غياب الدعاية الانتخابية في المناطق النائية بالفجيرة

تتراجع بشكل كبير الحملات الإعلانية للمرشحين في المناطق النائية بالفجيرة والتي تتركز في الشوارع الرئيسية والفرعية في مدينتي الفجيرة ودبا الفجيرة وفي الشوارع الرئيسية المارة بعدد من المناطق الساحلية بين الفجيرة ودبا ومسافي. ولم يفكر مرشح واحد في طرق أبواب تلك المناطق بعمل دعاية انتخابية مناسبة لهؤلاء الناخبين في تلك المناطق التي لا يمكن تجاهلها بهذا الشكل. وتجاهلت العديد من البرامج الانتخابية للمرشحين الـ 20 في الفجيرة قضايا ومشكلات تلك المناطق النائية باستثناء مرشح أو مرشحين فقط منهم من أشار إلى ضرورة إيجاد حلول لقضايا البنية الأساسية لتلك المناطق. تعد المناطق النائية في الفجيرة من أكثر المناطق أهمية وحيوية نظرا لكثرة المزارع بها واعتماد المدينة عليها في بعض المحاصيل الزراعية، كما تمثل الواجهة السياحية الهامة للفجيرة نظرا لما تحتوي عليه من وديان وجبال وبعض المفردات الخاصة بطبيعة هذه المناطق. وتحفل القائمة الخاصة بأعضاء الهيئة الانتخابية بالفجيرة بأسماء عديدة من أهالي المناطق النائية، وبالرغم من ذلك جاء الإقبال على الترشيح في الانتخابات لنيل عضوية المجلس الوطني الاتحادي ضعيفا جدا ولا يمثل ثقل وأهمية تلك المناطق البالغ عددها أكثر من 44 منطقة نائية مقابل مدينتين رئيسيتين هما الفجيرة ودبا وبعض المناطق الحضرية الأخرى التابعة لهما. وتناول المرشحون قضايا تلك المناطق بشكل عام وأدرجوها في محاور عامة دون التطرق إلى أهالي تلك المناطق النائية تحديدا، حيث جاءت ضمن محور الإسكان لدى مرشح أوصى بضرورة حل قضية الإسكان في الفجيرة وخاصة في الأماكن الريفية التي تعاني من نقص كبير في عدد البيوت الشعبية الجديدة. وتصدر محور المناطق النائية البرنامج الانتخابي لأحد مرشحي المناطق النائية حيث وعد بالعمل على تطوير الخدمات في تلك المناطق في حال نجاحه وطرح قضايا الشوارع الداخلية والصحة والتعليم وكافة قضايا البنية التحتية الخاصة بهذه المناطق على المجلس الوطني وطرق باب المسؤولين في كل مكان من اجل إيجاد حلول لها والعمل على راحة أهالي المناطق النائية. وأكد مرشح ثان في عجالة في برنامجه على سعيه لتلبية مطالب أهالي المناطق النائية والتعاون معهم لحل تلك المطالب مع الوزراء والمدراء وفي كل مكان. كما وعدت إحدى المرشحات بالعمل على تطوير الخدمات في كافة المناطق الجبلية دون تسميتها أو تحديد ماهية تلك الخدمات التي ستعمل على حلها مع الجهات المسؤولة. وقال المواطن خميس عبيد: المشكلة أن المناطق النائية لا ينظر إليها أحد وقد ظهر ذلك جليا في الدعاية الانتخابية فلم نر إعلانا واحدا في أودية وجبال الفجيرة التي يعيش فيها الآلاف من المواطنين ولدى البعض منهم أصوات انتخابية مؤثرة ومع ذلك لم يأت إلينا أحد من المرشحين لتقديم برنامجه الانتخابي والتعرف على خطته وقدراته في إيصال صوتنا للمجلس الوطني والمسؤولين. وقال المواطن سليمان عبدالله كان من المفترض أن يكون هناك مرشحون من المناطق النائية لأنهم القادرين على طرح مشكلاتنا وقضايانا المختلفة من واقع معرفتهم الملاصقة بهم . كما أننا لدينا الكثير من مشكلات تدني الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وخدمات الإسكان وتعبيد الطرق وغيرها من المشكلات التي تحتاج إلى أعضاء من هذه المناطق يحملون المسؤولية ويركضون من أجل صالحنا جميعا. وقال المواطن سيف سالم للأسف الشديد اطلعت على كثير من البرامج الانتخابية ووجدت أنها لا تتطرق إلى مشكلاتنا في المناطق النائية بل تركز كثيرا على المدن في حين أن مناطقنا بحاجة إلى الخدمات الأساسية بعكس المدينة المتوفر فيها كل شيء. وأكد عدم وجود تواصل حقيقي مع المرشحين على الإطلاق بما يشير إلى أن المرشح لا يريد أن لا يورط نفسه بوعود مع أهالي تلك المناطق المكتظة بالمشكلات العويصة. وقال الموطن مصبح الطنيجي: نشعر في مناطقنا الجبلية والسهلية أن الانتخابات فقط لأهل المدن ولسنا معنيين بها وليس من حقنا طرح طموحاتنا على المرشحين والتعرف على البرامج ومناقشتهم فيها، ربما يكون العيب فينا نحن لعدم قيامنا بترشيح أفراد منا وبذل الجهد لمعرفة قوانين الانتخابات والحس على المشاركة بالترشيح وترويج الفكر السياسي الديمقراطي الذي أتاحته لنا الدولة من أجل الصالح العام . ويصل عدد سكان الفجيرة بحسب التعداد الأخير قرابة 180 ألف نسمة بالوافدين يعيش منهم قرابة 40 ألف نسمة من المواطنين في تلك المناطق النائية. وبالرغم من أهمية تلك المناطق النائية التابعة للفجيرة وما بها من مواطنين إلا أن مرشحا واحدا فقط من منطقة الطويين هو الذي رشح نفسه في هذه الدورة الانتخابية رافعا شعار حل مشكلات المناطق النائية، ولم ترد أسماء أخرى من مناطق أخرى في قائمة مرشحي الفجيرة باستثناء المناطق القريبة من المدينة والتي لا تعد نائية أو بعيدة .