الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر..دم الشهداء يحصّن عروبة اليمن

غدا في وجهات نظر..دم الشهداء يحصّن عروبة اليمن
9 سبتمبر 2015 20:51

دم الشهداء يحصّن عروبة اليمن
يقول عبدالوهاب بدرخان: مهابة الجثامين العائدة من مأرب إلى مطار البطين، وقفة المستقبلين وفاءً واحتراماً وحزناً، النعي الممزوج بالانحناء للتضحية، ورسائل العزم والتصميم على إكمال المهمة...
كانت هذه لحظات غير مسبوقة، مفصلية، في الخليج الهادئ الراسخ في يومياته العادية.
إماراتيون وسعوديون وبحرينيون يستشهدون، إلى جانب اليمنيين، على أرض اليمن، لماذا؟ لا بدّ أن هناك ما يستحق الشهادة، ليس من أجل اليمن فحسب، بل من أجل مستقبل الخليج وأهله.
ليس سهلاً أن يكون العدو في الداخل، وأن يبلغ به الشرّ حدّ المجازفة بكل شيء لمجرّد أن هناك مَن أوهمه بسهولة التسلّط على مَن يُفترض أنه شريكهم في الوطن.
أعمته أطماعه وأوهامه فما عاد يرى الجريمة التي يرتكبها ضد بلده، بل ضد نفسه.
منذ البداية لم يعتقد أحدٌ بأن "عاصفة الحزم" ستكون نزهة.
وكان مفهوماً أنه سيأتي اليوم الذي تتعمّد فيه بالدم والبسالة.
لم يتوقع العدو الحوثي ومَن هم وراءه تلك "العاصفة"، ولا "إعادة الأمل" الذي بدأ يعود فعلاً، ولم يتوقّعوا أن يكون هذا الاستعداد للتضحية من أجل "الحق والعدل ونصرة المظلوم". فالتحالف العربي ليس قوة باحثة عن "نفوذ" ولا يتصوّر نفسه مشروعاً استعمارياً كما أصبحت الحال في العراق وسوريا ولبنان.
إنه "رسالة عربية" قوامها الإرادة والتصميم وهدفها صدّ العدوان عن العرب ومساعدة اليمن على استعادة عافيته.
الحقيقة الساطعة أن هذه الحرب فُرضت فرضاً على الخليجيين، لم يرغبوا فيها ولا أرادوها، ولم يذهبوا إليها إلا بعدما أصبحت خياراً وحيداً وأخيراً.
باركوا كل حوار، ولم يسعوا إلى عرقلة أي حلّ يجمع بين اليمنيين سلماً وتوافقاً وتعايشاً.
وسواء قبل الأزمة أو خلالها ما كان لأي فئة أن تسيطر وحدها أو تبتلع الآخرين بالترهيب، ولا كان لها أن تحصّل من "المكاسب" بأكثر مما يسمح به حجمها مهما بذلت لتضخيمه.
لم يفهم "الحوثيون" ولا "الصالحيون" حلفاؤهم هذا الموقف الخليجي كما هو، بل اعتقدوه تخلياً وتردداً، بل حتى إفساحاً لبغيهم وغبائهم وانتهازيتهم.

