الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله بن زايد: الإمارات عززت القدرات الأمنية لقواتها البحرية

عبدالله بن زايد: الإمارات عززت القدرات الأمنية لقواتها البحرية
11 سبتمبر 2013 10:21
أبوظبي (وام)- أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، أن القرصنة البحرية تشكل تهديداً للأمن الإقليمي والتجارة العالمية، داعياً سموه إلى أهمية بناء القدرات الإقليمية من أجل تمكين كل بلد من بلدان المنطقة من السيطرة على شواطئه. وأشار سموه، في تصريح بمناسبة استضافة الدولة “أعمال المؤتمر الدولي الثالث لمكافحة القرصنة البحرية” الذي تنطلق فعالياته اليوم بدبي، إلى أن الإمارات أحرزت تقدماً في تعزيز القدرات الأمنية لقواتها البحرية، وقامت بعمليات تدريب للقطاع الخاص على أفضل الممارسات في مجالات أمن الموانئ واستخدام النظام القضائي كأداة لمقاضاة الاعتداءات ذات العلاقة بالقرصنة وردعها”. وقال سموه: إن تحسين قدرات القوات البحرية وخفر السواحل في الصومال وجيرانه يؤدي إلى إنقاص هجمات القراصنة، ومساعدة المنطقة على مواجهة التحديات الأخرى، ومنها الصيد غير الشرعي والاتجار بالبشر، وأوضح أن الإمارات تحرص على أن تكون المساعدات التي تقدمها في هذا المجال ملائمة لاحتياجات البلد المعني لتعزيز أمن واستقرار شركائها الإقليميين. وقال سموه في تصريحه: “رغم التناقص الملحوظ في عدد الهجمات التي شنها القراصنة انطلاقاً من سواحل الصومال على مدى العامين الماضيين، تبقى القرصنة البحرية حتى الآن تشكل تهديداً للأمن الإقليمي والتجارة العالمية، ولهذا السبب يجتمع ممثلو الدول من مختلف أنحاء العالم في دبي اليوم وغداً ليناقشوا تعزيز مواجهة المجتمع الدولي لهذا التحدي. وبناء على نجاح المؤتمرين السابقين، فإن وزارة خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة تنظم المؤتمر الدولي الثالث لمكافحة القرصنة البحرية بالتعاون مع شركة موانئ دبي العالمية وشركة أبوظبي للموانئ”. وأضاف سموه: “سيكون التركيز في هذه الدورة على عملية بناء القدرات الإقليمية من أجل تمكين كل بلد من بلدان المنطقة من السيطرة على شواطئه، فتحسين قدرات القوات البحرية، وخفر السواحل في الصومال وجيرانه لن يؤدي فقط إلى إنقاص هجمات القراصنة، بل سيساعد المنطقة على مواجهة التحديات الأخرى، ومنها مثلاً الصيد غير الشرعي والاتجار بالبشر”. وأوضح سموه في تصريحه، “يأتي في صلب الاستراتيجية التي تتبعها دولة الإمارات لمكافحة القرصنة، إدراكها أن المقدرات والطاقات المعنية بمكافحة القرصنة في بلدان المنطقة تتفاوت وهي في مراحل مختلفة من التطور، وإن تحديد فجوات معينة في هذا الصدد سيسمح لدولة الإمارات بتوجيه المساعدة إلى حيث يكون لها الأثر الأكبر، وبهذا نسهم في تعزيز أمن واستقرار شركائنا الإقليميين”. وقال: “تحرص دولة الإمارات أن تكون المساعدات التي تقدمها في هذا المجال ملائمة لاحتياجات البلد المعني، ويتجلى هذا على سبيل المثال في الدعم المقدم إلى خفر السواحل والبحرية في سيشل، حيث ساعدت الإمارات في بناء منشآت حيوية وقامت بتوفير طائرات للقيام بدوريات استطلاعية، وبإجراء تقييم للاحتياجات فإننا نعمل على المساعدة في رسم مسار نحو استراتيجية وطنية شاملة، وبذلك فإن الإمارات تساعد شركاءها الإقليميين لتمكينهم من مساعدة أنفسهم، وهذا ما يعطي تلك الدول إمكانية تطوير قدراتها المعنية بمكافحة القرصنة وتعزيز حكم القانون فيها وحماية سيادتها وأراضيها من هجمات القرصنة البحرية”. وأضاف سمو وزير الخارجية، “على الصعيد الداخلي فقد أحرزت الإمارات تقدماً في تعزيز القدرات الأمنية لقواتها البحرية، وقامت بعمليات تدريب للقطاع الخاص على أفضل الممارسات في مجالات أمن الموانئ واستخدام النظام القضائي