الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإبراهيمي: مهمة إنهاء النزاع السوري «شبه مستحيلة»

الإبراهيمي: مهمة إنهاء النزاع السوري «شبه مستحيلة»
4 سبتمبر 2012
أكد الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية أمس، أن المساعي الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا “شبه مستحيلة” والمجهودات التي تبذل حالياً غير كافية لإنهاء القتال. في حين أعلنت دمشق على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي في مؤتمر صحفي أمس، أن “ما يجري على الأرض في سوريا هو مؤامرة وعناصرها واضحة وظاهرة ومتوافرة وهي ليست جديدة”، مبينة أن الإبراهيمي لن يحقق تقدماً إلا إذا توقفت الدول الأخرى عن دعم المقاتلين المعارضين للرئيس بشار الأسد، وأعلنت بدلاً من ذلك دعمها لخطة مدعومة من قبل الأمم المتحدة. وشدد الزعبي بقوله “أنا أعتقد أن شرط نجاح المبعوث الجديد في مهمته يتوقف على قيام دول محددة.. قطر والسعودية وتركيا بالالتزام علناً بنجاح الخطة..خطة النقاط الست..والتوقف فوراً عن إرسال السلاح وإغلاق حدودها في وجه المقاتلين وإغلاق معسكرات التدريب والإيواء”. من ناحيته، طالب عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض أمس بـ”تدخل عسكري سريع” لحماية المدنيين من قصف قوات النظام السوري وتزويد المعارضة بالسلاح، وذلك إثر لقائه في مدريد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارسيا مارجالو، أمس. وبالتوازي، جدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تأكيدة أمس، أن أي استخدام للأسلحة الكيماوية أو البيولوجية من جانب القوات النظامية في سوريا سيثير رد فعل “قوياً وخاطفاً” من الغرب، مبيناً “تحدثنا حول هذا الأمر، خاصة مع شركائنا الأميركيين والبريطانيين، ونتابعه عن كثب بصفة يومية”. وحل الإبراهيمي محل كوفي عنان كمبعوث خاص مشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للشأن السوري نهاية أغسطس الحالي. وقدم عنان المبعوث السابق استقالته بعد أن ألقى باللوم على “الاتهامات والإهانات” المتبادلة بمجلس الأمن الدولي في إعاقة جهود التوصل إلى انفراجة في الأزمة السورية المتفاقمة منذ نحو 18 شهراً. وقال الإبراهيمي لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” أمس، “أعلم مدى صعوبة المهمة..وكيف أنها شبه مستحيلة.لا يمكنني القول إنها مستحيلة بل هي شبه مستحيلة”. وأضاف “نحن لا نفعل الكثير.وهذا في حد ذاته عبء كبير”. وأكد أنه “قلق من عبء المسؤولية” الملقاة على كاهله وأنه يدرك أن المجهودات المبذولة غير كافية لإنهاء العنف من خلال الدبلوماسية. وقال لبي.بي.سي في مقابلة أجريت باللغة الإنجليزية “الناس يقولون فعلاً.. الناس يموتون وماذا تفعلون أنتم؟..ونحن لا نفعل الكثير. هذا في حد ذاته عبء كبير”. وأضاف الإبراهيمي أنه يشعر وكأنه يقف أمام “جدار من الطوب” باحثاً عن شقوق ربما تسفر عن وجود حل. وتابع “أتولى هذه المهمة وعيناي مفتوحتان مع عدم وجود أي أوهام”. وكان الإبراهيمي قد دعا جميع الأطراف في سوريا إلى وقف العنف، مشدداً على تحمل الحكومة السورية المسؤولية الأكبر في إنهاء الأزمة. وخلف الإبراهيمي المبعوث الدولي السابق كوفي عنان الذي استقال من مهمته بعد فشله في وقف العنف الدائر في البلاد منذ حوالي عام ونصف العام. من ناحيته، قال وزير الإعلام السوري، “الكرة ليست في الملعب السوري..الكرة في ملعب السعودية وقطر وتركيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة”. وقبلت سوريا ظاهرياً خطة عنان في أبريل الماضي، لكنها لم تنفذ المطلب الأساسي وهو إنهاء العنف وسحب القوات السورية والأسلحة الثقيلة من البلدات والمدن. وتتهم سوريا منذ فترة طويلة السعودية وقطر بدعم مقاتلي المعارضة، وتقول إن تركيا المجاورة تسمح للمقاتلين بتلقي تدريبات على أراضيها. وأوضح الزعبي أن “أي مبادرة تساعد سوريا على الخروج من المؤامرة التي تتعرض لها فسنكون إيجابيين معها، وأي مبادرة لا تمس مفهومي السيادة الوطنية والأمن الوطني مرحب بها”، لكنه أضاف “كل كلام أو مبادرة أو اقتراح تمس مفهوم السيادة الوطنية لن تلقى أذاناً مصغية” في بلاده. وقال إن السلطات في بلاده “ستقدم للإبراهيمي أقصى حدود المساعدة”، مشيراً إلى أن دمشق ستعمل “على أن لا تصل مهمته لحائط مسدود بسبب عدم استجابة الأطراف الخارجية للمهمة الأممية..لأن لسوريا مصلحة حقيقية لنجاح الخطة”. وبالتوازي، أوضح سيدا أن النزاع في سوريا خلف حتى الآن أكثر من 30 ألف قتيل وأجبر 3 ملايين شخص على ترك منازلهم، إضافة إلى أكثر من 250 ألف لاجئ فروا من البلاد ونحو مئة ألف معتقل. وأضاف “نطالب بتحرك سريع جداً للمجتمع الدولي”. وأضاف “من واجبي البحث عن أسلحة تمكننا من الدفاع عن المدنيين ضد مدرعات وأسلحة الأسد التي تمارس القتل في كل الأوقات”. واعتبر سيدا أن الاتحاد الأوروبي يمكنه خصوصاً إقناع روسيا بـ”تغيير موقفها” داخل مجلس الأمن، لجهة تأمين ممرات إنسانية للاجئين. ورداً على الانتقادات التي تطال المجلس الوطني كونه لا يضم مختلف مكونات المعارضة السورية، ذكر سيدا بقرار المجلس توسيع إطاره التمثيلي ليضم ممثلين لمجموعات معارضة جديدة، وذلك في ختام اجتماع لقيادة المجلس في ستوكهولم السبت الماضي. وقال في هذا السياق “نحن مستعدون لضم كل المكونات، نحن مستعدون لإطلاق حوار وطني ينفتح على كل القوى” الديمقراطية. وفي باريس، أبلغ فابيوس قناة “بي.اف.ام” التلفزيونية “ردنا على استخدام الأسد لأي أسلحة كيماوية.. سيكون قوياً وخاطفاً”، مضيفاً أن الأسلحة الكيماوية تشكل “خطراً كبيراً للغاية” في الأزمة السورية. ولدى سؤاله حول ما إذا كانت القوى الغربية قد اتفقت على طبيعة الرد على استخدام الأسلحة الكيماوية، قال فابيوس إنه يعتقد أن هذه القوى ستتحد. وأضاف “كانت روسيا حازمة للغاية في هذه النقطة والصينيون تبنوا الموقف نفسه”. إلى ذلك، قالت صحيفة “الشعب” الصينية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم أمس، إن اقتراح تركيا بإقامة “منطقة سورية آمنة” تحت حماية أجنبية للمدنيين الفارين من العنف المتزايد هناك، لن يساعد في حل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©