الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أهل الكلام والإعلام

23 يناير 2011 21:57
يمثل الإعلام المرآة لأي حدث كان، بطولة أو فعالية أو مباراة أو حتى مشهداً سياسياً أو ثقافياً أو اجتماعياً، وكلما كان المشهد ثرياً وحافلاً بالأخذ والرد، كلما كانت مهمة الإعلام سهلة، وكلما استطاع أن ينهل من نبع الأحداث ما يروي ظمأه، الذي هو في الأصل ظمأ قرائه ومتابعيه، أياً كانوا، مشاهدين للتلفزيون أو مستمعين للإذاعة أو متصفحين للإنترنت. ويوماً بعد يوم، تزداد مهمة الصحافة المطبوعة صعوبة، في ظل صراع غير عادل بينها وبين التلفزيون، فكاميرا واحدة أمام ملعب، تجعله مباحاً في ذات اللحظة للمشاهدين، وهنا على أهل الصحافة المكتوبة أن يسبقوا التلفزيون إذا استطاعوا، ولا سبيل أمامهم لذلك، سوى الحوارات والأخبار الحصرية، والملفات العميقة التي قد تمثل وجبة دسمة، على خلاف وجبات «التيك أواي» التي هي سمة السرعة في معظم البرامج التلفزيونية إلا ما ندر منها، من برامج التحليل والحوارات المطولة وبرامج التحقيقات. وبعد غياب أهل الكلام والجدل والتصريحات الساخنة باتت مهمة الإعلام بكامل أطيافه صعبة إلى حد ما، وتأثر بغياب فرسانه الذين كانوا يحولون الصفحات إلى «صفيح ساخن» بحواراتهم المثيرة وتصريحاتهم المثيرة للجدل. ولا شك أن منتخبات السعودية والكويت والعراق، كانت من هذا الصنف الذي لا نصفه بأنه كان صيداً سهلاً للصحافة، وإنما كان قريباً منها وشريكاً لها، فالمنتخبات الثلاثة وطوال فترة وجودها بالبطولة كانت نبعاً ومعيناً لا ينضب، يستحث الإعلام دائماً على متابعة كل شاردة وواردة عنه، وهكذا دائماً الكبار، فالكلمة منهم لها معنى، وللمنتخبات الثلاثة بكل من كان فيها بريقها الذي يشع على الفصحات كل صباح، هذا بالإضافة إلى كل منتخب مع إعلام بلاده، حيث كان يعتبر المادة الرئيسية التي جاء من أجلها. وبغياب ممثل الوطن ومعه غياب الركائز الإعلامية في البطولة، بتنا في بعض الأحيان نشعر بأننا في ورطة، فلم يبق لدينا إلا أهل اليابان، وهم مقتضبون في كلامهم، ولا يتمتعون بتلك الروح العربية، ولن نجد بينهم الشيخ أحمد الفهد أو الشيخ طلال الفهد أو الرميثي أو حسين سعيد أو وليد طبرة أو إسماعيل مطر أو يونس محمود.. هم يتحدثون كما يلعبون.. بسرعة رهيبة، وتقل العاطفة كثيراً في كلامهم ولعل ذلك أيضاً وبالرغم من أنه لا يرضينا هو سر تفوقهم في البطولة. كما أن لدينا ممن بقوا في البطولة، المنتخب الأسترالي، والأوزبكي، والكوري الجنوبي، وحتى إن وجدت فيهم من يجيد الإنجليزية، ويقبل الحديث معك، فأنت تحتاج إلى جهد جهيد للحديث معه عن معضلة ما أو الخروج بعنوان مثير أو عبارة يكون لها صداها في الشارع العربي، الذي لا يزال مهموماً بخروج ممثليه تباعاً، وليس في حاجة إلى أن يعرف أنباء من أقصوه عن أحلامه. لم يبق أمامنا في قطر، سوى شوارعها.. لم يبق لنا سوى الحي الثقافي، وسوق واقف، وبالرغم من أنهما لم يعودا كما كانا أول البطولة، إلا أن في الشوارع حكايات وفي التنظيم القطري ما زالت هناك عناوين. كلمة أخيرة: مشكلة الخسائر ليست فقط في أنك تودع البطولة، وإنما في ندرة الكلام، وإذا كان جمهورك بإمكانه الصمت، فتلك رفاهية ليست مباحة للقلم. mohamed.albade@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©