الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

متى يستطيع الغرب إيقاف اكتساح الشرق؟

8 ديسمبر 2006 01:38
منذ انطلاقة دورات الألعاب الآسيوية في 1913 في الفلبين وهي تشهد تفوقاً شبه تام لدول شرق آسيا، متمثلاً في اكتساح معظم المنافسات واحتكار منصات التتويج والميداليات بمختلف ألوانها · ومع توالي السنوات واصلت دول الشرق فرض هيمنتها وسيطرتها على منصات التتويج ، وهو المشهد الذي لم يتغير في آسياد 2006 حيث يلتهم التنين الصيني كعكة الدوحة، بينما تقف الدول العربية من إقليم غرب آسيا موقف المتفرج على هذا التفوق والذي لا تبدو له نهاية· ''الاتحاد الرياضي'' استغل فرصة انعقاد اجتماعات اتحاد غرب آسيا على هامش الدورة، ووجود قياداته والتي تضطلع بمسؤولية تطوير العمل الرياضي في دول الغرب والأخذ بيدها ناحية التطور· وطرح على طاولته السؤال: متى يستطيع الغرب إيقاف تفوق الشرق واكتساحه شبه الكامل لمنافسات الآسياد، وكأن المشاركة تقتصر عليه وحده، وهذا الوجود العربي العريض من دول المنطقة لاحول له ولا قوة؟· قبل انطلاقة آسياد الدوحة كان هناك أمل في أن تتقلص الفجوة في النتائج بين الشرق والغرب على اعتبار أن الدورة تعود إلى غرب آسيا مرة ثانية، لكن مع اقتراب نهاية اليوم السابع من المنافسات، تبدو هذه الافتراضية مجرد أوهام في مخيلة الحالمين، بينما الواقع مختلف، ويؤكد أن الشرق هو الشرق والغرب هو الغرب، ولا يمكن أن تتقارب بينهما النتائج ، على الأقل ليس في الوقت الراهن· مع كتابة هذه السطور بلغت حصيلة ميداليات الصين 144 واليابان 85 وكوريا82 ، بينما كانت أفضل نتيجة لدول غرب آسيا تبلغ 3 ميداليات مسجله باسم الكويت، مع العلم بأن حصيلة ميداليات الكويت والسعودية وسوريا والعراق والإمارات وقطر وسوريا ولبنان مجتمعه تبلغ 21 ميدالية، وهو رقم يقل بكثير عما سجلته دولة واحدة مثل كوريا التي تحتل المركز الثالث في الترتيب والتي وصل الفارق معها إلى أربعة أضعاف على سبيل المثال· ولماذا نذهب إلى كوريا؟ فهناك إحدى دول وسط القارة والتي دخلت حديثاً إلى الدورات الأولمبية الآسيوية هي كازاخستان وصلت حصيلة ميدالياتها قبل ختام منافسات اليوم السادس إلى 34 ميدالية، وهو رقم يفوق الرقم العربي!· الأرقام مخيفة وتكشف مدى ضعف دول الغرب رياضياً، وتؤكد حقيقة وجود فجوة هائلة في المستوى وفي النتائج، وما يبعث على الخوف أكثر أن هذه الفجوة في سبيلها إلى الاتساع في الأيام القادمة من الدورة· عيسى بن راشد: الكثافة السكانية أخلّت بالموازين الشيخ عيسى بن راشد اعتبر أن الفارق الكبير في الإمكانات البشرية بين شرق آسيا وغربها يعتبر السبب الرئيس في تفوق الشرق شبه المطلق في منافسات الآسياد· وقال: من الصعب الإجابة عن السؤال، لايمكن إيقاف تفوق شرق آسيا الرياضي على الأقل في المستقبل المنظور، لأننا لا نستطيع التحكم في العوامل المسببة لهذا الفارق· اعتقد أنه من الظلم أن نقارن بين الرياضة في الشرق والغرب، خاصة أن الرياضة في الشرق انطلقت قبل فترة طويلة وأصبح لديها تجارب تفوق ما لدينا بمراحل، لكني أرى السبب الرئيس في هذا التفوق يكمن في الفارق الهائل في الكثافة السكانية، فالصين واليابان وكوريا وبقية دول شرق القارة تعدادها يحسب بالمليارات بينما العدد محدود في دول الخليج على سبيل المثال· وأضاف أن الشرق لديه خزان كبير من المواهب واللاعبين والممارسين ولديه برامج وخطط إعداد كبيرة، كما أنه يوجد في البطولات العالمية وينافس فيها، وهذه من أسباب تفوقه المستمر، بينما الوضع على صعيد دول المنطقة فمختلف، وهناك الكثير من الدول التي تعاني الرياضة فيها بسبب كثرة المشكلات وانعدام الاستقرار· طلال الفهد يجيب عن السؤال بسؤال:كيف ننافس وكل طموحنا الفوز بدورات الخليج؟ الشيخ طلال الفهد الأحمد الصباح رئيس اتحاد ألعاب غرب آسيا استهل معرض إجابته عن السؤال بطرح سؤال آخر قال: كيف لنا أن نحقق نتائج إيجابية في الآسياد وكل تفكيرنا منصب على كيفية الفوز ببطولات الخليج؟، كيف لنا أن ننافس الشرق في الآسياد والمسؤولون مشغولون بالإعداد لكأس الخليج؟· وأضاف: الفارق الذي يفصل بين غرب القارة وشرقها كبير جداً ولا يقارن حتى الآن، ونحن متخلفون عنهم بـ 12 سنة، أبسط مثال أننا حتى الآن نجد صعوبة في عقد الاجتماع الرابع لاتحاد غرب آسيا، بينما بلغت الاجتماعات في الشرق 16 اجتماعاً، هذه إشارة إلى افتقادنا للتنظيم، وحتى الآن لم نفلح في عقد الاجتماع الرابع، مشيراً إلى أن ما ينقصنا هو التنظيم· وأضاف: آمل وضع النظام الأساسي الجديد لاتحاد ألعاب غرب آسيا والتشكيل الجديد للمجلس وأن نوفق في المرحلة المقبلة في خدمة الألعاب الرياضية وأن يوفق التسويق في جلب الموارد المالية لاستضافة وتطوير بطولات غرب آسيا، مشيراً إلى أنه إلى الآن تقدمت اليمن وسوريا فقط من أجل استضافة دورة غرب آسيا القادمة والباب مازال مفتوحاً أمام الجميع· واستطرد الحديث قائلاً: إذا أردنا أن تتحقق طموحاتنا فلابد أن نعيد تنظيم البيت الداخلي لأنه مهلهل من ناحية القوانين ويحتاج إلى تنظيم وإعادة صياغة من جديد وتوافق مع المجلس الأولمبي الآسيوي· وقال الفهد: تفوقنا على الشرق في البطولات الرياضية يأتي من خلال تنظيم حفلات الافتتاح للبطولات الكبيرة كآسياد الدوحة، موضحاً أن قطر نظمت حفل افتتاح سيكون بداية لمرحلة جديدة، وأن الفكر الإداري والخبرة في هذا المجال موجودان في الغرب والذي تمتلك معظم دوله القدرة على استضافة كبريات البطولات· أما من الناحية الفنية فما زال الفارق كبير جداً ويحتاج إلى سنوات من العمل الجاد والتنقيب عن المواهب والاهتمام بها وصقلها، مشيراً إلى أنه يمكن لنا أن ننافس في بعض الألعاب ونحرز منها ميداليات كثيرة وتكون قاعدة انطلاق لنا في الألعاب الأخرى· عبيد سالم:نمتلك القدرة على التنظيم ونفتقدها في المنافسات أكد عبيد سالم الشامسي الأمين العام المساعد في اللجنة الأولمبية أن دول مجلس التعاون التي تمثل أغلب دول غرب آسيا تستطيع تنظيم أكبر البطولات، وتكون نموذجا مثاليا في النجاح، وسبق لها أن تصدت لتنظيم العديد من البطولات، مشيراً إلى أننا نمتلك في الخليج بنية تحتية ومنشآت تستطيع أن تضاهي أكبر الدول، هذا على صعيد التنظيم، أما على الصعيد الفني فإن دول شرق القارة سبقونا في التخطيط ووضع الاستراتيجيات والخطط التي تكفل صناعة نجوم خاصة في الألعاب الفردية وبالتالي أصبحت المسافة شاسعة· وأضاف: إذا أردنا اللحاق بالشرق يجب التركيز أولاً على وضع الاستراتيجيات والخطط والتركيز على الألعاب الفردية التي يمكن أن تحقق نتائج جيدة وتجلب الميداليات مثل الرماية