الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ساركوزي وكاميرون يتعهدان بمساعدة الثوار في اعتقال القذافي

ساركوزي وكاميرون يتعهدان بمساعدة الثوار في اعتقال القذافي
16 سبتمبر 2011 00:41
تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في أول زيارة إلى طرابلس أمس بعد سقوط معمر القذافي، بمساعدة السلطات الليبية الجديدة على تعقب العقيد الهارب وتقديمه للقضاء. وأكدا استمرار عمليات حلف شمال الأطلسي “الناتو” طالما كانت هناك مناطق واقعة تحت سيطرة القذافي، وشددا على أن الطريق لا يزال طويلاً، ويحتاج من الليبيين الكثير من العمل لتحقيق السلام. وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع كاميرون ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ورئيس الهيئة التنفيذية في المجلس محمود جبريل “إن القذافي لا يزال خطراً، وهناك عمل يجب إتمامه في ليبيا”. وأضاف “إن التزام حلف الأطلسي تجاه ليبيا لم ينته بعد وأن عمليات الناتو ستستمر طالما كانت هناك حاجة لحماية الليبيين”. ودعا الرئيس الفرنسي إلى عدم القيام بأعمال انتقامية أو تصفية حسابات. وشدد على ضرورة اعتقال القذافي وكبار مسؤوليه السابقين ومساءلتهم عن أفعالهم خلال الانتفاضة الليبية. وقال “لا بد من اعتقال القذافي ومساءلة جميع المتهمين بارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون الدولي”. وأكد أنه لن تكون هناك أي مصالحة في ليبيا ما لم تتحقق العدالة. وحث ساركوزي المجتمع الدولي على العمل مع السلطات القضائية الدولية في تعقب مسؤولي القذافي. ودعا كل الدول التي يوجد على أراضيها أشخاص ليبيون ملاحقون إلى العمل مع الهيئات الدولية لتتسنى محاسبة كل منهم على ما فعله. وأكد أنه يثق في النيجر، وأنه ليس هناك أي داع للتشكيك في احترامها للقانون الدولي. وكان عدد من كبار المسؤولين في النظام الليبي السابق دخلوا النيجر في الفترة الأخيرة من بينهم الساعدي القذافي. وشدد ساركوزي على أن مساعدات فرنسا للثوار لم يكن وراءها أي حسابات بشأن ثروات ليبيا. وأكد أن فرنسا قامت بذلك لأنه الصواب. وقال “نحن لا نطلب أي معاملة تفضيلية”، مشيراً إلى أن كل ما تناولته بعض وسائل الإعلام في هذا الصدد كان خاطئاً. وقال ساركوزي “أود أن أهدي هذه الزيارة إلى كل الذين يتطلعون إلى أن تصبح سوريا دولة حرة يوماً ما”. وأضاف “أتمنى أن يحظى الشبان السوريون بالفرصة نفسها مثل شباب ليبيا” وأن يحصلوا على الديموقراطية. ومن جانبه، تعهد كاميرون أيضاً بتقديم المساعدة اللازمة لتعقب القذافي. وقال “إن الأمر لم ينته .. سنساعدكم في العثور على القذافي وتقديمه للعدالة”. وأضاف “نحن على استعداد لتقديم العون، لكن نريد أن نعرف ما هو أهم شيء تريدونه منا”. ودعا كاميرون أنصار العقيد الليبي المطارد إلى إنهاء القتال، وقال “سنستمر في مهمة الناتو طالما كانت هناك حاجة وطالما كانت هناك مناطق تحت سيطرة القذافي”. وأكد أنه لا يزال هناك الكثير يجب على الليبيين القيام به لتحقيق السلام والديمقراطية، مضيفاً “لكن أعتقد أن من المهم الحضور إلى هنا لإظهار الدعم الدولي للمجلس الوطني الانتقالي”. كما أعلن كاميرون في طرابلس أن حكومته مستعدة للإفراج عن 12 مليار جنيه استرليني أخرى (18,9 مليار دولار) من الأموال الليبية. وقال كاميرون لقد “أفرجنا بالفعل عن أصول بمليار جنيه”، في إشارة إلى إعلان حكومته الإفراج عن 400 مليون استرليني خلال زيارته إلى طرابلس. وأضاف أنه إذا تمكنا من الحصول على موافقة الأمم المتحدة على مشروع قرار، سنقدمه مع فرنسا غداً (الجمعة)، ستكون هناك 12 مليار جنيه أخرى نتطلع للإفراج عنها. من جهته، قال رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل “سنعلن اكتمال عملية التحرير عندما يصبح كل تراب ليبيا تحت سيطرتنا”، وأضاف “لن ننسى اليوم الذي اتخذ فيه المجتمع الدولي قرار الحظر الجوي لحماية المدنيين الليبيين”. وأعلن رئيس الحكومة المؤقتة أن حلفاءها في الحرب ضد قوات القذافي سيكون لهم الأولوية في أي صفقات مستقبلية. وحذرت من أنها ستراجع بعض العقود القائمة للتأكد من خلوها من الفساد. وقال عبد الجليل إن المجلس “الانتقالي” لم يوقع اتفاقات مسبقة مع الحلفاء والأصدقاء، لكنه سيقدر جهودهم وستكون لهم الأولوية من خلال إطار عمل يتسم بالشفافية. وأضاف أن العقود الحالية التي وقعت مع حكومة القذافي ستخضع للمراجعة للتأكد من خلوها من الفساد المالي. وقال إنه باعتباره عضواً في الحكومة السابقة، فإنه يعرف جيداً أن أسعار بعض العقود تتجاوز الأسعار العالمية. وكان ساركوزي وكاميرون عقدا أمس مباحثات مع عبد الجليل عقب وصولهما مباشرة إلى طرابلس. وذكرت مصادر أن المباحثات تركزت حول عمليات إعادة إعمار ليبيا ومرحلة ما بعد القذافي، والعلاقات بين طرابلس وباريس ولندن. وتوجه ساركوزي وكاميرون بعد المؤتمر إلى بنغازي، حيث قال الرئيس الفرنسي عقب وصوله إنه يؤمن “بدولة ليبية موحدة وليست مقسمة”، في كلمة أمام حشود من الليبيين تجمعوا في ساحة التحرير. ومن جهته قال كاميرون “إنه أمر استثنائي أن نكون في ليبيا حرة”. واستقبلت المسؤولين حشود ضمت مئات الليبيين وهم يلوحون بالأعلام الفرنسية والبريطانية. وقام ساركوزي وكاميرون قبل التوجه إلى بنغازي بزيارة استمرت ساعة إلى مستشفى طرابلس، وجالا في أروقة المستشفى الحديث الذي لم يتضرر كثيراً من المعارك، ودخلا 3 غرف وتكلما مع جرحى وأطباء. وقال ساركوزي للصحفيين الذين كانوا يرافقونه “عندما نحضر إلى هنا لا داعي للتساؤل لماذا أتينا”، ولدى سؤاله ما إذا كانت الشعارات الحماسية التي انطلقت منذ وصوله ترحيباً به تروق له، رد بالقول “الأمر ليس ما يروق لي .. إن هذا يثبت أن الصراع بين الغرب والشرق ليس حتمياً”. وشهدت الزيارة إجراءات أمنية مكثفة، حيث تنقل الزعيمان الأوروبيان في قافلة من عشرات السيارات، وانتشرت أعداد كبيرة من عناصر الأمن الفرنسي بزي مدني برفقة رجال أمن ليبيين، وتحليق طائرات “الناتو”.
المصدر: طرابلس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©