نقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله أمس، ان البرقيات الدبلوماسية الأميركية المسربة بواسطة موقع “ويكيليكس” التي كشفت عن خطة سرية لحماية جمهوريات البلطيق من تهديد روسي، تطرح تساؤلاً حول مصداقية حلف شمال الأطلسي “الناتو”، في حين سارع الأمين العام للحلف اندرس فوج راسموسن بقوله ان التحسن الذي شهدته العلاقات بين الحلف وموسكو يمضي قدماً مضيفاً “لا نعتبر روسيا خطراً على الناتو ولا يشكل الحلف تهديداً لروسيا”. ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي في موسكو أمس، “يتفق الناتو معنا من جانب، على الشراكة، وفي الجانب الآخر، يتخذ قراراً بأنه يحتاج لحماية أعضائه من خطر روسي!”. وتساءل الوزير الروسي بالقول “متى يكون الحلف أكثر صدقية؟.. طلبنا منهم توضيحاً وننتظر ردهم.. نعتقد أنه من حقنا التساؤل”.
وكانت برقيات دبلوماسية أميركية سرية كشفها “ويكيليكس” ونشرتها صحف غربية الثلاثاء الماضي، أفادت أن الناتو وسع خطة دفاعية قائمة تغطي بولندا، لتضم أستونيا ولاتفيا وليتوانيا. وقال لافروف “مسؤولو وزارة الخارجية الروسية يدرسون بعض الوثائق المسربة واسترعى انتباههم بوجه خاص، تقريراً حول الناتو يتناول الخطة الدفاعية”. وأعرب مصدر في الوزارة عن انزعاجه لما ورد في التسريبات قائلاً إنها تناقض إعلان الناتو المشترك مع روسيا عقب قمة الحلف في لشبونة يومي 19 و20 نوفمبر الماضي. وكان راسموسن أعلن أثناء قمة لشبونة الشهر الماضي، أن الناتو “دفن أشباح الماضي” مع روسيا وذلك عقب توقيع إعلان يؤكد أن الحلف وموسكو لا يشكلان تهديداً لبعض. وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية الثلاثاء الماضي، أن الناتو قرر وضع خطة دفاعية سرية بداية العام الحالي، بمبادرة من الولايات المتحدة وألمانيا لحماية الجمهوريات السوفيتية الثلاثة السابقة من تهديد روسي. وقال ممثل روسيا لدى حلف شمال الأطلسي ديمتري روجيزين الثلاثاء الماضي، انه بعث برسالة لقيادة الحلف مستوضحاً، مبيناً أن بلاده ستطلب الغاء الخطة الدفاعية الأطلسية، إذا ما صحت تسريبات ويكيليكس.
وفي قمة لشبونة، اتفق الناتو وموسكو على التعاون في مشروع الدفاع الصاروخي بشأن حماية أوروبا من هجمات صاروخية محتملة، إضافة إلى الاتفاق على مرور تجهيزات وآليات عسكرية إلى قوات الحلف في أفغانستان، عبر الأراضي الروسية. وأبلغ راسموسن الصحفيين عقب اجتماع لوزراء الدفاع الأوروبيين ببروكسل أمس، بالقول “على العكس، نحن نريد تطوير شراكة حقيقية بين الناتو وروسيا”. ورفض أمين عام الناتو التأكيد على صحة التقارير المسربة من قبل ويكيليكس قائلاً “الناتو لا يعلق على وثائق سرية مزعومة” جرى تسريبها. ووصف راسموسن اجتماعاً عقد أمس الأول بين سفراء دول الحلف الـ28 وروسيا بأنه “إيجابي وبناء للغاية”. وقال إن الجانبين اتفقا على القيام بتحليل مشترك لتطوير التعاون في مجال الدفاع الصاروخي والاستعداد لاستئناف التعاون في برنامج أضيق نطاقاً لحماية القوات من هجوم صاروخي.
عدد اليوم
