الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

انتعاش أعمال «ستاتويل» في النرويج

انتعاش أعمال «ستاتويل» في النرويج
17 سبتمبر 2011 01:24
حين تلقى وين هيلج لوند الرئيس التنفيذي لشركة ستاتويل مكالمة هاتفية مساء يوم جمعة خلال الشهر الماضي كان يتوقع مفاجأة غير سارة. ويقول لوند: “حين يتصل شخص ما بالرئيس التنفيذي في هذا الوقت فذلك يرجع عادة إلى رغبته في الإبلاغ عن مشكلة ما قبل عطلة نهاية الأسبوع”. وعلى عكس المتوقع، زف الشخص المتصل أحد أسعد الأخبار التي تلقاها لوند منذ تولى رئاسة مجموعة النفط النرويجية عام 2004. كانت المكالمة من تيم دودسون رئيس التنقيب في ستاتويل ليبلغ رئيسه نبأ ما تبين بعد ذلك أنه أكبر اكتشاف نفطي قبالة سواحل النرويج منذ ثمانينات القرن الماضي، ومن أكبر الاكتشافات العالمية هذا العام. وقال لوند: “في العادة يكون استخراج النفط في أول الأمر بطيئاً، ولكن هذه المرة كانت البئر مملوءة لدرجة أنها كادت أن تنضح بالنفط من دون أي مؤازرة ميكانيكية”. وأضاف أن الفرحة عمت جميع من على الحفار حين شاهدوا ذلك”. وقدرت ستاتويل منذ ذاك بأن حقل إلدوس ساوث يحتوي ما يتراوح بين 400 و800 مليون برميل نفط مع اتصاله بحقل آخر في وسعه أن يزيد الإجمالي إلى 1,2 مليار برميل نفط. وما زاد هذا الاكتشاف أهمية هو موقعه في قلب أقدم مناطق إنتاج بحر الشمال قبالة سواحل النرويج. تكمن أهمية هذا الاكتشاف بالنسبة للوند في أنه يثبت صحة توقعات ستاتويل في منطقة تخلى عنها معظم كبريات شركات النفط، نظراً لتضاؤل انتاجها نتيجة التقادم. إلى ذلك قال لوند: “كان هناك نوع من التشاؤم لدى مساهمي الشركة فيما يخص هذه المنطقة. وقد انتهجنا خططاً إيجابية ومتفائلة غير أن حجم حقل الدوس فاجأ الجميع بل فاجأنا نحن”. شكل هذا الاكتشاف ثاني طفرة عظيمة لشركة ستاتويل في النرويج هذا العام بعد اكتشافها في شهر أبريل الماضي نحو 500 مليون برميل نفط في حقل سكروجارد في بحر بارينتس. وقد عمل هذان الاكتشافان على تغير الجو المعنوي المحيط بشركة ستاتويل وصناعة النفط النرويجية عموماً، عقب سنوات صعبة تضاءل فيها الإنتاج وندرت الاكتشافات. وحرص لوند على نشر هذا الجو المتفائل حين قرر القيام بجولة زار فيها منصات بحر الشمال مصحوباً بعدد من الصحفيين والإعلاميين. وعقب وصوله إلى حفار نفط فيزوند بطائرة عمودية سارع إلى عقد لقاء مع العاملين في مطعم الحفار في جو من التفاؤل العام. يمكن من منصة فيزوند رؤية سلسلة من المنصات الأخرى الممتدة على امتداد الأفق والتي تعلوها الحفارات في مشهد مهيب. من بين هذه المنصات تلك المنصات التي تخدم حقلي ستاتويل جولفاكس وستانفجورد العملاقيين اللذين اكتشفا في سنوات أمجاد نفط بحر الشمال خلال سبعينات القرن الماضي واللذين يتضاءل إنتاجهما تدريجياً الآن. ويتركز كثير من جهود ستاتويل الحديثة على السعي إلى تمديد عمر هذه الاحتياطيات المتقادمة من خلال تكريس تقنيات جديدة لزيادة معدلات استخراج النفط. ومع ذلك ينبغي على مجموعة ستاتويل تطوير حقول جديدة لتحقيق هدفها الرامي إلى زيادة إنتاجها بنسبة الثلث إلى 2,5 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2020. يتوقع أن يأتي معظم النمو من عمليات ستاتويل الدولية وخصوصاً في البرازيل، والتي اكتشفت فيها المجموعة نحو 300 مليون برميل نفط في بئر بيريجرينو ساوث في شهر يونيو الماضي، وللمجموعة مشاريع أخرى جارية في خليج المكسيك وأنجولا وبحر قزوين ومناطق أخرى. ومع ذلك لا تزال النرويج تشكل نحو ثلاثة أرباع إنتاج ستاتويل وتعهد لوند بأن يحافظ على استمرار الإنتاج المحلي لغاية عام 2020 على الرغم من تناقص إنتاج عدد من أكبر الحقول بالنرويج. وعلي الرغم من أن بشائر حقل إلدوس ساوث قد أعادت الحياة من جديد في عمليات بحر الشمال إلا أن صناعة النفط النرويجية تعلق كثيراً من طموحاتها على فتح جبهة جديدة في بحر بارينتس شمالي الدائرة القطبية، ذلك أن اكتشاف حقل سكروجارد على يد ستاتويل زاد الثقة في تقديرات دائرة النفط النرويجية التي تتوقع وجود ما يصل إلى 6 مليارات برميل نفط في القطاع النرويجي من بحر بارينتس. وهذا لا يشمل منطقة تساوي نصف مساحة ألمانيا، من المقرر بدء التنقيب فيها عقب التسوية التي تم مؤخراً التوصل إليها لنزاع حدودي استمر أربعة عقود بين روسيا والنرويج. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©