الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العنف والتضخم يخنقان متاجر بغداد

9 ديسمبر 2006 00:58
بغداد - رويترز: لينا تعشق بجنون ولكنها تشعر برعب لان زفافها بعد اسبوعين· فهي تخاف أن يغلق المخبز وألا يفتح المصور الاستديو وان ينفد مسحوق الشعر عند مصفف الشعر· وأدى ارتفاع معدل التضخم والقنابل وعمليات الخطف واطلاق النار في الاسواق وفي الطرق المليئة بقطاع الطرق والتي تسلكها الشاحنات الى خنق المتاجر والشركات ببغداد مدمرة الانتعاش الاقتصادي القصير الذي شهدته العاصمة العراقية مع انتهاء عقوبات الأمم المتحدة وكبت ما كان يشتهر به العراقيون من حب الاستمتاع بمباهج الحياة· ويناضل أصحاب المتاجر والشركات الصغيرة لإبقاء مخزوناتهم من كل شيء ابتداء من لمبات الإضاءة إلى فرش الأسنان والشوكولاته· وتشعر لينا (33 عاما) بيأس· وقالت ''عندما تزوجت صديقتي في يوليو كان الوضع سيئا ولكن هذا أسوأ· أشعر برعب من الذهاب للتسوق· كان يجب أن أكون سعيدة ولكن لا أشعر ما تشعر به أي عروس·'' وقصفت مرارا سوق شورجا لتجارة الجملة في بغداد وهي من بين أقدم الأسواق في المدينة كما أنها من أسواق التوريد الرئيسية لعدد لا يحصى من المتاجر الصغيرة المتناثرة في شتى أنحاء العاصمة· وفي هجوم وقع في وضح النهار في الشهر الماضي خطف مسلحون عشرات من الحمالين في السوق التي قلصت في الآونة الأخيرة ساعات عملها· وقال وسام بديع وهو صاحب متجر في وسط بغداد يبلغ من العمر 40 عاما ''هناك ركود في السوق·'' قبل عام اعتدت ان اكسب 100 دولار يوميا· والا اكسب 50 دولارا في اليوم·'' وقال عبد الحسين وهو صاحب متجر آخر إنه أصبح من الصعب على المتاجر الصغيرة شراء سلعها من أسواق الجملة مثل الشورجا بسبب أعمال العنف· وأضاف ''السيارات التي كانت تحمل السلع اعتادت لصق اعلانات كبيرة عليها للسلع التي توزعها ولكن لم تعد تفعل ذلك الان· لقد ازالت تلك الملصقات· فهم خائفون من تعرضهم للقتل أو الخطف·'' وقال متسائلا وهو يشير إلى قافلة عسكرية أميركية مارة ''كيف تتوقع ألا يخاف الناس وهم يرون مشاهد كتلك· الناس غير خائفين من الاميركيين وانما خائفون من الانفجارات التي قد تحدث بالقرب منهم·'' وبشكل متشائم قال أبو محمد الذي يمتلك متجرا صغيرا في حي الكرادة بوسط بغداد ''بسبب التفجيرات وإطلاق النار أصبحت الشورجا تغلق مبكرا الان·انهم خائفون جدا من ان يفتحوا· انت لا تعرف على الاطلاق ما ستجده في الشورجا اذا ذهبت إلى هناك لذلك أصبح الأمر صعبا جدا بالنسبة للمتاجر الصغيرة·'' ويزيد معدل التضخم عن 50 في المئة سنويا ولكن الاسعار الاخيرة لبعض السلع الكمالية مثل البن والشوكولاته ارتفعت بنسبة 50 في المئة خلال أسبوع أو نحو ذلك· وأغلقت متاجر كثيرة في حي المنصور الذي كان فيما مضى حيا تجاريا راقيا يضم مطاعم تعج بالناس ووضعت على ابوابها لافتات'' للبيع''· ووقعت عمليات خطف جماعي في متاجر ومطاعم ومتاجر الالكترونيات في الاحياء· وقتل حلاقون وخبازون· وخطف في الاونة الاخيرة قصابون في مصنع للحوم خارج بغداد· ومع فرض الاسلاميين المتشددين برنامجهم المتعلق بتفسير صارم لاحكام الشريعة فجرت متاجر المشروبات الروحية في المناطق المسيحية واشعلت النار فيها· وقالت لينا التي تخشى ان يتحول ما يفترض ان يكون اسعد ايام حياتها الى كارثة ''أشعر بمثل هذا العبء عندما أفكر فيما قد يحدث يوم زفافنا·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©