الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثورات وروايات ..

ثورات وروايات ..
11 سبتمبر 2013 20:46
رغم التوترات وإرباكات المشهد السياسي المصري منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 وحتى سقوط نظام الإخوان في الموجة الثانية للثورة في 30 يونيو 2013، بدا من المنطقي أن يتأثر نشاط النشر وحركة طبع الكتاب عموماً والإبداع خاصة، طباعة ونشراً وتوزيعاً، لا سيما أن المغامرة بطبع رواية أو ديوان شعر أو مجموعة قصصية قد تبدو مخاطرة غير مأمونة العواقب، وربما تعرض صاحبها إلى ما لا يتمناه! العديد من دور النشر كانت عطلت مشاريعها لنشر كتب الإبداع في العام 2011، بسبب انصراف جمهور القراء عن متابعة أي نشاط آخر بخلاف متابعتها ومشاركتها الفاعلة في الحدث ذاته، فهؤلاء بتعبير أحد الناشرين “يعيشون لحظة إبداعية خاصة هي الثورة”. لكن اللافت والمثير للانتباه أنه وبموازاة الحراك الثوري في الشارع المصري العام الجاري، وفي ظل صراع محتدم على الأرض بين تيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي أقصيت عن السلطة بثورة شعبية جارفة، وبين معظم طوائف المجتمع المصري ومؤسساته، اللافت والمثير للانتباه أنه وبموازاة الحراك الثوري في الشارع المصري العام الجاري، وفي ظل صراع محتدم على الأرض بين تيارات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي أقصيت عن السلطة بثورة شعبية جارفة، وبين معظم طوائف المجتمع المصري ومؤسساته، شهدت الحياة الثقافية والإبداعية منها على الأخص نشاطاً موّاراً متصاعداً ومطرداً، يمكننا معه أن نرصد ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ صدور ما يقرب من 25 رواية جديدة، خلال الفترة من يناير إلى أغسطس من العام 2013م، وهو رقم كبير في كل الأحوال إذا ما قورن بالمعدلات المعروفة قبل ثورة يناير، وله دلالاته التي يسعى هذا التحقيق إلى كشفها وتفسيرها.. طوفان الروايات في مطلع العام 2013 أصدر الروائي الشاب الطاهر شرقاوي روايته البديعة “عن الذي يربي حجراً في بيته” عن دار (الكتب خان) إحدى دور النشر الواعدة في مصر، مستهلاً موجة من صدور روايات جديدة لعدد من كتاب الرواية الشباب في مصر، منهم من احتل مكانة وموضعاً في خارطة المشهد الروائي المصري، ومنهم من كان على موعد مع روايته الأولى أو الثانية بالكاد، عدا الروايات التي صدرت لكتاب أكبر (سناً) أو روائيين من أجيال أقدم. بعد أيام من صدور رواية الشرقاوي، وحصوله عنها على جائزة أحسن رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2013، صدرت الرواية الأولى للكاتبة الشابة إيمان عبدالرحيم “الحجرات وقصص أخرى”، وهي إحدى نتاجات الورش الإبداعية التي تشهد ازدهاراً لافتاً وحضوراً ملموساً، وساهمت في الكشف عن عدد لا بأس به من المواهب الشابة والجديدة. ولم يكد يمر شهران حتى تزامن صدور ما يقرب من 10 أعمال روائية دفعة واحدة، لأسماء من الشباب لها حضورها، وتحظى بمكانة محترمة في المشهد الروائي الجديد في مصر، فنجد الكاتب والروائي المترجم أحمد عبداللطيف يصدر روايته الثالثة “كتاب النحات” عن دار (آفاق)، ويصدر الكاتب الشاب محمد خير روايته “سماء أقرب”، ويصدر نائل الطوخي روايته “نساء الكرنتينا”، ثم يصدر الروائي الشاب والمترجم المعروف طلال فيصل روايته الثانية “سرور” عن دار (الكتب خان)، ليلحق به الروائي الشاب طارق إمام، ربما كان الأكثر شهرة بين أبناء جيله من الكتاب الشباب على المستوى العربي، وتصدر روايته الجديدة “ضريح أبي” عن دار (العين)، في الوقت الذي أصدر فيه أيضاً الروائي والكاتب التسعيني ياسر عبدالحافظ روايته