الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العنف يخلق سوقاً عقارية طائفية في بغداد

العنف يخلق سوقاً عقارية طائفية في بغداد
9 ديسمبر 2006 22:25
بغداد-(رويترز): في كل ليلة على مدار شهور لاحقت الفنان السني ابو آية المخاوف من اقتحام مسلحين شيعة منزله في بغداد، التي يقطنها حوالي 7 ملايين نسمة· وبعد أن اسر إليه صديق شيعي بأنه ''التالي على القائمة'' انتقل أبو آية، المحاضر في الفنون الجميلة، أخيرا من منزله الذي أقام فيه لما يزيد على عشرين عاما في حي شيعي إلى منطقة سنية على الجانب الآخر من نهر دجلة الذي يفصل بين شطري العاصمة· وقال: ''في كل مرة يقع فيها هجوم انتحاري أو بقنبلة أتوقع أن يقتحم مسلحون شيعة منزلي ليخطفوني أو احد أبنائي ويلقون بجثثنا في مكب النفايات''· وخشية الهجمات الانتقامية التي راح ضحيتها الآلاف تنتقل اسر شيعية وسنية في بغداد في هدوء من منازلهم في مناطق مختلطة تقطنها الطائفتان إلى مناطق تقتصر على طائفة واحدة داخل العاصمة مما يعمق انقساما واقعيا· وبدأت تظهر إلى الوجود مدينة جديدة بعدما اضطرت فرق الإعدام الكثيرين على الفرار إذ تقيم أغلبية سنية في الشطر الغربي لنهر دجلة بينما توجد أغلبية شيعية في الشطر الشرقي للنهر الذي أصبح نظيرا للخط الأخضر الذي كان يفصل بين شطري بيروت إبان الحرب الأهلية في لبنان· ويقول وكلاء عقاريون إن هذا الاتجاه أوجد سوقا عقارية تتسم بالطائفية حيث يتحكم التكوين الطائفي للمنطقة في الرغبة في الانتقال لحي أفضل وليس الاعتبارات التقليدية مثل المدارس المحلية ووسائل النقل والحدائق· وقال احمد حسام الطائي الوكيل العقاري ''سجلت أسماء أكثر من 50 أسرة سنية طلبت مني البحث عن منازل للإيجار في المناطق السنية العامرية والمنصور واليرموك والخضراء·· غادرت هذه الأسر منازلها في مناطق تعتبر خطيرة بالنسبة للسنة''· وقال الطائي إن الأسر التي تعيش في مناطق تمثل فيها أقلية يطلبون مبادلة المنازل مع اسر تعيش في مناطق أخرى في ظل نفس الظروف· وفي كثير من الحالات تترك الأسر التي تتفق على ''تبادل المنازل'' الأثاث· وقال علي السعدي الذي يعمل في شارع فلسطين وهو شريان مروري رئيسي شهد الكثير من الصراعات الطائفية ''أبرمت العديد من عقود الإيجار بين اسر سنية وشيعية·· ترك الطرفان أثاثهما لان المسلحين طلبوا منهم المغادرة من دونه'' · وعاشت الطائفتان معا معظم الوقت منذ تأسيس المدينة التي عرفت على مدار قرون ''بمدينة السلام'' قبل ألف عام، وكان عدد كبير من المسيحيين واليهود يقيمون مع المسلمين في تعايش تام حتى منتصف القرن الماضي· وتزعزع التعايش السلمي بين الشيعة والسنة مع موجة الهجمات الدموية الانتقامية· وقال مسؤولون إن ما يقرب من نصف مليون عراقي فروا لمناطق أخرى من البلاد ما أدى إلى تقسيم البلاد وبغداد على غرار ما حدث في البوسنة أو لبنان إبان الحرب في البلدين· ويخشى كثيرون أن يمهد هذا الانقسام الطريق إلى حرب أهلية شاملة· وفر 1,6 مليون عراقي من البلاد كليا· وهيمنت الاقلية السنية التي ينتمي إليها صدام على العراق حتى تولى الشيعة مقاليد السلطة عقب الإطاحة بحكم صدام إثر الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق· وكون صدام مجموعات سنية في المناطق الشيعية بمنحه ضباط الجيش فيلات وقطع أراض هناك· كما خصصت عقارات في الأحياء الجديدة لمن ينتمون لحزب البعث ولتتشكل مناطق أقام فيها قرويون فقراء من الشيعة مثل مدينة الصدر· ويقول وكلاء عقاريون انه كلما تصاعد العنف الطائفي زاد الطلب على العقارات في الأحياء التي تقطنها طائفة واحدة· وفي الشهر الماضي قتل أكثر من 200 شيعي في سلسلة تفجيرات بسيارات ملغومة في مدينة الصدر في أكثر الهجمات دموية منذ ·2003 وعقب ذلك امطرت ميليشيات شيعية احياء سنية مثل الاعظمية بقذائف مورتر· وبعد الهجوم على مدينة الصدر أمضى جيرانهم في منطقة الخضرة السنية الليل بطوله على أسطح المنازل رغم شدة برودة الطقس تحسبا لغارات انتقامية من ميليشيات شيعية· وقال رجل: ''اعتقدنا أنهم سيأتون في أي وقت شكلنا مجموعات مراقبة تجوب شوارعنا وتبادلنا الاتصالات الهاتفية بشكل دائم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©