عطلت موجة من الصقيع والأمطار الثلجية جميع وسائل النقل والمواصلات في أجزاء من فرنسا وجميع المناطق في ألمانيا، كما أعلنت السلطات البولندية وفاة 53 شخصاً منذ مطلع الشهر الجاري بسبب البرد.
وشهدت المنطقة الباريسية تساقطاً كثيفاً للثلوج على 20 دائرة شمال فرنسا بدأ مساء الأربعاء واستمر حتى أمس الخميس. وأعلنت مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية أن ارتفاع الثلوج ازداد من 11 سنتيمتراً يوم الأربعاء إلى 15 سنتيمتراً أمس، وهو مستوى قياسي لم تشهده فرنسا منذ 1987. وقد أدى التساقط الكثيف للثلوج إلى إلغاء أو تأخر الرحلات الجوية بعد إغلاق مؤقت لمطاري رواسي-شارل ديجول وأورلي.
وعلق آلاف الركاب مساء الأربعاء في مطار رواسي-شارل ديجول. وقالت متحدثة باسم شركة “إير فرانس” إن “أكثر من 100 رحلة للشركة ألغيت في مطار رواسي-شارل ديجول كما تم تحويل 40 طائرة إلى مطارات فرنسية أخرى”. وأضافت “تقريباً تكرر الوضع نفسه في مطار أورلي”. وأشارت إلى أن الشركة ستوزع “آلاف الوجبات والبطانيات في مرائب الشركة في المطار”.
وأصيبت حركة السيارات والباصات بالشلل وتعذر السير على الطرقات السريعة. كما أقفل برج إيفل رمز العاصمة الفرنسية أمام الزوار قبل حلول ظهر الأربعاء، لأنه لا يمكن استخدام عمليات رش الملح لإذابة الجليد لتأثيره السلبي على الحديد. وأقفل قصر فرساي أيضاً أبوابه أمس الأول لتفادي حوادث تزحلق في الحديقة. وأصابت الثلوج الحركة في غالبية المنطقة الباريسية مركز النشاط الاقتصادي في فرنسا وأوروبا بالشلل.
وطلب وزير الداخلية بريس أورتفو من المواطنين أمس الامتناع عن قيادة السيارات “إلا في حالات الضرورة القصوى المتعلقة بالعمل”، لتردي وضع الطرقات. وحشدت وزارة الداخلية 5 آلاف شرطي بينهم 2000 في المنطقة الباريسية للإسهام في تسهيل حركة المرور على المحاور الرئيسية التي حظر عليها سير المركبات الثقيلة مؤقتاً.
وانتقد أصحاب سيارات قضوا ليل الأربعاء -الخميس على الطرقات عجز السلطات عن مواجهة الوضع في منطقة باريس (إيل دو فرانس)، التي يزيد عدد سكانها عن 11 مليون نسمة. الأمر الذي أدى إلى تعطل عطلت قسم كبير من النشاط الاقتصادي في فرنسا. وبثت الإذاعة الفرنسية الانتقادات على الهواء. وقال جويل للإذاعة الفرنسية فجر أمس “عالق في سيارتي منذ ظهر الأربعاء قرب فيليزي”، الواقعة في جنوب غرب باريس وإحدى أكثر المناطق تضررا من تساقط الثلوج. وأضاف ساخطاً “كذلك العديد من ركاب السيارات الآخرين.. لم يتم نشر الملح على الطرقات ولم يأت أحد لمساعدتنا إنها كارثة.. كان على السلطات أن توفر التجهيزات”.
ويواجه وزير الداخلية بريس أورتفو غضب أصحاب السيارات في المنطقة الباريسية بسبب تصريحاته أمس الأول التي قال فيها إنه “لن تكون هناك أي فوضى.. ولن يقضي أحد الليل في سيارته”. وعلق النائب في مجلس الشيوخ جان آرتويس (وسط) ساخراً “ربما كانت تعطلت أيضاً القنوات التي تزود الوزير بالمعلومات بسبب الجليد والبرد”.
وفي برلين أدى التساقط الكثيف للثلوج إلى إغلاق مطار فرانكفورت الأكبر في البلاد لمدة 4 ساعات. وأعلن متحدث باسم مطار برلين أنه تم إغلاق 3 مدرجات هبوط وإقلاع في فرانكفورت غرب ألمانيا مساء الأربعاء. وأكد المتحدث أنه تم إلغاء 200 رحلة من أصل 1397 رحلة كانت متوقعة صباح أمس. وأضاف المتحدث أن “الوضع يتجه تدريجيا إلى العودة لما كان عليه”.
كذلك تأخرت كافة رحلات القطارات في ألمانيا. وأعلن المتحدث باسم شركة داتش باهن أن القطارات السريعة اقتصرت على السير بسرعة 160 كلم في الساعة بدلا من 250 كالمعتاد لأن الثلوج غطت القضبان وإذا أسرعت القطارات أكثر من ذلك فقد تقع حوادث.
إلى ذلك، تسبب سوء الأحوال الجوية في إلغاء حفل للمغنية الكولومبية الشهيرة شاكيرا مساء الأربعاء بمدينة فرانكفورت الألمانية. وكانت شاكيرا تعتزم التوجه بالطائرة بعد ظهر الأربعاء من باريس إلى فرانكفوت. وحاولت المطربة الشهيرة جهدها لكن تبدد أي أمل في اللحاق بطائرة أخرى في وقت لاحق بسبب هبوب عواصف ثلجية على فرانكفورت أدت إلى إغلاق مدرجات الهبوط لفترة طويلة.
وأعلنت الوكالة المنظمة للحفل أن شاكيرا والمنظمين يسعون إلى تحديد موعد جديد للحفل ربيع عام 2011 . وذكرت أنه من المقرر إعادة قيمة التذاكر للجمهور (نحو 11 ألف شخص) إذا لم يتم تحديد موعد جديد للحفل. وقدمت شاكيرا الجمعة الماضية أولى حفلاتها في جولتها الغنائية بألمانيا. وبدأت شاكيرا جولتها في الساحة الأولمبية بمدينة ميونيخ جنوبي البلاد تحت شعار “الشمس تشرق”، وهو شعار لا يناسب الأحوال الجوية السائدة حاليا في ألمانيا. ومن المقرر أن تقدم شاكيرا حفلة أخرى اليوم في كولونيا غداً السبت.
وفي بولندا أعلنت الشرطة أمس الأول أن الشهر الجاري شهد وفاة 53 شخصاً متجمدين من البرد في موجة من الصقيع والأمطار الثلجية على المنطقة. وناشد المسؤولون إبلاغ الشرطة عن أي أشخاص مخمورين أو مشردين في الأماكن المفتوحة، أو كبار السن غير قادرين على تدفئة منازلهم. كما أوصوا مرتادي الحفلات باستقلال سيارات الأجرة بعد الحفلات بدلا من العودة إلى المنزل مشيا على الأقدام.
عدد اليوم