الجديدة “كتاب الأمان”، عن دار (التنوير) بالقاهرة، ومن قبله صدرت للكاتبة الروائية الشابة بسمة عبدالعزيز روايتها الأولى “الطابور” عن الدار نفسها. خلال الفترة ذاتها صدرت رواية “نادي السيارات”، وهي الرواية الثالثة للأديب والكاتب والناشط السياسي المشهور علاء الأسواني، عن دار الشروق، وهو من الكتب الأكثر رواجاً ومبيعاً في مصر والعالم العربي، منذ النجاح الجماهيري الكبير لروايته الأولى “عمارة يعقوبيان”.. ولسنا في معرض الحصر والاستقصاء، لكن هذا النشاط الروائي الرائج جاء متزامناً ومتوازياً مع وفرة لافتة في ظهور إصدارات عديدة في مجالات أخرى، وطبع ونشر عناوين جديدة وكثيرة في الأدب، والنقد، والتاريخ، وبالطبع الإسلام السياسي وتاريخ الثورات وتحليلها إلخ.. بما يمكن معه وصف هذا الرواج في حركة النشر المصرية بثورة موازية في النشر للثورات السياسية، التي شهدها العالم العربي على مدار العامين ونصف العام. انتقادات المؤلفين “لا أعلم إن كانت هذه الإصدارات المتتابعة تحمل دلالة أم لا.. لكن في ظني ربما جاءت كرد فعل إبداعي على الحركة المتوترة والمشدودة للمجتمع المصري خلال العامين الماضيين”، بهذا الطرح استهل الروائي والصحفي المصري وحيد الطويلة تفسيره لهذا الرواج الروائي، معتبراً “أن ما يحدث في الشارع يشارك فيه الفنانون جميعاً، لكنهم بين شهيد وآخر يرسمون”. صاحب “أحمر خفيف”، وهو أيضاً ضمن ممن أصدروا أعمالاً جديدة في 2013، إذ صدرت روايته “باب الليل” مطلع الشهر السابق عن الدار العربية للعلوم ناشرون، أضاف: “أعرف تماماً صعوبة بل استحالة الفن في لحظات مخاض لم يَكُ موجوداً إلا في الأحلام، هناك من كان يكتب قبل انطلاق الشرارة ثم توقف وأكمل، وهناك من جلده عريض يكتب كأن الذي يحدث يحدث في كون آخر، وهناك من يفعل ذلك كفعل مقاومة”. الطويلة متابع جيد لحركة الإبداع الجديد، ورصد العديد من الأعمال المهمة التي صدرت خلال الفترة الأخيرة، قائلاً “هناك روايات كثيرة ودواوين شعر وكلها فاتنة بدرجة وأخرى، هناك كتب لمحمد الفخراني، ونهى محمود، والطاهر شرقاوي، وسهير المصادفة، وطارق إمام، وأحمد عبداللطيف، وسارة علام، وسيد محمو،د وهاني عبدالمريد، وأشرف عبدالشافي، وسهى زكي، وآخرين من دونهم، اختمرت وكتبت من زمن لكن لحق بها التنقيح”. لكن صاحب “باب الليل” يحمل على الناشرين الذين يصفهم بأنهم “أعداء الله”، ساخراً، ذلك “أنهم لا يعنيهم، أنهم يرممون مصاريف النشر فقط من شراء الكتاب لكتب زملائهم، والباقي من قراء هنا وهناك في المعارض، ومن المنح وشراء الدول لبعض العناوين، ومن الجوائز التي يحصل فيها ناشرون على مبالغ مساوية تماماً لجائزة الكاتب! كأننا في لندن ودور النشر تدفع للكتاب مقدماً”! مختتماً: “الناشرون تكفيهم كتب أحلام مستغانمي وربما سلوى النعيمي، أما نحن فلنا الله والأغاني الوطنية”! أحمد عبداللطيف، الروائي الواعد والمترجم الشاب، يرى أن الرواية، بالأخص، قد حققت في السنوات الأخيرة نجاحاً كبيراً، ليس فقط في مصر والعالم العربي، بل أيضاً على مستوى العالم بأسره، فالرواية “هي النوع الأدبي الوحيد الذي يحتمل الفلسفة والتأمل وقراءة الواقع”، يقول عبداللطيف، متابعاً أن اختفاء الفلسفة بمعناها النظري أعطى مساحة واسعة للرواية لتكون حقلاً عملياً لتجريب الأفكار الفلسفية. أما عن الظاهرة نفسها، فيقول صاحب رواية “صانع المفاتيح”: “ربما يفسر البعض غزارة الروايات الصادرة في 2013 بأن الأوضاع السياسية المضطربة تدفع الروائي إلى محاولة تأويل ما يحدث، خاصة عندما نتحدث عن ثورات كبيرة، ورغم أنه رأي له وجاهته، فالأدب ينمو في الأزمات، وسوء الأحوال