرب أروع الأمثلة في أداء الواجب حيا وشهيداً، هذا ما أجمع عليه أفراد عائلته ومنهم شقيقه الأكبر مطر، الذي يؤكد أن راشد كان مثالاً للأدب والأخلاق العالية، حيث كان يعامله باستمرار معاملة الوالد وليس الأخ الأكبر، وذلك بعد وفاة الأب قبل سنوات، وامتدت هذه المعاملة الحسنة إلى أسرته الصغيرة ولابنه الوحيد الذي لم يتجاوز عمره الـ 4 أشهر، حيث كان نعم الزوج الرحيم بأهله. ويعبّر مطر عن شعوره بالفخر للشهادة الغالية التي نالها شقيقه، والتي تعد شرفاً ليس للأسرة فقط ولكن لكل أبناء الإمارات، الذين لا يبخلون على الوطن بأرواحهم، مشيراً إلى أن الراحل كان شديد القرب من الله ودائم الذكر وتأدية الصلوات في المسجد، وكان على علاقة جميلة مع المحيطين به من الأصدقاء والعائلة. ويشير مصبّح المسافري، ابن شقيقة الشهيد، إلى أن الشهيد راشد رحمه الله كان غاية في الاستقامة، ومعروفاً عنه أنه لم يكن يتدخل فيما لا يعنيه ولا يجلس إلى في مجالس الخير، وكانت علاقته به علاقة أصدقاء وتواصل قوي ولم تقتصر على الصلة العائلية، وكان رحمه الله قليل الكلام ومحبوباً من الجميع. ويقول «نحن جميعاً أبناء العائلة نشعر بالفخر لهذه الشهادة التي نالها أحدنا، وكنا نتمنى أن نكون مكانه، والآن نحن على قلب رجل واحد فداء للوطن ونقول «لبيك يا وطن» وليس هناك أغلى من الوطن الذي نعيش على أرضه ونأكل من خيره أن ندافع عنه ونفديه». الابن الحنون محمد علي الحوسني أحد الأبطال الذين قدموا أرواحهم في سبيل نصرة المظلومين في اليمن الشقيق، عرف عنه حب الآخرين والتضحية والفداء. ويقول شقيقه مروان: إن الشهيد بإذن الله، كان معروفاً بين أشقائه بالحنان المفرط تجاه كل أفراد الأسرة، وكانت تجمعه صداقة خاصة بوالدته كونه الابن الأكبر. ويقول إن شقيقه كان مولعاً بركوب الدراجات النارية، وآخر رسالة تركها على الانستجرام قبل استشهاده، صورة لدراجته النارية مكتوباً عليها «اشتقت لدراجتي». وعن علاقته بعائلته، يقول مروان: «كان محمد دائم التواصل مع والدته والأقرب إليها، وكان الشخصية المحورية التي يلجأ إليها أخوته كونه دائم التبسم ويمتلك نفساً هادئة». ويؤكد أن استشهاد شقيقه يعد وساماً على صدره وعلى صدر أشقائه الأحد عشر، وكل منهم يتمنى أن ينال هذا التكريم الرفيع من رب العالمين. وعن لحظة معرفتهم بالخبر، يقول: «الحزن سيطر على العائلة في البداية كوننا فقدنا شقيقاً عزيزاً، ولكن الوالد جمعنا وقوّانا بكلماته عن الوطن والفداء والشهادة، وبدأ الحزن يتغير إلى شعور بالفخر بما قدمه شقيقنا خاصة وأن القوات المسلحة ورجالها لم يقصروا معنا وأرسلوا إلينا من تحدثوا معنا عن أجر الشهيد»، لافتاً إلى أن زيارة الشيوخ الكرام ووقوفهم إلى جوارهم كان له أعظم الأثر في تخفيف وطأة الواقعة. ارتباط عائلي يعبر محمد ابن عم الشهيد أحمد محمد علي الشحي عن فخره بما قدمه شهداء الوطن البواسل من تضحيات لنصرة إخوانهم في اليمن، ضمن قوة التحالف العربي في عملية «إعادة الأمل» باليمن. ويقول إن الشهيد كان مثالًا للأخلاق الكريمة والشجاعة والإقدام، موضحاً أنه