السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نقاد وقصاصون يناقشون سيرة وواقع القصة القصيرة جداً

نقاد وقصاصون يناقشون سيرة وواقع القصة القصيرة جداً
11 سبتمبر 2013 23:50
انطلقت صباح أمس فعاليات ملتقى الشارقة العاشر للسرد الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بمشاركة اثنين وثلاثين ناقدا وقاصا من الإمارات وبعض الدول العربية. السرد وتبدلات المجتمع وفي افتتاح نقاشات الدورة الحالية التي تجيء تحت محور رئيس هو «القصة القصيرة جدا سؤال النوع وتطور السرد»، قال عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة «ان الملتقى بات علامة مهمة في حراك الثقافة الوطنية، حيث يتفرد بتواصله واهتمامه بفنون السرد التي تحتاج دوما للتأمل والوقوف على تطورها وجديدها»، وأضاف «ان السرد يمثل الآن حاضنا مهما لرؤية تبدلات المجتمع ونافذة حيوية لشواغل وأسئلة المجتمع العربي المعاصر، وأضاف ان ملتقى الشارقة للسرد يؤكد استمرار الفعل الثقافي المتواشج مع الذاكرة العربية، فتحا ونفعا للعلوم والآداب والثقافة العربية؛ هذا الحضور العربي الدائم هنا يعني ان مشروع الشارقة يسعى دوما إلى ترسيخ خطاب المعرفة كما أراده ورسمه ورعاه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي وفر المناخات الحاضنة للإبداع والثقافة والفنون»، وتابع العويس «ان ملتقانا هذا يشرف بهذه الكوكبة من المبدعين والأدباء من الإمارات والوطن العربي ونأمل ان تكون حواراته وأبحاثه علامة جيدة مهمة في بحر السرد العربي خاصة القصة القصيرة جدا التي بدأت تترسخ في أداء الابداع القصصي العربي». من جانبها القت الناقدة المصرية الدكتورة عبير سلامة، ممثلة لضيوف الملتقى كلمة شكرت فيها جهود الشارقة وبرامجها الثقافية التي تأكدت ورسخت كثيراً بفضل الدعم المتصل لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كما تطرقت إلى تاريخ القصة القصيرة جدا في الغرب لافتة إلى الفروق ما بينها وسواها من الاجناس الإبداعية. ملامح وتضاريس وفي الجلسة الأولى من الملتقى التي أدارها القاص إبراهيم مبارك وجاءت تحت محور فرعي هو «القصة القصيرة جدا.. التاريخ والفن» تحدث أولا محمد محيي الدين مينو عبر ورقة عنوانها «القصة القصيرة جدا.. ملامح وتضاريس» بدأها رابطاً بين مصطلحي «الأقصوصة» و»القصة القصيرة جدا»، مشيرا إلى ان هذا الضرب السردي استقر أخيراً وبات واضح المعالم أكثر من أي وقت مضى. وتابع مستعرضاً ما يمكن اعتباره تاريخا موجزاً لبدايات القصة القصيرة جدا بخاصة في فضاء النصف الثاني من اربعينيات القرن الماضي. وفي حديثه عن البدايات العربية، ذكر الباحث السوري فتحي العشري بوصفه أول من استعمل مصطلح قصة قصيرة جدا حين ترجم رواية «انفعالات 1932» للفرنسية ناتالي ساورت عام 1971 وأطلق على نصوصها الاربعة والعشرية «قصصا قصيرة جدا». وفيما يتعلق بالخصائص المميزة للقصة القصيرة جدا أشار إلى انها عبارة عن «حدث خاطف، لبوسه لغة شعرية مرهفة، وعنصره الدهشة والمصادفة والمفاجأة والمفارقة.. وهي قص مختزل وامض، يحول عناصر القصة من شخصيات وأحداث وزمان ومكان إلى مجرد أطياف» وحدد مينو أربعة عناصر عدّها رئيسية بالنسبة للقصة القصيرة جدا وهي: الموضوع، التكثيف، الايماض، الإيجاز. واختار مينو مجموعة من النصوص القصصية القصيرة جدا لكتّاب من سوريا وفلسطين ومصر والإمارات واختبر من خلالها بعض الرؤى النقدية المتعلقة بمميزات القصة القصيرة جدا الفنية والمضمونية. التاريخ والفن وتحت عنوان «القصة القصيرة جدا.. التاريخ والفن» جاءت ورقة أحمد جاسم حسين وهو قاص وناقد سوري، ولفت إلى ان استمرار القصة القصيرة جدا في الصمود كل هذا الوقت انما نتج عن اصالتها وحاجة المجتمع لها، مشيرا إلى انه «لا شيء يلغي شيئا في الفنون والثقافات لكن ثمة شيئا يكون مركزيا وثمة شيء يعيش على الهامش»؛ وانتهى حسين إلى جملة من الملاحظات حول علاقة القصة القصيرة جدا بالتاريخ، منها: ان هذا الجنس الادبي صار راسخاً وانه تجاوز مرحلة الموضة إلى النوع أو الظاهرة وان مرور الزمن كشف قدرة هذا الشكل الابداعي القصير على الاستمرار والتراكم وان ثمة الكثير مما يمكن انتظاره فيما يخص جماليات القصة القصيرة ودلالاتها. ورصد سمر روحي الفيصل جملة من العناوين النقدية العربية التي صدرت في مراحل مختلفة وعنيت بالقصة القصيرة جدا سواء في المشرق أو المغرب وفي الكتب الورقية أو على المواقع الإلكترونية، وقال في ورقته المعنونة «القصة القصيرة جدا.. قراءة في الجنس الأدبي» ان كثرة الإنتاج الإبداعي في هذا المجال كانت سببا في بذل العديد من القراءات النقدية. وذكر الفيصل ان هذا الجنس الابداعي يعتبر عربياً وان المساهمات الأولى في بابه والتي قدمها عرب في مصر وسوريا والمغرب لم تكن نتيجة لصلات مع المشاهد الثقافية العربية بل تحققت من دون التأثر بالغرب. الجلسة الثانية في اليوم الأول أدارها زكريا أحمد من مصر وشارك بها عمر قرورة من الجزائر وعزت عمر من سوريا وفاطمة حمد المزروعي من الإمارات. وتختتم فعاليات الملتقى مساء اليوم الخميس في قصر الثقافة بالشارقة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©