كأداة لمقاضاة الاعتداءات ذات العلاقة بالقرصنة وردعها”. وقال: “إن الانخفاض الذي شهدناه مؤخراً في أعمال القرصنة في المحيط الهندي جاء نتيجة لهذا النوع من التعامل المتعدد المجالات والذي يشمل العمليات الأمنية والاستثمار في المساعدات الإنسانية وتلك الموجهة إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية.. وكذلك بناء قدرات قوات الأمن المحلية والنظم القضائية”. واختتم سموه تصريحه قائلاً: “يسعدنا تواجد الوزراء والمسؤولين الحكوميين وممثلي القطاعات ذات العلاقة والمعنيين بالأمن العسكري والأكاديميين في هذه الفعالية العالمية، ونرحب بهم ليناقشوا هذا الأسبوع في دبي سبل مكافحة القرصنة التي تسببت بقدر كبير من المعاناة الإنسانية والضرر الاقتصادي، وكما أسلفنا فقد قطع المجتمع الدولي شوطاً بعيداً، لكننا لم نصل إلى غايتنا حتى الآن”. ويفتتح سموه في دبي صباح اليوم المؤتمر الذي يستمر يومين، بحضور أكثر من 500 مشارك يمثلون 50 دولة، بحضور الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الذي سيلقي الكلمة الرئيسية. ويعقد مؤتمر هذا العام تحت عنوان “مكافحة القرصنة البحرية.. جهود مستمرة في بناء القدرات الإقليمية”. ويجتمع مسؤولون حكوميون وقادة قطاع الصناعة البحرية وأكاديميون وخبراء لمناقشة سبل إيجاد حلول مستدامة تستأصل ظاهرة القرصنة البحرية من جذورها على المدى القصير والمتوسط والطويل. كما يحضر المؤتمر أكثر من 20 وزيراً، إضافة إلى مشاركين من الأمم المتحدة والمنظمة البحرية الدولية ومسؤولين تنفيذيين في قطاع سلسلة التوريد وخبراء أكاديميين. ويعد هذا الحدث العالمي فعالية مشتركة بين القطاعين العام والخاص تنظمه كل من وزارة الخارجية وموانئ دبي العالمية مشغل المحطات البحرية العالمي وشركة أبوظبي للموانئ. وعلى الرغم من انعقاد المؤتمر في وقت يشهد فيه تراجعاً ملحوظاً في هجمات القراصنة في منطقة خليج عدن والمناطق الغربية في المحيط الهندي، إلا أن تبعات هذه الظاهرة الإنسانية والاقتصادية لا تزال قائمة حيث لا يزال 57 بحاراً قيد الأسر لدى القراصنة الصوماليين، في حين أن القرصنة البحرية كلفت الاقتصاد العالمي أكثر من 6 مليارات دولار في عام 2012. وبناء على هذه الحقائق، سيركز المؤتمر بشكل رئيسي على الجانب الإنساني وعلى التكلفة الاقتصادية للقرصنة، وسيناقش إيجاد حلول على اليابسة من أجل معالجة المشكلة من جذورها، كما سيبحث في بناء القدرات في الصومال لدعم تعافي البلد واقتصاده. وتتضمن فعاليات اليوم الأول جلسة حوارية مع الكابتن جاويد سليم خان الذي اختطفه القراصنة وأسروه لمدة 21 شهراً وتم إطلاق سراحه عقب ستة أسابيع من انعقاد المؤتمر الثاني. ويشارك في الجلسة زوجته وابنتاه اللتان ظهرتا في فيلم وثائقي عن “التكلفة البشرية للقرصنة” أنتجته “موانئ دبي العالمية” وعرضته خلال فعالية مؤتمر العام الماضي حين كان جاويد وأفراد طاقمه لا يزالون محتجزين، حيث حاز الفيلم عدة جوائز عالمية. ومن بين المتحدثين في المؤتمر وزراء خارجية كل من: هولندا، والمغرب، وسريلانكا، وتنزانيا، وبنجلادش، والفلبين، وجزر القمر. وستختتم فعاليات اليوم الأول بجلسة مفتوحة بعنوان “تقييم النجاحات في مكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية..استعراض أفضل الممارسات”. وتشمل فعاليات اليوم الثاني جلسات عمل في الصباح ستكون مغلقة أمام وسائل الإعلام وستغطي عدداً من القضايا منها الأمن وبناء القدرات على اليابسة والمساعدة الإنسانية في الصومال والتطورات والدروس المستفادة لشركات النقل البحري ومشغلي الموانئ والبحارة. وتختتم فعاليات المؤتمر ظهر اليوم نفسه ببيان حكومي وكلمات ختامية مفتوحة أمام وسائل الإعلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©