كان باراً بوالدته وشديد التعلق بها ولا يرفض لها طلبا، مؤكداً أنه فضل ألا يفارقها ويؤسس بيته الشخصي إلى جانبها بمسقط رأسه، بدل مغادرة المنطقة. ويقول محمد سعيد أخو الشهيد إن علاقته بالشهيد تجاوزت رابطة العمومة والأخوة إلى الصداقة المتينة، واصفا إياه بـ«وتد البيت ومحل ثقة العائلة ومشورتها». ويقول: «أحمد رجل عسكري كان صارماً وحازماً، رغم حبه لعائلته، فهو صاحب الجميع، تستشيره العائلة في السراء والضراء، وقد تميز بغيرته على بيته ووطنه، وكان طبيعياً ألا يتوانى عن تلبية نداء الواجب». وقال إن الشهيد كان متزوجاً وله ولد واحد عمره ثلاث سنوات، وكان محباً لعائلته، وكان كثير اللعب مع صغيره، حين يكون في المنزل وفي أوقات فراغه، وكان معروفاً عنه الطيبة والتواضع واهتمامه بالرياضة. وحول لحظة معرفته بالخبر، يقول عيسى إنه من الطبيعي أن يشعر بالحزن لفقد شقيقه، ولكن سمو الهدف وحب الوطن والعمل على رفعته، شعور أكبر من أي حزن، وهو وكل أفراد أسرته وأصدقائه وكل من يعرفهم في إمارة رأس الخيمة، مستعدون للذود عن بلدهم بأرواحهم، متسائلاً: «إذا لم نخدم الوطن ونفدي بلادنا من سيقوم بذلك»؟. ويقول «أخي رفع رأسنا ورأس الوطن، وهو ما عبر عنه أخي قبل سفره عبر تسجيل فيديو أحتفظ به، قال فيه قبل سفره إلى اليمن بساعتين إنه ذاهب إلى خدمة الوطن ويشعر بالسعادة والفخر لإنه يقوم بهذا الدور». «لبيك» يا وطن الشهيد راشد محمد مطر المسافري الخاطري، ضرب أروع الأمثلة في أداء الواجب حيا وشهيداً، هذا ما أجمع عليه أفراد عائلته ومنهم شقيقه الأكبر مطر، الذي يؤكد أن راشد كان مثالاً للأدب والأخلاق العالية، حيث كان يعامله باستمرار معاملة الوالد وليس الأخ الأكبر، وذلك بعد وفاة الأب قبل سنوات، وامتدت هذه المعاملة الحسنة إلى أسرته الصغيرة ولابنه الوحيد الذي لم يتجاوز عمره الـ 4 أشهر، حيث كان نعم الزوج الرحيم بأهله. ويعبّر مطر عن شعوره بالفخر للشهادة الغالية التي نالها شقيقه، والتي تعد شرفاً ليس للأسرة فقط ولكن لكل أبناء الإمارات، الذين لا يبخلون على الوطن بأرواحهم، مشيراً إلى أن الراحل كان شديد القرب من الله ودائم الذكر وتأدية الصلوات في المسجد، وكان على علاقة جميلة مع المحيطين به من الأصدقاء والعائلة. ويشير مصبّح المسافري، ابن شقيقة الشهيد، إلى أن الشهيد راشد رحمه الله كان غاية في الاستقامة، ومعروفاً عنه أنه لم يكن يتدخل فيما لا يعنيه ولا يجلس إلى في مجالس الخير، وكانت علاقته به علاقة أصدقاء وتواصل قوي ولم تقتصر على الصلة العائلية، وكان رحمه الله قليل الكلام ومحبوباً من الجميع. ويقول «نحن جميعاً أبناء العائلة نشعر بالفخر لهذه الشهادة التي نالها أحدنا، وكنا نتمنى أن نكون مكانه، والآن نحن على قلب رجل واحد فداء للوطن ونقول «لبيك يا وطن» وليس هناك أغلى من الوطن الذي نعيش على أرضه ونأكل من خيره أن ندافع عنه ونفديه». الابن الحنون محمد علي الحوسني أحد الأبطال الذين قدموا أرواحهم في سبيل نصرة المظلومين في اليمن الشقيق، عرف عنه حب الآخرين والتضحية والفداء. ويقول شقيقه مروان: