الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدارس خاصة تدمج أطفال الروضة مع «الثانوي» في «الباصات» وسط مخاوف أولياء الأمور

مدارس خاصة تدمج أطفال الروضة مع «الثانوي» في «الباصات» وسط مخاوف أولياء الأمور
11 سبتمبر 2013 08:52
عمر الحلاوي (العين)- أعرب أولياء أمور وتربويون عن تخوفهم من نقل أطفالهم الملتحقين بالرياض الخاصة في حافلات مشتركة مع أطفال يكبرونهم؛ الأمر الذي اعتبروه يتنافى مع السلوك التربوي في الفصل بين تلك الفئات العمرية. ونوهوا في اتصالات هاتفية مع “الاتحاد”إلى أن سلوكيات الأطفال كبار السن خاصة في الصفوف: الثامن والتاسع والثانوي، تؤثر سلباً على أطفال الروضة؛ ما قد يتسبب في أذى جسدي ونفسي قد يؤدى إلى نفورهم من الرياض والعزلة، وتداعيات سلبية. وأكدوا أن احتياجات أطفال الروضة في عمر 3 إلى 5 سنوات تختلف عن مثيلتها مع الأطفال الكبار، محذرين من نتائج الدمج في النقل المدرسي، خاصة أن فترة انتقال الحافلة لمدة طويلة تصل إلى ساعتين وثلاث تتسبب في إزعاج الأطفال الأصغر سناً، وهم في مرحلة الفطام من الأسرة. في السياق ذاته، لفت أولياء أمور إلى أن إدارات تلك المدارس الخاصة لم تخبرهم عند دفع رسوم الترحيل التي تبلغ 2500 درهم بأن هناك دمجا في النقل بين كل الفئات العمرية في حافلة مدرسية واحدة؛ نتيجة التوزيع الجغرافي للطلاب، وليس التوزيع الفئوي والعمري بين طلاب الروضة والمدرسة. في موازاة ذلك، حذر تربويون مما أسموه “تغاضي” مؤسسات تعليمية خاصة عن بعض الضروريات من أجل الربح التجاري دون النظر للعملية التعليمية من جانبها التربوي المهم. وحذروا من عملية دمج أطفال الروضة مع كبار السن في الترحيل المدرسي “الباص”، واصفين ذلك بـ”الجرم الكبير”. من 3 إلى 12 في البداية، فوجئ خالد المنهالي (ولي أمر طفل في روضة خاصة) بأن عملية انتقال ابنه من البيت إلي الروضة والعكس، تتم في حافلات مشتركة دون تمييز لفئات عمرية عن أخرى، لافتاً إلى أن طالب الروضة من عمر 3 سنوات ينتقل في نفس الحافلة المدرسية مع طالب السنة الثامنة الذي يبلغ عمره 12 عاماً عند الحضور إلى المدرسة في الفترة الصباحية؛ ما يسبب ضررا كبيراً للطالب الصغير، وأحياناً اعتداءات لفظية وجسدية. ونوه المنهالي إلى وجود مشرفة واحدة من الجنسية الآسيوية مع سائق الحافلة الآسيوي، وعند سؤال المشرفة عن سيطرتها على الطلاب الكبار ردت بعدم قدرتها الكاملة، إلا أنها أكدت عدم سماحها بالاعتداء الجسدي. صدمة واعتبرت أم محمد (والدة طفل في إحدى المدارس الخاصة بالعين) أن وجود ابنها الذي يبلغ عمره 3 سنوات مع أطفال كبار شكل صدمة كبيرة لها، حيث إنها بعدما دفعت رسوم الانتقال، فوجئت بنقل جميع طلاب المدرسة في الحضور الصباحي معاً، ولكن عند الرجوع يتم نقل كل فئة على حدة لاختلاف فترة انتهاء اليوم الدراسي. ولفتت إلى أنها طالبت المدرسة بفصل أطفال الروضة عن كبار السن، إلا أن المدرسة لم تستجب لطلبها، كما أنه ليس لديها خيارات أخرى، حيث أغلقت جميع المدارس التسجيل، في الوقت الذي لا تستطيع فيه نقل ابنها بنفسها، لافتة إلى أنها دفعت نحو 17 ألف درهم كرسوم دراسية ونقل بعدما سمعت بالمستوى الجيد للمدرسة، لكنها اعتبرت عملية نقل الأطفال قضية مهمة يجب الالتفات إليها. الفصل بين الأعمار أما عبدالرحمن المعمري فلفت إلى أن المدرسة الخاصة القديمة لابنه كانت تفصل في ترحيل الطلاب صغار السن عن الكبار، إلا أن نقل ابنه لمدرسة أخرى عرف أن مستواها جيد، وبالرغم من أنه دفع مبلغاً إضافياً ورسوم ترحيل تبلغ 2500 درهم، إلا أنه صدم بترحيل ابنه مع أطفال كبار في السنّ. الربح والخطر إلى ذلك، قالت الدكتورة نجوى محمد الحوسني مساعد العميد لشؤون