ينتشر السعال الليلي أكثر لدى الأطفال عندما يُصابون بالزكام ونزلات البرد. وهو لا يحرمهم من الراحة ليلاً فقط، بل يقطع نومهم الهنيء، وينغص عليهم وعلى آبائهم وإخوانهم هدأة ليلهم وسكونه. ويشتكي الكثير من الآباء من بطء مفعول الأدوية التي يصفها الأطباء لأطفالهم بغرض تخفيف حدة السعال، والذي يشتد في الليل.
وبحثاً عن علاجات جديدة أكثر فعاليةً في تخفيف السعال لدى الأطفال، أجرى باحثون دراسة أشركوا فيها 300 طفل تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة وخمس سنوات كانوا جميعهم يعانون سعالاً ليلياً بسبب إصابتهم بعدوى الجهاز التنفسي العلوي لأكثر من ثلاثة أيام. ولم يكن أي واحد من هؤلاء الأطفال يعاني أعراض الربو، أو الالتهاب الرئوي الحاد. وقدم الباحثون لعينة عشوائية من الأطفال المشاركين في الدراسة 10 ميليجرامات من العسل، بينما قدموا لعينة عشوائية أخرى غُفْلاً كان عبارة عن مستخلص للتمر، وذلك قُبيل نصف ساعة من خلودهم للنوم ليلاً. فلاحظوا أن الأطفال الذين تناولوا العسل ومستخلص التمر تمتعوا بليلة أهنأ نوماً وأقل سعالاً مما كان عليهم حالهم في الليالي الثلاث التي سبقتها، كما تحسنت جودة نوم كل واحد منهم، وطبعاً جودة نوم آبائهم ومن يتشاركون معهم الغرفة من إخوانهم. غير أن الباحثين سجلوا أن تراجع السعال وتحسن جودة النوم حدثا بدرجات أكبر لدى الأطفال الذين تناولوا العسل. إذ حققوا معدل 10 من عشرين، مقابل 6 من عشرين حققها أقرانهم الذين تناولوا مستخلص التمر.
وأورد الباحثون في خلاصة دراستهم التي نُشرت في العدد الأخير من مجلة «طب الأطفال» أن الأطفال الأصغر سناً معرضون أكثر للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي التي تترافق مع سيلان الأنف والحمى والتهاب الحلق وصداع الرأس إلى جانب السعال. وأفادوا أن الآباء يلجؤون عادةً إلى استخدام علاجات عشبية منزلية أو صيدلانية لتخفيف أعراض السعال الليلي على الأقل لدى أطفالهم حتى يحظوا بقسط من الراحة ويتماثلوا للشفاء، مشيرين إلى أن عدداً من الآباء يتجنبون اقتناء أدوية غير موصوفة وعقاقير نزلات البرد اتقاء أعراضها الجانبية على أطفالهم الصغار الذين تكون مناعتهم في طور التشكل والتقوي. كما أنهم يقومون بذلك لعلمهم المسبق بتوصيات أطباء من هيئة الأدوية والأغذية الأميركية التي تُشدد على الآباء بعدم مناولة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين أية منتجات صيدلانية غير موصوفة.
واستعان الباحثون لإتمام هذه الدراسة بالبيانات التي حصلوا عليها من ردود الآباء المستطلعة آراؤهم عبر الاتصال الهاتفي، أو عبر ملئهم استمارات. ونظراً لاحتمال احتواء العسل على بكتيريا قد تؤدي أحياناً إلى تسمم ضعيفي المناعة، فإن الأطباء ينصحون بعدم تقديمه إلى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة. وينصح الباحثون الآباء بأن يعطوا العسل لأطفالهم بكميات قليلة ومتفرقة وأن يُتبعوا ذلك بغسل أسنانهم، أو فرك لثة من كان لا يزال «دُرَيْداً» منهم لوقايتهم من التسوس.
عن «واشنطن بوست»
عدد اليوم