والبولينج والفروسية، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون الرياضـــة جزءاً من ثقافتنا وحياتنا اليومية· وأن يتم حل جميع المشكلات التي تعيق تطورها· هلال الستاني: نمتلك الإمكانات ونفتقد الصبر هلال علي الستاني ممثل عُمان في الاجتماع الحادي عشر للجمعية العمومية لاتحاد غرب آسيا أرجع السبب المباشر في تفوق دول شرق آسيا على دول الغرب إلى التخطيط السليم والاستراتيجيات الواضحة وإلى التخطيط ودقة التنفيذ والصبر على النتائج، بينما ترتبط الاستراتيجيات في الغرب بمجالس إدارات الاتحادات وبأشخاص، فإذا ذهبت هذه المجالس ذهبت معها كل تلك الاستراتيجيات· وأضاف أن دول غرب آسيا تمتلك الإمكانات المادية والفنية، ولكن ينقصها التخطيط الصحيح، مشيراً إلى أن حفل افتتاح الدوحة 2006 يستحق الإشادة والتقدير؛ لأنه نقل البطولات المستقبلية إلى مرحلة جديدة، مشيراً إلى أن قطر كسبت التحدي في تنظيمها لأروع حفل افتتاح لدورة الألعاب الآسيوية وباتت مؤهله لاستضافة أكبر البطولات في العالم بما فيها الأولمبياد ، كما أن تنظيم الدوحة لهذه الدورة فتح أبواباً جديدة على المنطقة وشجع على طلب تنظيم البطولات، مشيراً إلى أن سلطنة عمان تقدمت بطلب استضافة الألعاب الشاطئية المقبلة وتم الموافقة بالإجماع على طلبها خلال اجتماعات المجلس الأولمبي الذي عقد برئاسة الشيخ أحمد الفهد· وأضاف أن دول مجلس التعاون مؤهلة لاستضافة العديد من البطولات الكبيرة، وقادرة على النجاح فيها ويمكن أن تشترك عدد من الدول في التنظيم لقرب المسافة بين الدول· سعود بن عبد الرحمن: نحن في حاجة ماسة لإعادة حساباتنا ماالذي ينقص الغرب عن الشرق حتى نرى هذا الفارق الكبير وكأننا نتعامل مع عالميين مختلفين في الرياضة ؟ يقول الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني أمين عام اللجنة الأولمبية الأهلية القطرية: إن الذي ينقص غرب آسيا عن شرقها هو القدرة على الالتزام بالمواعيد والدقة في تنفيذ الخطط، وهذا الأمر يلعب دوراً كبيراً في تأخر الغرب عن الشرق، مشيراً إلى أن عدم الاستمرار في تنظيم البطولات وتوقفها قد يعطل الطموحات وخطط التطور وساهم بالتالي اتساع الفارق الفني بين الشرق والغرب· وأضاف أن الفارق في المستوى الفني لاشك أنه كبير وشاسع والدليل استحواذ الشرق على اغلب المراكز والميداليات في الآسياد والسبب في ذلك يرجع إلى التخطيط والاستراتيجيات الصحيحة ووجود الأكاديميات المتخصصة التي تُعد اللاعبين· وقال: هذه النقطة على درجة كبيرة من الأهمية لأن إعداد اللاعب بالشكل المناسب والذي يتوافق مع تحقيق الإنجازات والبطولات لا يقتصر على المستوى آسيا فقط وإنما على المستوى العالمي· وأشارإلى أن قطر بدأت تنتهج هذا النهج نفسه من خلال البحث والتنقيب عن المواهب والاهتمام بالقاعدة، كما تسعى إلى تأمين حياة اللاعب حتى بعد اعتزاله اللعب، مشيرا إلى أن هذه عوامل مهمة في الترغيب في ممارسة الرياضة· واختتم الشيخ سعود حديثه قائلاً: نحن بحاجة إلى منظومة متكاملة من التخطيط والإعداد السليم وتأمين حياة الرياضيين بشكل سليم وذلك من أجل أن نحقق طموحنا، فالدائرة الرياضية لابد أن تكون متكاملة من النواحي كافة ولا يمكن تغليب جزء فيها على آخر·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©