إن الشهيد بإذن الله، كان معروفاً بين أشقائه بالحنان المفرط تجاه كل أفراد الأسرة، وكانت تجمعه صداقة خاصة بوالدته كونه الابن الأكبر. ويقول إن شقيقه كان مولعاً بركوب الدراجات النارية، وآخر رسالة تركها على الانستجرام قبل استشهاده، صورة لدراجته النارية مكتوباً عليها «اشتقت لدراجتي». وعن علاقته بعائلته، يقول مروان: «كان محمد دائم التواصل مع والدته والأقرب إليها، وكان الشخصية المحورية التي يلجأ إليها أخوته كونه دائم التبسم ويمتلك نفساً هادئة». ويؤكد أن استشهاد شقيقه يعد وساماً على صدره وعلى صدر أشقائه الأحد عشر، وكل منهم يتمنى أن ينال هذا التكريم الرفيع من رب العالمين. وعن لحظة معرفتهم بالخبر، يقول: «الحزن سيطر على العائلة في البداية كوننا فقدنا شقيقاً عزيزاً، ولكن الوالد جمعنا وقوّانا بكلماته عن الوطن والفداء والشهادة، وبدأ الحزن يتغير إلى شعور بالفخر بما قدمه شقيقنا خاصة وأن القوات المسلحة ورجالها لم يقصروا معنا وأرسلوا إلينا من تحدثوا معنا عن أجر الشهيد»، لافتاً إلى أن زيارة الشيوخ الكرام ووقوفهم إلى جوارهم كان له أعظم الأثر في تخفيف وطأة الواقعة. ارتباط عائلي يعبر محمد ابن عم الشهيد أحمد محمد علي الشحي عن فخره بما قدمه شهداء الوطن البواسل من تضحيات لنصرة إخوانهم في اليمن، ضمن قوة التحالف العربي في عملية «إعادة الأمل» باليمن. ويقول إن الشهيد كان مثالًا للأخلاق الكريمة والشجاعة والإقدام، موضحاً أنه كان باراً بوالدته وشديد التعلق بها ولا يرفض لها طلبا، مؤكداً أنه فضل ألا يفارقها ويؤسس بيته الشخصي إلى جانبها بمسقط رأسه، بدل مغادرة المنطقة. ويقول محمد سعيد أخو الشهيد إن علاقته بالشهيد تجاوزت رابطة العمومة والأخوة إلى الصداقة المتينة، واصفا إياه بـ«وتد البيت ومحل ثقة العائلة ومشورتها». ويقول: «أحمد رجل عسكري كان صارماً وحازماً، رغم حبه لعائلته، فهو صاحب الجميع، تستشيره العائلة في السراء والضراء، وقد تميز بغيرته على بيته ووطنه، وكان طبيعياً ألا يتوانى عن تلبية نداء الواجب». الصورة الأخيرة يقول فيصل شقيق الشهيد محمد خالد الحامدي: «أرسل شقيقي صورة هي الأخيرة له وهذه الصورة تحديداً تمثل للأسرة ذكرى خاصة فهي محفوظة في قلوبهم جميعاً لكونها آخر ما أرسله الشهيد إليهم، وكذلك الرسالة التي بشر فيها، بالنصر إذ إن محمد كان سعيداً جداً حين ذهب إلى المعركة مع زملائه». وصية ثمينة الشهيد راشد سعيد راشد خميس الحبسي (30 عاماً)، ترك لشقيقه ماجد قبل أسبوع وصية هي أشبه بالأمانة التي لن يفرط فيها أبداً. وكان ذلك خلال آخر مكالمة هاتفية بينهما، حيث أوصاه بالاهتمام بأبنائه الثلاثة إذا نال الشهادة. والشهيد راشد، هو الخامس بين أخوانه وأخواته وعددهم 19، وكان محباً للجميع وطموحه عمل الخير ومساعدة المحتاجين. ويقول شقيقه ماجد: كان الشهيد يكثر من زيارة المجالس والمساجد، ووقته كله يمضيه إما في العبادات أو في تبادل الأحاديث مع كبار السن الذين يستمتع بجلساتهم وأحاديثهم ومآثرهم في حب الوطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©