السياسية والاقتصادية أحد دوافع الكتابة”. لكنه ورغم الطرح السابق فإنه يرى “أن ما حدث في مصر ليس إلا محض صدفة، بدليل أن هذه الأعمال لم تتناول الأزمة، وإن كانت قد تأثرت بها في بعض نواحيها”. متفقاً مع وحيد الطويلة في أن هذه الأعمال أو عدد كبير منها كتب بالضرورة خلال الفترة الماضية “فهناك أعمال انتهى كُتابها منها منذ سنوات، وتأخرت في النشر، وبعض آخر كانت فكرة الرواية وربما أجزاء منها منتهية قبل نشوب التوتر السياسي”. صاحب “كتاب النحات” توقع في السنوات القادمة أن تحقق الرواية نجاحاً أكبر، وستشكل حركتها في مصر ظاهرة لافتة، خاصةً مع التجرؤ على الأشكال التقليدية والبحث عن لغة جديدة تعبر عن الجيل الجديد. .. ودفاع الناشرين الناشر هو الوسيط المختص بين المبدع والقارئ، هو الذي يتولى ويتحمل مسؤولية خروج الأعمال الجديدة، من المطبعة إلى يد القارئ، وهو الذي يغامر ويربح في المقام الأول أو يتكبد الخسارات الفادحة. الناشرة كرم يوسف صاحبة ومديرة (الكتب خان)، إحدى أبرز دور النشر الواعدة في مصر والمعنية باكتشاف ونشر الأعمال الأولى للموهوبين من الكتاب الشباب، قالت: “فعلاً نحن في الكتب خان ملتزمون بخطة النشر لدينا رغم الظروف السيئة المتعلقة بالبيع والتوزيع”. كرم أضافت “الموقف جد صعب وخطير خاصة بعد عدم وجود القارئ القادر على شراء الكتب، لأنك تعلم أننا في الكتب خان نقوم ببيع الكتاب، وهو ما نخصص منه جزءاً من هامش الربح للإنفاق على النشر”. وأكدت مديرة (الكتب خان) أن هناك بعض التأخير في خطة النشر، وذلك لظروف البلد غير المستقرة، وأيضاً الحالة العامة والمزاج العام. لكن ورغم ذلك، فإن العام 2013 شهد إصدار كم لا بأس به من الكتب والروايات الجديدة، ونحن على وشك البدء في إصدار أعمال جديدة حسب الخطة ، وأيضاً استعداداً لمعرض الكتاب 2014 والذي ستشارك فيه الكتب خان لأول مرة إن شاء الله”. أما الناشرة النشيطة، الدكتورة فاطمة البودي مديرة دار (العين) للنشر، واحدة من أهم وأبرز دور النشر المعنية بنشر الإبداع الجديد على الساحتين المصرية والعربية، أكدت أنها تراهن دائماً على استقرار الأوضاع بمصر، رغم كل ما يجري، مؤكدة كذلك على فخرها وسعادتها بثقة كتاب دار العين، مفكرين ومبدعين، الذين راهنوا معها ونشروا كتبهم وأعمالهم خلال الفترة الماضية في (العين). البودي أشارت إلى أنها ورغم الظروف الصعبة وارتفاع أسعار الورق والطباعة “فإننا لم نتوقف، وإن شاء الله لن نتوقف، فالاستمرار بالعمل والنشر هو الزاد الذي نحمله كأسرة دار العين للأيام”، مؤكدة على أن سياسة النشر بالدار، رغم السنة السوداء الكئيبة التي أطل فيها وجه التعصب الأعمى وألقى بظلاله الثقيلة على كل شيء في مصر، لم ولن تتغير بتبنيها لكل ما هو تنويري في الكتب الفكرية، ولن نتوقف عن تشجيع المواهب الشابة وسنظل ننشر الإبداع الجيد الذي يؤثر بالقارئ”. فيما أشار وائل الملا مدير وصاحب دار (مصر العربية) للنشر والتوزيع، واحدة من دور النشر المصرية العريقة، إلى أن 2013 لم تكن سنة مأمونة العواقب في النشر للروايات خصوصاً؛ لأن التعويض بالبيع في معارض عربية محدود جداً على عكس الكتب الأكاديمية والدراسات الفكرية التي تهم أي عربي خصوصاً لو كانت ذات طابع عام وغير مختصة ببلد معين. ولكنه أكد، وعلى الرغم من ذلك، فإن الكثير من الناشرين استردوا تقريباً حجم النشر المعتاد الذين كانوا ينتجونه قبل الثورة؛ مرجعاً ذلك إلى أنه في العامين اللذين أعقبا الثورة شهدت دور النشر تراجعاً ملحوظاً في عدد العناوين المنشورة لكل ناشر، وهذا كان من شأنه التوفير والتغلب على مشكلة زيادة المصاريف عن