الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين «جميلة» و «شريفة»

بين «جميلة» و «شريفة»
10 ديسمبر 2010 19:47
الحال من بعضه يا أخوتي في العروبة والإسلام والموقع الجغرافي والتاريخ وميكانيكا الكم ورياضة القفز على الزانة، ولا يحق لأي واحد منا أن يتفاخر أو يتفشخر أو يتكبّر على الآخر، فنحن جميعا لا نمتلك ذاكرة تاريخية، ونحن جميعا نكرر أخطاءنا وخطايانا لكأنها أسطوانة مشروخة وقعت من حقيبة عازف مصاب بالبواسير والديزنطاريا ومجنون على الأقل.... تقول النكتة إن رجلا أراد أن يزعج زوجته فقال لها: - أليس من الغريب أن يكون اسمك «جميلة» كما سمّاك الوالد، مع ذلك أنت قبيحة جدا؟؟ فقالت الزوجة: - بالعكس هذا الأمر عادي جدا، بل مفرط في العادية. قال الزوج: - وما الدليل على ذلك؟ قالت الزوجة: - الدليل على ذلك أن أختك اسمها «شريفة»!! فسكت الزوج عن الكلام المباح، وأراح واستراح. وحول ذات الموضوع ، قال المرحوم توماس أديسون: «أنا لم أفشل عشرة آلاف مرة، بل إنني اكتشفت عشرة الاف طريقة لا يمكن إشعال المصباح الكهربائي بواسطتها»، وبالمناسبة توماس اديسون عالم كبير اكتشف المصباح الكهربائي، بعد أن قام بأكثر من عشرة آلاف تجربة فاشلة حتى اهتدى الى الطريقة السليمة التي ما تزال قائمة حتى ساعة إعداد هذا البيان. عندما التقى أديسون بخطيبته، أهداها سفط توفي، وقد راقبها وهي تنزع القشرة بصعوبة لتفصلها عن المادة الحلوة، فتركها، ووينك يا مختبر، وحبس نفسه لأسبوعين، حتى اكتشف مادة «السوليفان»، التي يمكن أن نلف بها الحلويات والمأكولات دون أن تلتصق بها. بالمناسبة، فإن أديسون، كان زميلا، أقصد أنه كان بائع جرائد.. وقد صدف أن شاهد طفلا مثله يكاد يتعرض للدهس من القطار القادم، فقام بدفعه عن السكة، فأخبر الصبي والده عن ذلك الصبي بائع الجرائد الذي أنقذه، فتعرف عليه الوالد وقام بتشغيله في معمله لقص الحديد، وسلمه إحدى آلات القص. كان أديسون طفلا لا يحتمل هذا العمل المرهق، فقام بقص قطعه حديد رفيعة ثم لفّها على شكل زنبرك وربط في رأسها مسمار يعيق حركتها ووضع المسمار على قطعة حديد، فكانت تصدر صوتا مثل صوت قص الحديد بينما هو نائم. لكن الحديد صار يتراكم عند الطفل أديسون فتم طرده من المصنع وخرج بسواد الوجه. لكن هذا الزنبرك كان أساس اختراعه لجهاز الأسطوانات «الجرامافون».. أول آلة تسجيل واستماع عرفتها البشرية. لا أعرف لماذا انجرّ قلمي للحديث عن حواديت وخراريف المرحوم أديسون ونسيت موضوع الحديث، وهو مقولة الزميل «بصفتي بائع جرائد مثله في مرحلة الطفولة، لكني لم أنقذ أحدا» أديسون الأولى، حيث كان يقع في الأخطاء بشكل ممنهج، حتى يصل الى الحلول الصحيحة. المشكلة أننا نقع في الأخطاء ملايين المرات دون أن نصل الى الحل، مع أننا نعتبر أنفسنا من المؤمنين الذين لا يلدغون من ذات الجحر مرتين، وهذا صحيح نسبيا، لأننا لا نلدغ مرتين ولا ثلاثا فحسب، بل ملايين المرات، دون أن نستفيد من الخطأ. لم نستفد من الخطأ القاتل في معركة أحد، فكررناه كثيرا في معارك أصغر الى أن كررناه في معركة أكبر وهي معركة بلاط الشهداء(ساب بواتيه) على الحدود الفرنسية الإسبانية، وكانت هذه المعركة إشارة التوقف الأولى أمام الفتوحات الإسلامية، ثم صرنا نتراجع حتى لم يعد وراءنا وراء...كل هذا من أجل أن نترك مواقعنا خلال المعركة لحماية الغنائم، حتى تحولنا نحن الى غنائم لشعوب الأرض... والحبل على الجرار. ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©