الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كيويل يتحدى «التهاب الكبد» ويرفض الاعتزال قبل تحقيق الأحلام

كيويل يتحدى «التهاب الكبد» ويرفض الاعتزال قبل تحقيق الأحلام
23 يناير 2011 22:02
أثار النجم الأسترالي هاري كيويل الملقب بـ"الساحر هاري"، إعجاب ودهشة الملايين بالأداء الذي قدمه أمام المنتخب العراقي خلال المباراة التي انتهت لمصلحة الكانجارو بهدف نظيف في دور الثمانية لكأس آسيا، وبرهن كيويل على أنه يعشق كرة القدم ويتعامل معها بمنطق اللعبة والمهنة التي تستحق أن يتحدى من أجلها كل شيء، فقد سجل كيويل هدف الحسم والتأهل إلى الدور قبل النهائي في الدقيقية 117، مما يؤكد امتلاكه أعلى درجات الجاهزية البدنية، على الرغم من تشكيك البعض في حالته الصحية والبدنية بشكل دائم، وعلى الرغم من تجاوزه 32 عاماً، ولكن ما يفعله مع جالطة سراي التركي، ومع المنتخب الأسترالي خلال الفترة الأخيرة، يؤكد أنه يمر بواحدة من أفضل مراحل مشواره الكروي بفضل طاقة التحدي التي يملكها. وعقب الفوز على المنتخب العراقي، كشف لوكاس نيل قائد المنتخب الأسترالي، ورفيق درب كيويل سر تألق الأخير، مؤكداً أنه يملك إرادة فولاذية قلما تتوفر في أي لاعب كرة قدم مر بالتجارب والظروف القاسية التي عاشها كيويل، وكشف نيل في تصريحاته للصحف الأسترالية سر توهج الساحر وعودته للتألق جديد فقال: "هاري يستحق كل ما يحصل عليه من شهرة ونجومية وتألق، فهو يعشق التدريبات والعمل الجاد، وقد لا يعرف البعض إنه يتدرب لعدة ساعات بعد نهاية التدريبات الجماعية التي نخوضها كفريق، وهو يملك الرغبة الدائمة في الاستمرار بالملاعب في أفضل حالة بدنية وفنية ممكنة". الهدف الذي سجله كيويل في مرمى المنتخب العراقي، والذي تأهل به الأستراليون إلى الدور قبل النهائي لكأس آسيا للمرة الأولى يعد واحداً من أهم الأهداف في مسيرة كيويل على حد تعبيره، ولكن مسيرته الكروية حافلة بالأرقام والمحطات الأخرى الجديرة بالرصد، سواء على مستوى الأندية التي لعب لها، أو على المستوى الدولي، فهو أصغر لاعب يخوض مباراة دولية في تاريخ أستراليا، حيث فعلها قبل أن يتجاوز عمره 17 عاماً و 7 أشهر، وهو اللاعب الأسترالي الوحيد المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا، وقد حدث ذلك مع ليفربول موسم 2004 – 2005. مرض قاتل وفي مسيرة كيويل، محطة إنسانية أثارت تعاطفاً كبيراً في الأوساط الكروية في أستراليا وأوروبا، فقد كشفت الصحف الأسترالية قبل نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا عن سر المرض الذي كاد يقتل كيويل، والذي اكتشفه بالمصادفة أثناء إجراء تحاليل طبية روتينية عام 2002، وتحدث طبيب المنتخب الأسترالي "سيري كانانجارا" عن سر المرض الغامض، مؤكداً أنه يشبه الالتهاب الكبدي، ولكنه يؤثر في مناعة الجسم، وقد يؤدي إلى وفاة الشخص خلال بضع سنوات في حال لم يكتشفه ويبدأ في التعامل معه طبياً. وقد تفاعلت الصحف الأسترالية مع أنباء مرض الساحر كيويل بكثير من الاهتمام خاصة أنه يعد اللاعب الأهم والأكثر موهبة في تاريخ الكرة الأسترالية. وعن تفاصيل مشكلته الصحية قال طبيب المنتخب الأسترالي: "تحامل البعض على هاري في فترة ما، فقد كان المرض