الطلاب ودعم الخريجين في كلية التربية بجامعة الإمارات إن الأطفال أمانة عند المؤسسات التعليمية سواء كانت خاصة أو عامة، ولا يجب على تلك المؤسسات التعليمية الخاصة التغاضي عن بعض الضروريات من أجل الربح التجاري دون النظر للعملية التعليمية من جانبها التربوي المهم، لافتة إلى أن عملية دمج أطفال الروضة مع كبار السن في الترحيل المدرسي “الباص” تعتبر خطيرة جداً؛ لأن أطفال الروضة لا يجب دمجهم مع أي فئة أخرى من الأطفال الأكبر سناً، حيث إن لديهم احتياجات مختلفة، كما أنهم حديثو عهد بالمدرسة، يجب مراعاة انفصالهم عن أهلهم، كما أنهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم بشكل كامل في هذه السن الصغيرة جداً، معتبرة أن اختلاطهم داخل الباص المدرسي مع فئات أكبر سنا جرم كبير، خاصة أنهم بالتأكيد يتعرضون للإساءات بشكل متكرر داخل الباص أو الحافلة وقد يمتد ذلك إلى خارج الحافلة، كما أن طفل الروضة الذي يتراوح عمره ما بين 3 إلى 5 سنوات يخاف من الأعمار الكبيرة ولا يشعر بالأمان في وجودهم، كما أنه لا يضمن سلوكيات الأطفال الكبار سواءً الجسدية أو النفسية أو اللفظية. وطالبت الدكتورة الحوسني الجهات المسؤولة بوضع لوائح لترحيل طلاب المدارس الخاصة، على أن يتم وضع كل فئة عمرية مع بعضها وإبعاد الأطفال الصغار سواءً في الروضة أو السنة الأولى أو الثانية عن أطفال الثانوي أو الفصل الثامن والتاسع، حتى نمنع عملية الاعتداء المحتملة؛ ما يسبب ضرراً نفسياً وجسدياً كبيراً لا يمكن علاجه مع طفل صغير. وأشارت إلى أن ضرر النقل المشترك وطول فترة انتقال الحافلة يسبب أضراراً أخرى، حيث إن هؤلاء الأطفال لا يتحملون ضربات الشمس ولا الفترات الطويلة داخل الحافلة والتي قد تصل إلى 3 ساعات، إضافة لحركة الحافلة الكبيرة جداً التي قد تسبب الغثيان. ونوهت إلى أن بعض مشرفات الحافلات يتعاملن بعصبية مع الأطفال، الأمر الذي يحتاج إلى تعيين المشرفة بضوابط معينة وصفات خاصة، حيث إن سلوك المشرفة قد يتسبب في كره الطالب للدراسة، كما أن اعتداء الأطفال الكبار على الصغار يتسبب في رفضهم المدرسة دون أسباب. وطالبت الدكتورة الحوسني أولياء الأمور بالانتباه لقضية نقل أبنائهم عند تسجيلهم في مدارس خاصة حيث إن كثيرًا من الآباء يسألون عن المناهج والأساتذة ومستوى المدرسة ثم يحدث له صدمة عندما يكتشف أن ابنه في سنة أولى روضة يتم نقله مع طفل في المستوى الثامن أو التاسع، ويكون الأب بطبيعة الحال يعمل لا يستطيع ترحيل ابنه بنفسه ويكون قد دفع الرسوم المدرسية كاملة ويصبح أمام الأمر الواقع. غير ممكن قال طارق عبد الحميد (تربوي) إنه من غير الممكن وضع طفل في الروضة مع طالب ثانوي في حافلة مدرسية واحدة، لافتاً إلى أن هنالك سلوكيات وألفاظا يتعرض لها الطفل الصغير من قبل الأطفال كبار السن، مشيراً إلى أهمية الفصل بينهما. وأضاف أن طفل الروضة عندما يبدأ العام الدراسي تحدث لديه صدمة الانفصال عن الأهل، ليستقبل مجتمعاً جديداً يتعامل معه، لذلك يحتاج لرعاية خاصة وعناية شديدة، ويجب إبعاده عن الطلاب كبار السن. ولفت إلى أن طفل الروضة لم يصل إلى مرحلة الإدراك لمنع الاعتداء عليه أو التبليغ به، مشيراً إلى أن وجود الأطفال معاً في الحافلة يجعلهم يتعرفون على بعضهم البعض، حيث إن الاعتداء يمكن أن يحدث خارج الحافلة. وأشار إلى أن العملية التربوية تُوجب علينا المحافظة على هؤلاء الأطفال وتحويل المدرسة أو الروضة لبيئة جاذبة، كما أن الأطفال في تلك السن المبكرة يكونون شديدو الملل، ولا يستطيعون تحمل فترات طويلة في الباص، ويفقدون رغبتهم في المدرسة نتيجة ما يحدث لهم في الحافلة المدرسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©