الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدرسة بريطانية «عريقة» تختار أبوظبي لافتتاح فرعها الوحيد

مدرسة بريطانية «عريقة» تختار أبوظبي لافتتاح فرعها الوحيد
17 سبتمبر 2011 02:28
تبقى مهمة التعليم إحدى القضايا الإشكالية التي يصعب الحسم بشأنها، ثمة العديد من المنظومات التربوية التي بوسع أنصار كل منها أن يدافعوا عن صوابية مفاهيمها، لكن النقاش يبقى متواصلاً حول النموذج الأكثر قابلية للتعميم، والأشد تعبيراً عن حاجة الطالب، والأفضل استجابة لمتطلباته.إن كان بالوسع التحدث عن نقاط تقاطع بين المناهج التعليمية بالرغم من اختلافها، فالمطلوب فهم العالم الغامض الذي يحيط بالطفل، واستنباط الوسائل التي تساعد على ترسيخ المندرجات والمخرجات التعليمية في ذهنه، إضافة إلى تمكينه من امتلاك آليات إنتاج قدراته المعرفية الخاصة، فقد ولى إلى غير رجعة ذلك التبسيط المنهجي الذي يماهي بين التعليم وبين التلقين والتحفيظ، وأمكن حسم مقولة تبدو مباغتة لأنصار القديم من الأساليب التعليمية: علمه كيف يصطاد سمك التجارب، ولا تكتف بإعطائه سمكة المنجز. يقول براندن لو، مدير مدرسة فرع برايتون البريطانية في أبوظبي، إن نجاح مدرسته التي تعود جذور تأسيسها إلى العام 1846 يرتبط بإخلاصها للحاجات البديهية في ذهنية المتلقين من طلابها، وحرصها على التناغم مع تطلعاتهم المضمرة، الأمر الذي يحتم ضرورة الكشف عن تلك التطلعات، ما يعني استيعاب خصوصية ومكامن المعرفة في كل طالب قبل الشروع في ضخ المعلومات داخله بصورة عشوائية، من هنا أهمية التعليم المتخصص، برأي لو، وهو ما تحرص عليه مدرسة بريتون، حيث يصار إلى تزويد التلامذة في صفوف مبكرة بأساتذة متخصصين في مواد محددة، ما يساعدهم على اكتشاف نقاط التمايز لدى كل واحد منهم على حدة، هكذا يصير متاحاً التعرف إلى طلبة موهوبين، بالفطرة ربما، في مادة بعينها، وهكذا يمكن مساعدة البعض الآخر على تخطي نقاط ضعفهم في مراحل مبكرة، بدلاً من تركها تتفاقم مع الوقت بحيث لا يعود علاجها ممكناً. وللمرة الأولى منذ تأسيسها قبل ما يزيد على مائة وخمس وستين سنة قررت مدرسة برايتون أن تقيم فرعها الوحيد على مستوى العالم، هي اختارت أبوظبي مقراً لهذا الفرع، والأمر لا يأتي من فراغ، ولا يعتمد على المصادفة، يقول براندن، قبل أن يوضح “نحن نحرص في رؤيتنا التربوية على بث روح الألفة والانسجام بين الطلبة وصولاً إلى تشكل عنصر التكامل الكلي، وليس مصادفة أن يكون بين الشعارات التي ترفعها المدرسة وتحرص على تكريسها في أذهان طلابها واحد يقول: “كن الأفضل عندما تستطيع ذلك، وساعد الآخرين ليكونوا كذلك عندما يستطيعون”. ويتابع “أمكننا أن نجد في بريطانيا مناخاً ملائماً لتطبيق هذه المقولة، حيث يتميز المجتمع البريطاني بقدر من التنوع العرقي، ما يجعل أفراده مطالبين بالتعاون في ما بينهم، وممارسة الفهم المتبادل لخصوصيات كل مجموعة منهم، حتى يصير بوسعهم المشاركة في بناء المجتمع الذي ينتمون إليه. ما تتميز به أبوظبي هو تنوع هائل في أعراق المقيمين