الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مواقع «التواصل الاجتماعي» تفرض نفسها على الحملات الانتخابية

مواقع «التواصل الاجتماعي» تفرض نفسها على الحملات الانتخابية
17 سبتمبر 2011 00:22
فرضت التكنولوجيا نفسها على الحملات الانتخابية لمرشحي المجلس الوطني، ففي الوقت الذي استقبلوا فيه الناخبين في مجالس بيوتهم، ومقابلتهم وجهاً لوجه، عبر جولات ميدانية، حرصوا على التواصل معهم عبر الأساليب المتطورة التي فرضتها التكنولوجيا، وفي مقدمتها مواقع التواصل الاجتماعية على الإنترنت ومنها «تويتر» و»فيسبوك». وقال حسن الشيخ (42 سنة)، يعمل بإحدى المؤسسات الحكومية، إن اللجوء للشبكة العنكبوتية واستخدام مواقعها المختلفة من قبل المرشحين لعضوية المجلس الوطني، من النقاط الإيجابية التي ظهرت خلال الانتخابات، إذ إن مواقع مثل «تويتر» و»فيسبوك» تخلق مناخات من اللقاء والنقاش بين المرشحين وناخبيهم، في ما يتعلق بخططهم وبرامجهم والأهداف التي يرومون تحقيقها من وراء الترشح والفوز بشرف عضوية المجلس الوطني. ولفت الشيخ إلى أن استخدام المرشح لشبكات التواصل عبر الشبكة العنكبوتية، يعكس اهتمامه بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وهو ما يجعل منه شخصاً منفتحاً ومتمتعاً ببصيرة ورؤية مستقبلية للأمور، وبالتالي يجعل فرصته لكسب أصوات من الناخبين أكثر بالقياس إلى غيره ممن لا يستخدمون مثل هذه الوسائل التكنولوجية الحديثة. كما أوضح أن استعانة المرشحين بهذه المواقع يمنح الناخبين فرصة الاطلاع على آرائهم وأفكارهم بروية وهدوء قد لا تتيحه المؤتمرات الانتخابية التي قد يغلب عليها الطابع الكلامي أكثر من الفكري. أسلوب جديد من ناحيته، ذكر خالد الشامسي، (28 سنة)، أن استخدام الإنترنت في التعبير عن برامج ومشروعات المرشحين، يسهل كثيراً من عملية التواصل معهم ومعرفة ما ينوون عمله في حالة فوز أي منهم ودخوله إلى المجلس، مؤكداً أنه لا غرابة في أن يستخدم المرشحون مواقع التواصل الاجتماعي مثل الـ«فيسبوك» و«تويتر» في الالتقاء بناخبيهم وطرح ما لديهم من أفكار وآراء عليهم، باعتبار أن الشبكة العنكبوتية تعتبر الآن أهم وسائل الاتصال في العصر الحديث لكونها الأسرع والأكثر مباشرة بين العناصر المستخدمة له دون وجود وسيط. ولفت إلى أن استخدام المرشحين موقعي «فيسبوك» و»تويتر»، يعد مجاراة منهم لأحدث أساليب العصر في هذا المجال، خاصة بعد أن أثبتت التجربة نجاح الشبكة العنكبوتية في مساعدة بعض المرشحين على توسيع قاعدتهم الجماهيرية، والمثال الأشهر على ذلك الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي كان من أوائل الساسة الذين استخدموا الإنترنت في حملتهم الانتخابية، والتي أثرت بشكل كبير في اجتذابه لجموع الشباب مؤيدين له أثناء حملته الانتخابية، ما كان له دور كبير في مساعدته على الفوز فيها. رأي آخر نادية شريفي «31 سنة»، كان لها رأي آخر في استخدام الـ«فيسبوك» و«تويتر» في الحملات الانتخابية، وقالت إن تأثيرهما على نجاح أي مرشح يكاد ينعدم لأن غالبية المرشحين في الدولة، يستندون على ما يقومون به من حملات دعائية مباشرة في وسائل الإعلام والندوات والمؤتمرات الانتخابية التي يعقدونها في أماكن مختلفة سواء في الفنادق أو منازلهم. أما ثقافة الـ»فيسبوك» و»تويتر» على الرغم من أهميتها وضرورة الاستعانة بكل وسائل التكنولوجيا المتقدمة في المرحلة المقبلة من حياتنا، إلا أن هذه الوسائل كافة مازالت محدودة التأثير في مجريات أي عمل انتخابي، كون الشريحة المهتمة بأمر الانتخابات، وتتابع العملية الانتخابية، شريحة عمرية تعدت في الغالب مرحلة الشباب والاهتمام بما يدور داخل عالم الإنترنت حتى لو كان متعلقاً بأمر الانتخابات. ولذلك ترى شريفي أنه على مرشحي المجلس الاتحادي أن لا يعولوا كثيراً على استمالة أصوات الناخبين وإقناعهم