يمنعه من القدوم للمشاركة مع المنتخب في بعض المباريات، ولم نشأ في حينها التحدث عن مشكلته الصحية التي كانت تحت السيطرة على الرغم من خطورتها، فقد تجاوب اللاعب مع البرنامج العلاجي، واستجاب للتغييرات الانقلابية في حياته على مستوى تناول العلاج يومياً، وعلى مستوى الغذاء، والتدريبات والراحة، وغيرها من الأشياء التي لا يمكن لأي لاعب التجاوب معها بكل هذه الدقة ما لم يكن يتمتع بطاقة تحد هائلة مثل كيويل". وأضاف كانانجارا: "كاد المرض أن يقتل هاري، وأصبحت حياته مرهونة بالخضوع للعلاج الدائم، فالمرض الذي يعاني منه يشبه الأمراض المزمنة الأخرى التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج، مثل مرض السكري مثلاً، ولكن كيويل يملك طاقة هائلة للاستمرار في الملاعب في أفضل حالة بدنية ممكنة رغم كل هذه الظروف". ورفض كيويل التحدث عن تفاصيل التجربة المرضية، ولكنه علق على الأمر بطريقة غير مباشرة فقال :"بمجرد أن يجتاز اللاعب الخط الجانبي الأبيض للملعب، ويدخل إلى أجواء المباريات، ينبغي عليه ألا يقدم أي مبررات لتراجع الأداء، فتواجده في الملعب يعني انه في أفضل حالاته، ويجب أن يكون اللاعب أميناً مع نفسه ومع الجماهير ومع الفريق الذي يدافع عن ألوانه، وألا يخدع أحداً إذا كان لا يستطيع تقديم أفضل ما لديه، وبالنسبة لي أشعر بأنني سأتواجد في الملاعب لأطول فترة ممكنة، فأنا أعشق هذه اللعبة، ولا أمارسها بهدف جمع المال كما يفعل البعض". خيانة ليدز في تركيا واجه هاري كيويل عاصفة من الاحتجاجات من جماهير ليدز يونايتد، حينما قرر الانتقال إلى صفوف جالطة سراي التركي عام 2008، صحيح أنه لم يكن يلعب لفريق ليدز حينما قرر الانتقال إلى الفريق التركي، ولكن جماهير الفريق الإنجليزي الذي لعب له كيويل في بداية مسيرته شعرت بالخيانة لأنها فقدت أكثر من مشجع على يد جماهير جالة سراي في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 2000 في أحداث الشغب والاشتباكات الشهيرة، ولكن كيويل دافع عن نفسه، مؤكداً أنه لا يمكنه أن يوجه اللوم للنادي التركي بخصوص واقعة مضى عليها كل هذا الوقت، كما أكد أنه اكتفى بارتداء القميص رقم 19، وهو نفس القميص الذي كان يرتديه في صفوف ليدز يونايتد، وهي رسالة ضمنية تؤكد أنه لا زال يحترم الفريق الإنجليزي وجماهيره. ونجح كيويل في إعادة اكتشاف نفسه مع الفريق التركي، بعد سنوات من التعثر مع ليفربول، فقد حصل مع فريقه الجديد على لقب سوبر تركيا، وكان ولا زال العنصر الأكثر تأثيراً في صفوف الفريق، حيث سجل 32 هدفاً في 83 مباراة، وفي الصيف الماضي جدد كيويل تعاقده مع الفريق التركي، وحصل النجم الأسترالي على شعبية كبيرة في الأوساط الجماهيرية بتركيا، ولقبته جماهير جالطة سراي بالساحر هاري، وبعضها منحه لقب "هاري بوتر". وفيما يخص الحياة الاجتماعية لهاري كيويل فهو متزوج من الموديل الإنجليزية شيري ميرفي، ولديه 3 أبناء، ونظراً لتمتعه بقدر كبير من الوسامة والشهرة، والقدرة على التأثير في الأوساط الشبابية في أستراليا، فقد حصل واحد من بيوت الموضة والأزياء الشهيرة في أستراليا على توقيع كيويل لكي يقوم بالدعاية لها.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©