الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هي ولا أحد..

هي ولا أحد..
11 سبتمبر 2013 20:48
في المطار، بعد ساعتين سأطير. مفاجأة! ليست بالضبط.. ? استمتعي بوقتك، الهند بلاد جميلة، ذكرياتها بأعماق الروح والوجدان، تفوح عطراً معتقاً. ? أسبوعاً واحداً، لا غير.. ? كما وأن الحرير، فاخر العطور، والأهم من كل هذا وذاك، دهن العود الأصلي، لا يتوافر في مكان، هو مخبأ هناك. لحظات ويرن هاتفها، هي ذاتها، لم ترتوِ عن بعد، بحاجة إلى التحدث، أحست بشّرٍ ينبئ به ذلك الصوت المرتعش. بدورها تتفكر في حمولته، تحللها، تهتدي إلى محتواها، بيسر وسهولة. غاضبة همست لنفسها: إنها هي! لم يهن عليها تركها متوحدة مع أصفادها، حاصرتها بسيل من الرسائل القصيرة والطويلة، فقد تكون في الطائرة، لن تتمكن من استخدام هاتفها، يعني ليس في مقدورها إطلاق سراح شيء من هواجسها، وربما كان قريباً منها. خلقك الله بكامل حريتك، ليس لمخلوق الحق في انتزاع ذلك الإحساس من داخلك، ولا محاولة طمس معالمه.. لا أحرضك، لا تتركي الحبل على غارب النفوس، الغارقة في الأنانية والتحكم بمصائر الآخرين، حد الهوس والجنون. يصلها الرد أسرع مما توقعت، يجسد تفاعلها واستجابتها، ينقل توسلاتها التي لم تكن تخطئها، وإن كان عن بعد ومن مسافات، قد لا تكون قصيرة بالمطلق. كم أنا بحاجة إلى شحنات من الدعم النفسي والروحي! أنا من وهبها فرصة التمادي، لا أحد يستطيع أن يركب ظهرك ما لم يكن محنياً، تتوالى الأحداث وتتواصل في فضاء الإلكترون، تصور مشهداً قبل ساعة من مغادرتها. ذهب لتوديعها، رافقته، أول الغيظ المكتوم كان سؤالاً: من سيرافقك؟ بحب وعفوية: هذه الجميلة. بزفير مُرعب، قذف حمماً من آهات مكتومة، عملت على خنقي، أغرقت المكان كآبة.. ? لو كنت مكانك، ما منحتها الفرصة، لإفراغ سموم متقيحة.. بأسى ويأس: لا أظنها تمثل الدور، مع غيري، من زوجات الأبناء. بالطبع، فأنت من أعطاها الحق، ظنته مكتسباً مشروعاً ومستداماً. ? زيدي التشجيع أو التحريض، سيّان. ? لا ألمح أن تهيني صاحبة الجلالة، فلا حق لك. بخوف غامر تسرب إليها: أنا.. أنا.. لن أقدم على مثل هذا، هي في مكانة أمي، كما أنني أحن على الكبار وأشفق. ? لا تحنين، وليس للشفقة فيما تذهبين إليه من مكان.. ? كيف؟ ? تخافينها، رضاه مرتبط برضاها، الذي لن تحظي به، رغم ما تبذلينه حد الطاعة العمياء. زيادة في التحليل والتحريض قالت: لم ولن تحققي شيئاً من أهدافك الخفية حتى عنك، تتطلعين إلى التميز والتفرد أليس كذلك؟ لن تقبضي شيئاً، لا تعرفين السبب، لم تفطني إليه، ربما عرفته، لكنك تنكرينه؟ خلاصة الموضوع: أنت مصدر حسد وغيرة، لتلك الشمطاء. تداركت على عجل: من الطبيعي أن تغار من كل زوجات أبنائها. منك أكثر، تذكرينها بزوجها، قريبته، وجهه الآخر.. لكنها كانت محبة لزوجها، تقول دائماً، والكل يوافق ويثبت. كانت محبة، نعم، لكن حقدها أكبر، رصع هام استقرارها بالأشواك والإهانات، فكانت الرغبة في الانتقام من الأسد في لبدته، تفرغ قهرها في شخصك، لم تُمسك به، صبت غضبها العاجز على من ينوب عنه. ماذا علي أن أفعل؟ أبطلي محاولاتها الظالمة، فلا ذنب لك، فيما مُنيت به من أوجاع وفشل.. تؤكد الكلام فرحة: بناتها طرن قبل أيام، لنفس الجهة مع شركائهن، كم ظهرت فرحة وسعيدة. لم تخفِ انتشاءها، وشعورها بالفخر والانتصار، نقلته بحرارة ومن غير قصد، شهدتُ الموقف بنفسي، كان مختلفاً حد التضاد.. بالطبع! فهن بناتها، هن يعني هي، سعادتهن تعني سعادتها، امتداد لها، ما لم تحققه بنفسها ستحققه بهن. تقاطعها: فواتير باهظة من أعصابي، وسلام روحي، ثمن متطلباتها الغريبة! ? ومن دون فائدة! ? الشهود تلك السهام النافثة كالنيران، جُمل وعبارات، نظرات، خليط من الغضب والحزن والخوف.. هو ذا مربط الفرس! أعطها وغيرها ما تستطيعين، لا تلزمي نفسك فوق طاقتها، تذكري أننا أحرار، من دون المساس بحريات الآخرين. بعد العودة.. خفيفة كورقة بدت، قالت: المرة الأولى أنعم بالراحة والسعادة الحقيقية، في سفرتي القصيرة، المغموسة بكل جميل ُمشبع، كان أيضاً منتشياً.. لأول مرة أشعر بأنني حرة، ولا أقهر نفسي بمشاعر الذنب والندم..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©