رسائل شهدائنا الشجعان
يقول د.محمد العسومي : يوم الجمعة الماضي لم يكن كغيره من الأيام، فقد امتزج الدم الإماراتي بالدم السعودي والبحريني واليمني ليعبر عن وحدة تراب الخليج العربي والجزيرة العربية والمصير المشترك في تلاحم نادر، وليرسل عدة رسائل إلى أكثر من طرف، تلك الرسائل التي حملت مضامين واضحة وصريحة استقبلناها نحن بفخر وثقة بالمستقبل رغم الألم الشديد الذي اعتصر قلوبنا، إلا إنه منحنا المزيد من العزم والحزم للدفاع عن وجودنا، ولتحقيق النصر بأي ثمن.
الرسالة الأولى إلى المعتدي والمحرض صاحب مشروع «امبراطورية الشر»، التي ينوي إقامتها في زمن ولى فيه زمن الإمبراطوريات، وأضحى العالم أكثر إندماجاً وتحضراً، وتكمن هذه الرسالة في أنكم أخطأتم التقدير، وأن مشروعكم فشل قبل أن يبدأ، كما فشلت مشاريعكم المماثلة على مدى التاريخ ورجعتم خائبين، وإنكم قد تسرعتم في احتفالاتكم بسقوط صنعاء، والتي هي في طريقها للتحرير من عملائكم، فصنعاء ليست العاصمة الرابعة، بعد بيروت ودمشق وبغداد، كما تزعمون واهمين، وإنما هي بداية النهاية لمشروع امبراطوريتكم، كما أن شهداؤنا يقولون لكم لا تحلموا بدولة عربية خامسة ولا ببلاد الحرمين ولا ببغداد عاصمة لإمبراطوريتكم كما أعلنتم علانية، فهل وصلت الرسالة وعدتم عن غيكم؟
الرسالة الثانية إلى كل من يهمه أمر المنطقة واستقرارها، لقد تولدت لدى أطراف إقليمية ودولية عديدة من أننا شعوب مرفهة وغير قادرة على الدفاع عن نفسها وتعتمد على الآخرين في هذا الشأن، شهداؤنا كان لهم رأي آخر تماماً، أما أننا شعوب مرفهة وسعيدة فهذا صحيح، وذلك بفضل قيادتنا وحسن إدارتنا لثرواتنا، أما كوننا غير قادرين على الدفاع عن أنفسنا، فقد ولى زمن الحماية وشهداؤنا خير دليل على ذلك، فإذا كان آباؤنا وأجدادنا قد دافعوا عن وطنهم وردوا المعتدي في السابق وضحوا بأنفسهم وبلداننا صحاري وشواطئ شبه خالية وبيوت متناثرة، فماذا تعتقدون ما سيفعله أحفادهم وقد تحولت مدنهم الصغيرة إلى مدن عالمية جميلة ومتقدمة، وتتفوق على مدن عريقة في كافة مناحي الحياة، وتستقبل الملايين من الخارج للعمل وطلب الرزق؟ الجواب قدمه شهداؤنا للجميع - التضحية بكل ما نملك لحماية وطننا ومستقبل أبنائنا.

النصر في اليمن..قادم لامحالة
تقول أماني محمد : لا شيء أكثر حزناً من أن تأتي التوابيت تترى، فقد عتمت سماء الدولة، وتحولت إلى سواد قاس، وإلى حزن عميق لا يوصف، ولا يمكن أبداً تجاهله والالتفات عنه، كأن جرحاً غائراً في قلب البلاد ينزف غضباً وحسرة على زهور يافعة قضت، وهي تؤدي واجبها، لكن لا خيار ولا خطة تراجع، ولا مجال لإعادة التفكير، والأمر لا يتعلق باليمن فقط، إنها قصة الاجتياح والاحتلال الإيراني، فلا شيء أقسى من قتل العربي للعربي والمسلم للمسلم، لكن حين تطل الخيانة برأسها المراوغ يبقى خيار الحسم هو الخيار الأوحد والأفضل والأكثر بعداً استراتيجياً، وذلك من أجل الحفاظ على المنطقة برمتها.
فالقضية لم تعد سيطرة واحتلالاً وانقلاباً على الشرعية، بل تعدتها إلى تهديد أمن المنطقة، من خلال زيادة النفوذ الإيراني الذي استطاع بخبثه أن يعمي أتباع المذهب الشيعي عن جدوى هذه الحروب، التي سيكون ضحيتها اليمني الشيعي، وليس الإيراني الشيعي.
فقد تعلمت إيران الدرس من سوريا حتى فجعت بتوابيت جنودها العائدين لإيران قتلى، فذهبت إلى تجنيد عملاء لها انساقوا خلف شعارات الجهل والتأليب وتاريخ مضى، وجفت ماؤه من أجل نزع فتيل الاستقرار في اليمن، وإيران تسعى الآن إلى أن تقوم بالشيء ذاته في الكويت، ناهيك عن تدخلاتها في البحرين.
النصر في اليمن قادم لامحالة، وليس من خيار إلا النصر وتحرير كامل التراب اليمني من الغرور الشيعي الذي نأسف على ضحاياه في حرب ابتكرها من يريدون إحكام السيطرة على مفاصل المنطقة.
الموت صعب، لكن نحمد الله على نعمة الإسلام التي صنعت حالة الاطمئنان في النفوس، فإما النصر أو الشهادة، وما عند ربك خير وأبقى. فالتراجع اليوم يعني تقوية إيران والاستسلام لشروطها وأحكامها، ويعني أيضاً تسليم سوريا لقمة سائغة لها، ويعني التنازل عن أمن المنطقة الذي سيصبح في مهب الريح.

