الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

محللون يبيعوننا الوهم

11 سبتمبر 2013 22:55
صاعق ومدوٍ ما قاله طارق ذياب أسطورة كرة القدم التونسية في أعقاب الخروج الكارثي والمستفز لمنتخب تونس من الدور الإقصائي قبل الأخير لمونديال البرازيل 2014، وهو يهزم من «القروش الزرقاء» للرأس الأخضر بمعقل نسور قرطاج المنيع ستاد رادس، تصريح العاشق الذي ذبح كالملايين من التونسيين، وتصريح المسؤول عن وزارة وصية عن كرة القدم وعن كل المشهد الرياضي التونسي، والذي يربط كما كل وصي المسؤولية بالمحاسبة بمعناها الواسع والفضفاض، والذي لا يحتمل أن تنتصب قوانين الفيفا في صورة متاريس كلما أراد اتحاد كروي أن يحمي قشته المتكسرة ويغطي على فشله. أسعفتني الظروف لأن أشاهد تقريرا لإحدى القنوات الرياضية العربية ليلة المباراة «المذبحة»، وشدني أن يحضر رئيس الجمهورية التونسية إلى آخر حصص نسور قرطاج التدريبية بمعية وزير الرياضة طارق ذياب وأن أستمع إلى طارق ونبيل معلول وهما يتبادلان كلمات المجاملة بعد أشهر من الاقتتال الكلامي في ساحات الإعلام، وقلت مع نفسي إن مصلحة الوطن هي التي ربما فرضت ولو لفترة هدنة بين وزير الرياضة والناخب التونسي، إلا أن ما كان بعد السقوط المريع أمام منتخب الرأس الأخضر في مباراة كان التعادل يكفي فيها النسور لعبور الحاجز الإقصائي الثاني، قدم طارق ذياب بفكر وشراسة المسؤول الذي يرفض أن يتمسك بعض الفاشلين في إدارة بيت كرة القدم التونسية بتلابيب الفيفا للاستمرار في قتل أحلام الشعب وإدمان الفشل. وعلى قدر الحزن الذي استشعره كغيري من العرب على الخروج الصاغر لمنتخب تونس الذي كنا نظنه قادرا على ربح رهان التأهل للمونديال البرازيلي، إلا أنني حزين أكثر أن يظل إعلامنا الرياضي العربي مشرعا أمام من ألبسوا جلباب التحليل والتنظير لينفثوا سموما تلدغ اللاعبين والرأي العام وتحيل كل الأحلام جثة هامدة. كدت أصعق وأنا أسمع بعضهم يستصغر منتخب الرأس الأخضر إلى الحد الذي يمسخ ما أنجزه بنهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة بجنوب إفريقيا عندما تأهل إلى دور ربع النهائي، عن مجموعة ضمت منتخبات جنوب إفريقيا، المغرب وأنغولا، فقد وجدت أحدهم ينتفض في وجهي عندما قلت في حوار تلفزيوني بأن «القروش الزرقاء» خططت جيدا لهذه الصحوة الرائعة، ويقول عنها إنها مجرد نزوة عابرة وإن منتخب الرأس الأخضر سيعرف حجمه عندما يلاقي كبار القارة. كان منتخبنا التونسي أحد هؤلاء، فهو بالتاريخ وبالإنجازات وبالمرجعية واحد من كبار القارة، لذلك وجب أن نكف عند كل سقوط شنيع عن عيب زماننا، فالعيب في من يتوهمون أنهم خبراء ولا خبرة لهم إلا في بيع النرجسية والوهم. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©