فيها، مما يعني مصدراً هائلاً للثراء الإنساني والقيمي، من شأن مناخ بهذا القدر من التنوع والثراء السلوكي أن يكون ملائماً لنمو غرسة الألفة البشرية نحو حدودها القصوى، هذا الواقع المتفرد عن جميع بقاع الأرض يجعلنا واثقين من أننا سنحقق نجاحاً لم تحظ بمثله مؤسستنا الأم في بريطانيا”. منطق احترافي حول الوسائل التعليمية التي تحرض الطالب على الاستجابة لمفاعيلها، يقول لو “من الضروري التعامل مع التلميذ، حتى لو كان يافعاً، بمنطق الاحتراف، وهذا ما تمارسه مؤسستنا، فنحن نعلمه الموسيقى في استوديو متخصص يماثل الاستوديوهات التي يتعامل معها الموسيقيون الحقيقيون، ونؤمن لطلابنا قاعة مسرح متوافقة مع المقاييس المعتمدة على أرض الواقع، كذلك الأمر بالنسبة للتجهيزات الرياضية من مسابح، وقاعات تدريب مختلفة، وصولاً إلى ملاعب كرة القدم وكرة السلة، بمعنى أننا نضع الطالب في بيئة مدرسية متوافقة مع الواقع بما يهيئه للتعامل بندية واقتدار مع القضايا الأساسية التي تواجهه في الحياة الفعلية”.ويتابع “نشدد على ضرورة إشعار الطفل بوجود مرجعية تربوية وإنسانية يسعه الاعتماد عليها عند الحاجة، وعلى ضرورة التعامل بإيجابية مع أي سلوك حتى لو كان سلبياً، بما يجعل ردة الفعل المنتظرة من التلميذ إيجابية، فالقانون التقليدي يحدد للخاضعين له ما الذي يجدر بهم عدم القيام به، أما القانون الذي نرى أن عليه أن يحكم المدرسة فالمطلوب منه أن يحث التلامذة على ما يجدر بهم فعله، أي أن تكون له سمة إيجابية ولا يعتمد على مفهوم النفي وحده”. ويبوح لو ببعض ما يعتبره من أسرار مهنته، قائلا “الأساس بالنسبة لنا هو الفرد وليس الجماعة، مهمتنا اكتشاف نقاط الضعف والقوة لدى تلامذتنا وتوجيه كل منهم نحو الاستثمار في ما يملكه وتحصيل ما غاب عنه، لكن الأمر لا يتوقف هنا، وإن كان الانطلاق منه ضرورياً، بعد أن نحقق ذلك الفهم نتحرك باتجاه دفع التلامذة لمساعدة بعضهم بعضاً، ونحرضهم على تقديم أفضل ما لديهم من أجل الدفع بالجماعة الطلابية نحو إدراك أقصى ما تستطيعه”. تقسيم مغاير من جهته، يكشف رئيس المرحلة المتوسطة في المدرسة سايمون كانورثي عن تنظيم تربوي مغاير للسائد في المدارس العادية، ومؤداه تقسيم مختلف للمراحل التعليمية عن النمط التقليدي، حيث تقسم المراحل في مدرسة برايتون إلى ثلاث: ? تشمل الأولى المرحلة التمهيدية وهي تجمع الأطفال بين الحضانة والسنة الثانية. ? تمتد الثانية من السنة الثالثة الابتدائية إلى الثامنة، أي بين عمري ثلاث سنوات وثلاث عشرة سنة. ? أما الثالثة فتبدأ من الصف التاسع لتصل إلى ختام المرحلة الثانوية. من جهتها، تقول أسيل العاملي، رئيسة القسم العربي في المدرسة، إنه من المهم إيجاد آلية مرنة تتيح التمييز بين المستويات المتعددة للطلاب الدارسين للغة العربية من غير العرب، حيث يمكن للمتقدمين منهم أن ينخرطوا في صفوف دراسية تلائم إمكاناتهم بدلاً من وضع الجميع في دائرة واحدة، وتركها تسير على الأبطأ من عجلاتها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©