ألغت المنظمة الدولية لمكافحة المنشطات مادة ''الافدرين'' من قائمة المواد المنشطة والمحظور استخدامها وذلك في التعديلات الأخيرة على القائمة والتي تصدرها ''الوادا'' بشكل دوري واعتبرت أن هذه المواد والتي تدخل في أدوية السعال والبرد وتستخدم على نطاق واسع، من المواد المسموح بتناولها من قبل الرياضيين·
وتعتبر هذه المعلومات في غاية الأهمية بالنسبة للرياضة الإماراتية والتي ذاقت الأمرين في آسياد بانكوك 98 بعد اتهام أحد رياضييها بتناول المنشطات وتجريده من الميدالية الفضية في الكاراتيه·
الجميع ما زال يتذكر واقعة تجريد نجم منتخب الكاراتيه فخر الدين من الميدالية الفضية في منافسات تحت 60 كج بعد أن أثبت كشف المنشطات الذي اخضع له وجود مادة الافدرين وهي المادة التي ترى منظمة مكافحة المنشطات أن تأثيرها شبه معدوم في رفع كفاءة أداء الرياضيين وبالتالي لا توجد حاجة في إبقائها من ضمن قائمة المواد المنشطة المحظور تناولها·
يومها قامت الدنيا ولم تقعد ولاحقت الفضيحة سمعة رياضة الإمارات على الرغم من أن المادة التي كانت تعتبر من المحظورات هي من المواد الشائع استخدامها على نطاق واسع ، ومن الممكن أن يتناولها أي رياضي بسهولة·
والأمر الأكثر مدعاة للسخرية أن المادة تتسبب في إصابة الجسم بالاسترخاء ولا تزيد من نشاطه وهي المعلومة التي حاول فخر الدين جاهداً في تلك الأيام إيصالها للناس في معرض دفاعه عن نفسه، بأن الدواء لم يفده في المنافسات بل على العكس اثر على عطائه، لكن لم يستمع الكثيرون لما يقول·
وإذا كانت مجموعة من الأخطاء قد أدت في النهاية إلى تناول فخر الدين لدواء للكحة لم ينتبه له الفريق الطبي قد كلفنا الكثير في بانكوك فإن الأيام دارت وأثبتت حسن نية اللاعب فيما حصل وأن المواد التي تناولها هي مواد عادية وتأثيرها على عطاء الرياضي محدود بدليل أن اللجنة الدولية لمكافحة المنشطات قد قامت برفعها من قائمة المحظورات وأدرجتها في قائمة المواد الخاضعة للمراقبة·
وكما يقال الحق يظهر ولو بعد حين·· الجيد في المعلومة أنها تعيد السمعة الحسنة للاعب بعد أن تعرضت للاهتزاز على خلفية أحداث بانكوك خاصة وأن فخر الدين كان من اللاعبين المشهود لهم بالالتزام والأخلاق العالية، والتصاق تهمة تناوله مواد منشطة كانت محل صدمه للكثيرين·
والأمر السلبي أن فخر الدين لا يستطيع المطالبة بالميدالية التي سحبت منه، حيث أكد ديفيد هومان رئيس اللجنة لدى سؤاله عن الواقعة أن إعادة الميدالية أمر غير وارد لأن إجراءات سحبها خضعت للقوانين المتعارف عليها في ذلك الوقت، والتي كانت لا تسمح بوجود المادة بصرف النظر عن التعديلات الحالية والتي تسمح باستخدام هذه المواد في آسياد الدوحة دون وجود أية مشكلة·
والمعنى أن الحظ العاثر أدى إلى حرمان فخر الدين والإمارات من ميدالية، فخر الدين الذي يشارك في آسياد الدوحة لو تناول نفس الدواء الذي تناوله في بانكوك وحقق ميدالية، فإن الجميع سيقول له مبروك بدلاً من اتهامه بتناول المنشطات!
عدد اليوم
