الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نمو الاقتصاد اللبناني يقترب من "الصفر"

نمو الاقتصاد اللبناني يقترب من "الصفر"
9 ديسمبر 2006 00:53
بيروت - اف ب: مرة أخرى يمر الاقتصاد اللبناني الذي يعتمد بصورة رئيسية على حيوية القطاع الخاص، في أوقات صعبة للغاية، بعد حرب مدمرة خلال الصيف· ومع دين عام ضخم جدا بلغ 41 مليار دولار ونسبة نمو معدومة هذه السنة (في حين كانت التوقعات تشير إلى نمو نسبته 6%)، تبدو الآفاق مظلمة في حين ان قطاع الخدمات، عصب الاقتصاد ومحركه، في حالة من الشلل· ويوضح ميشال طراد المسؤول في احد المصارف الكبرى في لبنان لوكالة فرانس برس ''ان النبأ السار هو اننا لا نشهد حركة هروب رساميل· هناك قلق ولكن ليس ذعرا· النشاط تقلص لكنه لم يتوقف''· ويضيف ''إلا أننا نلاحظ على مستوى الشركات تباطؤا ملموسا''· وبالفعل، فان اعياد نهاية العام وهي الفترة التي تحقق خلالها غالبية الشركات 40% من رقم أعمالها السنوي، بحسب الخبراء، تأتي إثر موسم اصطياف سيئ شهد توقف النشاط الاقتصادي طيلة ستة اسابيع بسبب الهجوم الاسرائيلي· ويضيف طراد انه خلال حرب الصيف الماضي ''توقف النشاط المصرفي بالكامل، في حين انه يدور اليوم في حدود 20 الى 25% من مستواه في الاوقات العادية· وتدهورت القروض الى الشركات الى مستوى متدن جدا بينما القروض للاستهلاك هي الاقل تضررا على الأرجح''· وفي قلب بيروت، يشبه وسط المدينة الذي يحتضن ليلا ونهارا آلاف المعتصمين الذين يسعون منذ اسبوع الى اسقاط الحكومة، سوقا شعبية اكثر من واجهة لبنان المستقبل كما يريده مروجوه· ومع ابراجه والبنايات المرممة ومصارفه ومقاهيه ومحاله التجارية الفخمة جدا، يغط النشاط الاقتصادي والتجاري في وسط المدينة في سبات· ويقول بول العريس رئيس نقابة اصحاب المطاعم ''اننا نعمل ما يكفي لتحقيق استمراريتنا''، ويقدر رقم اعمال حوالى 100 مطعم يرتادها السياح بكثرة، وهي اليوم خالية، بسبعين مليون دولار· ويوضح ''لم تحصل عمليات صرف من العمل حتى الان لكننا قلقون بالنسبة الى فترة الاعياد التي تجمع هذه السنة اعياد الميلاد ورأس السنة والاضحى''· يذكر ان فصل الصيف وفترات الاعياد تشكل في لبنان تقليديا المواسم المزدهرة للسياحة والتجارة· ويضيف بول العريس ''ان اكثر من نصف مليون لبناني مهاجر ومن رعايا دول عربية اخرى يقصدون لبنان لقضاء فترة الاعياد في ربوعه''، متسائلا حول تأثير الازمة الحالية وخصوصا على المطاعم الموسمية العديدة الغارقة في ''وضع يائس''· وفي محيط وسط المدينة، يبدو تراجع النشاط ظاهرا للعيان· ''فعند الصباح تسجل حركة مرور، ولكن فترة بعد الظهر تشهد انعدام الحركة· فالناس باتوا يستهلكون الحد الادنى الممكن''، كما قال بائع نبيذ في حي مسيحي في بيروت محاذ لوسط المدينة· وتتعالى أصوات في أوساط الأعمال منتقدة لحكومة فؤاد السنيورة· ويقول صاحب شركة رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ''الحكومة لم تساعد القطاع الخاص بالفعل بعد المحن العديدة التي مر فيها· كان بامكانها ان تتحرك على مستوى التسليفات الطويلة الامد للشركات الصغيرة والمتوسطة او عبر السماح باعادة جدولة ضريبة القيمة المضافة· لكنها لم تقم بشيء· هناك نوع من الحقد في القطاعات الانتاجية ضد الحكومة ورجال السياسة''· ويضيف صاحب وكالة سفر كبيرة ''أود أن أرى كل هؤلاء الناس يحاكمون بسبب عجزهم''· ويقول ''إننا ننتقل من أزمة إلى أخرى، والناس يلغون حجوزاتهم لعيد الميلاد، ونحن مرغمون على صرف موظفين، هذا غير معقول''· وأكد وزير المال اللبناني جهاد أزعور أخيرا ''إن كل يوم من الشلل يحرم النشاط الاقتصادي سبعين مليون دولار في مجال الانتاج الوطني دون الحديث عن الانعكاس على الاستثمارات والثقة''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©