عقيل الحلالي (صنعاء)- طالب سكان يمنيون، أمس بالتحقيق في مقتل 13 مدنياً في غارة جوية، يُعتقد أن طائرة أميركية من دون طيار نفذتها، مساء أمس الأول، على سيارة كانت تقل مدنيين بالقرب من بلدة “رداع” بمحافظة البيضاء، جنوب غرب صنعاء.
ونفذ أهالي بلدة “رداع” عصيانا مدنيا، احتجاجا على مقتل 13 مدنيا، بينهم امرأة وطفلتها، في غارة جوية، أمس الأول، استهدفت سيارة مدنية في قرية “الصبول”، بمديرية “ولد ربيع”، التي تتبع إدارياً بلدة “رداع”، ثاني كبرى بلدات محافظة البيضاء.
وقال سكان في “رداع” لـ«الاتحاد» إن “غضبا شعبيا يعم كافة أنحاء بلدات رداع جراء مقتل مدنيين في الغارة الجوية” التي كانت، فيما يبدو، تستهدف القيادي في تنظيم “القاعدة” عبدالرؤوف الذهب، مشيرين إلى أن أغلب القتلى “يشتغلون في مهنة بيع القات”.وذكروا أن الذهب “نجا” من الغارة الجوية، خلافا لما ذكرته وسائل إعلام يمنية ودولية.
وقال شهود عيان لـ«الاتحاد»، إن جميع المحال التجارية في بلدة رداع “أغلقت أبوابها منذ الصباح” احتجاجا على سقوط ضحايا مدنيين في الغارة الجوية، وبالتزامن مع قيام مسلحين بقطع الطريق الرئيسي الذي يربط البلدة بالعاصمة صنعاء.
وقد وضعت جثامين 11 من ضحايا الغارة الجوية قبالة مقر المحكمة الحكومية في “رداع”، وسط دعوات نشطاء حقوقيين بالتحقيق في هذه “الجريمة”. وقال الناشط الحقوقي، عبدالرشيد الفقيه، إن “ما حدث جريمة ينبغي ألا تمر”، داعيا إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة.
وأضاف:” لا يمكن مكافحة الإرهاب بهتك مبادئ العدالة والقانون الدولي والمحلي”، معتبرا أن هذه الغارة الجوية “ستساعد على ازدهار بيئة الإرهاب وثقافته”. ودعا إلى “فتح نقاش حول عمليات القتل التي تتم خارج إطار القانون من خلال الضربات الجوية التي تُنفذ في عدد من” مدن اليمن.
ومنذ انتخاب الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، نهاية فبراير، زادت واشنطن، هجماتها بطائرات من دون طيار على أهداف ثابتة ومتحركة لـ”القاعدة” في أنحاء مختلفة من البلاد، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين جراء هذه الهجمات.
ودانت الحكومة اليمنية، سقوط قتلى مدنيين في الغارة الجوية على بلدة “رداع”، التي سبق واستولى عليها مسلحون من “القاعدة” في يناير الماضي.
وقالت وزيرة حقوق الإنسان، حورية مشهور، في تصريح لـ«الاتحاد»، :” نحن ندين بشدة استهداف المدنيين، ونعتبر ذلك انتهاك صارخ لحقوقهم في الحياة والعيش الكريم”.
وأضافت :” يجب أن تخضع الولايات المتحدة للقانون والنظام” في حال ثبت أن طائرة أميركية هي التي نفذت الهجوم، مستنكرة التزام واشنطن بقوانين حقوق الإنسان “في دولتها”، فيما تمارس انتهاكات لحقوق الإنسان “في دول أخرى”.
لكنها رفضت الإفصاح عما إذا كانت الحكومة اليمنية ستشكل لجنة للتحقيق في ملابسات الغارة الجوية الأخيرة، أو ستخاطب الولايات المتحدة رسمياً بشأن سقوط قتلى مدنيين.
من جانبه آخر، أضرم متطرفون النيران في شاليهات سياحية بمدينة عدن جنوب اليمن. وقال مصدر أمني في عدن إن النيران اندلعت في حديقة الشاليهات الواقعة على خط العقبة بمديرية المعلا، إلا أن فرق الإطفاء تمكنت من إخماد الحريق بعد أن التهم مساحة كبيرة من الحديقة. وأشار إلى أن الجهات المعنية شرعت في إجراء التحقيقات لمعرفة من يقفون وراء الحادثة.
إلى ذلك، قالت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال إنه أعيد فتح مرفأ التصدير التابع لها في نهاية أغسطس بعد إصلاح خط أنابيب إثر هجوم. وكان آخر انفجار يتعرض له خط الأنابيب الذي يمد أضخم منشأة صناعية في البلاد بالغاز في 21 أغسطس.
عدد اليوم