بما يحملونه من أفكار وبرامج عبر الـ«فيسبوك» و«تويتر»، ولكن ينبغي عليهم الاعتماد على الأساليب التقليدية، ويأتي على رأسها الالتقاء بالناخبين أينما كانوا وشرح ما لديهم من أفكار. أما فاطمة عبيد (29 سنة) ربة بيت، فأعربت عن تفاؤلها لاستخدام الـ»فيسبوك» و»التويتر» في العملية الانتخابية، ولكن ليس في الفترة الحالية، التي ما زال معظم مستخدمي الإنترنت من الشباب تحت سن العشرين أو في مرحلة الدراسة الجامعية على أقصى تقدير، وبالتالي لن يكون لهم تأثير قوي في عملية التصويت وفوز أحد المرشحين. وتابعت: سيصبح استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الانتخابات وغيرها من العمليات الاجتماعية أمراً حتمياً، ولكن بعد عدة سنوات حين يكبر هؤلاء الشباب ويصبحون الغالبية في المجتمع، وبالتالي سيفرضون أساليبهم الحديثة في كل شيء، وهو ما يحمل معه الأمل في سيادة التكنولوجيا ودخولها في كل الأمور سواء انتخابات أو غيرها. وأشارت إلى أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يعد إضافة جديدة تحسب لمرشحي المجلس الوطني، وتعكس نشاطهم ورغبتهم في خدمة المجتمع بكافة الوسائل واستخدام كل الأساليب للوصول إلى الناخبين، وهو ما يعني تقديرهم لأهمية كل صوت انتخابي وقدرته على حسم الأمر لصالح هذا المرشح أو ذاك. نجوم علي (24 سنة)، أشادت بلجوء المرشحين إلى إنشاء صفحات خاصة بهم على «فيسبوك» و«تويتر» وارتأت أن هذا أسلوب عصري يستطيع من خلاله المرشح التعريف بنفسه والترويج لبرنامجه الانتخابي، وهو أسلوب صار متبعاً في العديد من دول العالم، ويوفر الكثير من الوقت والمال سواء للمرشح أو الناخب، كما أنه يساعد المرشح على الوصول إلى شرائح كثيرة من المواطنين، وليس فئة معينة تهتم بحضور الندوات والمؤتمرات الانتخابية. اللاعبون الجدد خبراء التقنية كانت لهم رؤيتهم لاستخدام المرشحين لمواقع التواصل الاجتماعي في حملاتهم، يقول عادل رزق مدير منظومة جاما التعليمية والخبير في تكنولوجيا المعلومات: مع قرب الانتخابات، ومع كل المستجدات التي تدور حولنا ومع التطور الحادث في وسائل الاتصال والتطبيقات الموجودة على شبكة الإنترنت، ظهر لاعبون جدد على الساحة بجوار المرشح، فلم يعد من الممكن أن يجتمع الناس كلهم في صعيد واحد ويستمعون لبعضهم بعضاً شفاهة، ولم يمكن الاعتماد فقط على الدعاية المطبوعة في الوقت الذي وفرت التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي أدوات جديدة تعتمد على الوسائط المتعددة، والتي جاور فيها الصوت والصورة النص المكتوب، ودخلت الرسوم الكاريكاتورية على الخط وأصبحت «النكتة» المصورة، بل والمتحركة أيضاً من ضمن أسلحة الدعاية الانتخابية الحديثة. وأشار إلى أن مواقع مثل «فيسبوك» و»يوتيوب» وفرت الفرصة للبث المباشر بالصوت والصورة وبات من الممكن نقل مؤتمرات جماهيرية على شبكة الإنترنت مباشرة، بل وأخذ التعليقات مباشرة وعلى الهواء على ما يثار ويقال بل ويتم التواصل مباشرة من المرشح في مقر حملته. استجابة الناخب مع لجوء المرشحين لمواقع التواصل الاجتماعي يطرح المتابع للعملية الانتخابية تساؤلات عدة أهمها هل يستجيب الناخب الإماراتي لمثل هذه الأدوات؟. مدير حملة أحد المرشحين يجيب عن السؤال قائلاً: الناخب قليل الخبرة بالانتخابات، ويحتاج للتواصل المباشر واللقاءات، مشيراً إلى أن ذلك لا يمنع استخدام وسائل التواصل الإلكترونية مثل الـ»فيسبوك «وغيرها، وأنه يستخدمها، ولكن بشكل غير مكثف. ويقول مدير آخر لحملات أحد المرشحين: لا أثق في الوسائل الحديثة، وأفضل الصفحات المطبوعة بالجرائد؛ لأنها أكثر صدقية عند الناخب، لكننا نستخدم أيضاً الرسائل القصيرة في التواصل مع الناخبين، وفي اعتقادي أن اللقاءات المباشرة أفضل الوسائل المتاحة والمناسبة في المرحلة الحالية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©