ضمير الغرب المذنب
يقول محمد عارف: مسيرة اللاجئين عبر أوروبا ليست بحجم آلام الأمة، لكنها كالمسيرات التاريخية للأمم الكبرى، تُغير مجرى التاريخ. «الضمير المذنب لا يحتاج إلى دَيّان»، يقول المثل الإنجليزي. والمذنبون في أزمة اللاجئين العالمية هم -حسب درجة مسؤوليتهم: واشنطن، ولندن، وتل آبيب، وباريس، وروما، وأمستردام، وكوبنهاجن.. تتبعهم ضباعُهم: بودابست، وبراغ، ووارسو، وبراتيسلافا.. وكلُ من نهش بلاد العرب والمسلمين. صورة الشرطية التشيكية تُرقِِّمُ بحبر ثابت أذرع رضيعة سورية وأمها وأخواتها المارات بالقطار بالعاصمة «براغ»، أعادت للأذهان وشم النازيين لأسرى الحرب العالمية الثانية. وسَبَق وَوَشمت «تشيكيا» ضميرها عندما صوّتت ضد قرار الأمم المتحدة حول الاعتراف بفلسطين كدولة مراقب غير عضو. أيّدت القرار 138 دولة، و«تشيكيا» الدولة الأوروبية الوحيدة التي صوتت ضدّه، وأثنى عليها نتنياهو: «تشيكيا صديقة إسرائيل الوحيدة في أوروبا».
جموع اللاجئين العرب والمسلمين شطرت قلب أوروبا والعالم شطرين، فخُذْ كراهية العرب والمسلمين، أو اختَرْ التعاطف معهم. واختارت الكراهيةَ هنغاريا، وتشيكيا، وبولندا، وسلوفاكيا التي أعلنت أن «جذور أوروبا المسيحية تتعرض لاكتساح المسلمين». ولو عرف هؤلاء دينهم لعلموا أن جذور المسيحية ليست في أوروبا، بل في المنطقة العربية، وفي فلسطين خصوصاً. هذه الدول الشيوعية السابقة المستميتة لتصبح أوروبية، أضاعت المشيتين، التضامن الأممي مع المضطهدين، والتسامح المسيحي.

لدغات الأفاعي..وفيات وإعاقات
يرى د.أكمل عبدالحكيم أنه: لا يدرك كثيرون حقيقة أن لدغات الثعابين تصنف ضمن قضايا الصحة العامة المهمة، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى تعرض ما بين 1.2 إلى 5.5 مليون شخص سنوياً لعضات ولدغات الثعابين. ومن بين ملايين اللدغات تلك، يقدر أن ما بين 420 ألفا إلى 2.5 مليون، هي لدغات لأفاعي سامة، ينتج عنها وفاة 20 ألف شخص سنوياً حسب أقل التقديرات، وربما حتى أكثر من 125 ألف وفاة، حسب أكثر التقديرات تشائماً. ويأتي هذا التباين في التقديرات الخاصة بعدد لدغات الثعابين السنوية التي يتعرض لها البشر، وعدد الوفيات الناتجة عنها، بسبب أن في معظم دول العالم، لا تصنف لدغات الثعابين ضمن الحالات الطبية، التي من الإجباري الإبلاغ عنها للجهات الصحية الرسمية. وبخلاف الوفيات التي تنتج عن لدغات الأفاعي، يتعرض جزء كبير من الناجين – نصف مليون سنوياً في بعض التقديرات- لتلف شديد في الأنسجة المحيطة بمكان العضة، وهو ما قد يؤدي إلى تشوهات عميقة في الجلد والعضلات، وربما حتى فقدان الذراع أو الساق، بسبب انتشار الغرغرينا فيه، والاضطرار إلى بتر الطرف المصاب بالكامل –آلاف الحالات سنوياً- وهو ما ينتج عنه إعاقات وتشوهات بدرجات متباينة، تصاحب المصاب مدى العمر.
ومؤخراً عادت لدائرة الضوء، مشكلة لدغات الأفاعي، كقضية صحية دولية مهمة، مع الإعلان عن عقد مؤتمر للعلماء والخبراء المتخصصين في هذا المجال، خلال الأسبوع الجاري في سويسرا، على خلفية إعلان منظمة "أطباء بلا حدود"، عن أن المخزون العالمي من ترياق خاص (Fav-Afrique) مضاد لسموم الأفاعي، ستنتهي صلاحيته في شهر يونيو القادم، دون أن تكون هناك خطط لإحلاله أو تجديده. وهو ما يعني أنه بداية من الصيف القادم، قد يلقى عشرات الآلاف حتفهم، بسبب عدم توفر هذا الترياق إذا ما تعرضوا للدغة ثعبان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©