الإيرادات.. ولكن في ظل وجود عربي قوي مثل لبنان والأردن طرح سؤال مهم جداً.. هل الناشر المصري سيسمح بأن يزاح عن صدارة النشر العربي لصالح الناشرين المنافسين في الأقطار العربية الأخرى؟! ولو حتى جزئيا؟! أكيد الفكرة ليست بمثل هذا الوضوح في ذهن الناشر، يقول الملا. بالنسبة للروايات، يفسر المللا، بأن “هناك نظاماً يقلل من نسبة المخاطرة للناشرين، خصوصاً صغار الناشرين، وهو أن يتحمل الكاتب تكلفة النشر، ويقوم الناشر بعملية التوزيع مقابل نسبة، لكنه أوضح أن هذا بالنسبة للناشرين الصغار فقط والمؤلفين المبتدئين”. مردفاً أنه في المرحلة الحالية، وبعد سقوط حكم الإخوان، يسود شعور عام بأن الأوضاع ستتحسن كثيراً وسترجع لسابق عهدها، و”سواء كان ده وحش أو كويس أو حتى غير واضح المعالم سياسياً لكن الاستقرار في سوق النشر شيء مهم جداً، وهذا أيضاً سينعكس على حركة النشر بشكل كبير في المرحلة المقبلة بكل تأكيد، مما أرجح معه تصاعد حركة النشر وزيادة الأعمال المطبوعة”. من جانبه، فسر الناشر شريف بكر مدير دار (العربي) للنشر والتوزيع، وأحد الذين ساهموا في ترسيخ فكرة “الوكيل الأدبي” للكتاب في مصر، الأمر بأن الناشرين، وفي ظل الأوضاع السياسية المرتبكة، اتجهوا إلى التركيز على السوق المحلي، وعدم الاعتماد بشكل أساسي على التوزيع خارج مصر، مرجعاً ذلك إلى انتشار مكتبات التوزيع بصورة كبيرة، وقدرتها على التسويق، مع وجود جيل بل أجيال جديدة من القراء الشباب لهم احتياجاتهم، وذائقتهم الخاصة التي تتابع الجديد في عالم الأدب وخاصة في الرواية. مشيراً إلى أن دور نشر كثيرة اتجهت إلى النشر الأدبي، معتمدة على استهداف الشباب وتلبية احتياجاتهم من الروايات والموضوعات التي تشغل بالهم. ورغم هذه الظروف التي عشناها في العامين السابقين، يقول بكر، إلا أن لو نجح الكتاب فيمكن أن يبيع ويحقق نجاحاً ومكاسب مادية رغم كل هذه الظروف. ويؤكد على عامل آخر يراه مهماً وحاسماً في مسألة نشر الروايات والأعمال الجديدة، وهو أنه إلى جانب ظهور كثير من دور النشر الجديدة الشابة، والتي تتعامل مع الموقف على أنه “حياة أو موت”، فليس لديها أي حلول أخرى. شهادة جزائرية: نعيش الأزمات نفسها الكاتب الروائي الجزائري المعروف، والناشر أيضاً، بشير مفتي، أكد أنه رغم المناخ الصعب بالفعل الذي تعيشه المنطقة العربية، وينعكس بشكل سلبي على دور النشر التي تجد نفسها في حرب غير متكافئة مع هذا الوضع المتردي لسوق الكتاب، ولكن دور النشر عملها أن تقوم بنشر الأعمال التي تراها “جيدة” وتستطيع أن تحقق من خلالها حضورها في الساحة. بشير قال إنه وبالرغم من أننا “دار نشر جزائرية سوقها لا يزال مفتوحاً وإن كان يعيش نفس أزمات الكتاب العربي من ضعف الإقبال والمقروئية، لكن الحرص على نشر الأعمال الأدبية يعني الرهان على قارئ يتشكل يوماً بعد آخر، فالرواية مثلاً عرفت في السنوات الأخيرة اهتماماً من طرف القراء، وهذا بسبب جوائز عربية مثل البوكر وغيرها دفعت إلى الاهتمام والقراءة”. صاحب “دمية النار”، أكد أن هناك حذراً كبيراً من طرف الناشر العربي اليوم الذي يجد نفسه في دوامة البحث عن الشيء الذي يمكن أن يتماس مع هذه المرحلة وانشغالاتها الفعلية، إذ لا بد للناشر من الارتباط بروح المناخ الذي نعيشه فيه. وهذا هو السؤال المطروح اليوم أي قارئ لهذه المرحلة وماذا يريد بالضبط حتى تستطيع دور النشر أن تلبي بعض ما يرغب فيه، وتفرض عليه ما تريده أن يقرأه أيضاً.. النشر كان دائماً مغامرة مثل غيره من المغامرات التي قد تخطئ، وقد تصيب، وكل ناشر يعمل على ربح هذه المغامرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©