الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استشارات المراكز الأسرية.. حلول عاجلة لمشاكل معقدة

استشارات المراكز الأسرية.. حلول عاجلة لمشاكل معقدة
4 سبتمبر 2012
نورة الحبسي (العين)- يتحفظ بعض الناس في اللجوء إلى الاستشارات الأسرية، رغم أنها تسهم بشكل كبير في الوصول بالأسرة إلى بر الأمان، وتساعدها في تخطي العقبات التي تواجهها، وذلك بسبب حصرهم هذه الاستشارات في مفهوم العيب، وكشفت تجارب عدة، أن مراجعة الاستشاري الأسري تقع تحت بند «سري للغاية» بين أفراد بعض الأسر، في حين يرى غيرهم أن مستجدات الحياة تستوجب أحياناً الرجوع إلى الاستشاري في كثير من الأمور. لم أراجع استشاريين أسريين إلى الآن، لكن لا أمانع أبداً في اللجوء إليهم، إذا واجهت مشكلة يصعب علي حلها بمفردي، هكذا تحدثت وردة الجاري، مشيرة إلى أن الإنسان الواعي يدرك ما للاستشارات الأسرية من أثر إيجابي في حل بعض الخلافات والمشكلات الأسرية، وبالأخص عندما تكون من مصدر موثوق، ومن متخصصين في المجال الذي تقع فيه المشكلة، فهي تجعلك تكسب مهارات حياتية مختلفة، وتعلم بعض الأمور التي تجهلها، بالإضافة إلى توجيهك المسار الصحيح الذي يؤدي إلى حل المشكلة من جذورها بطريقة واعية ومتحضرة. وقالت إن بعض الأشخاص ينظرون إلى الاستشارات الأسرية من منظور العيب، متجاهلين ما لها من فوائد، في حياة الكثير من الأسر التي كانت تعاني المشاكل في العديد من المجالات، سواء المجال الاقتصادي، أو النفسي، أو الأسري بحد ذاته، وما لا يعرفه هؤلاء أن هذه الاستشارات تتم بسرية تامة، ولا يعلم عنها أحد، فليس عيباً أن تطلب المساعدة في حل مشكلة عجزت أنت عن حلها، أو فشلت في التعامل معها بالطريقة الصحيحة، وتترك حلها بين أيدي مختصين هدفهم هو مساعدتك لتعيش حياة أسعد وأجمل. الاعتماد على النفس وأكد سعيد البدواوي أنه يرفض اللجوء إلى الاستشارات في حال واجهت أسرته مشكلة، وذلك لأنه يفضل أن يحل المشكلة بنفسه مع أفراد عائلته، دون اللجوء إلى أشخاص غرباء وطرح مشكلاته الشخصية بين أيديهم، حيث إنه تربى منذ الصغر على كتم أسرار عائلته، وعدم البوح بها، مضيفاً أن الشخص سوف يكون أدرى بمشكلته وظروفه من غيره، لذا سيكون هو الأقدر على تجميع خيوط المشكلة وحلها، إذ إن هؤلاء المتخصصين قد يكونون من ثقافات مختلفة، فيجدون أن الحلول قد تتناسب مع ثقافتنا الخليجية، بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص الذين يلجؤون لمثل هذه الاستشارات يتكتمون على بعض جوانب المشكلة، ولا يفضلون الإفصاح عنها، فبالتالي يقوم الاستشاري بحل المشكلة دون أن يعلم أن هُناك جانباً لم يكشف فيها، وهنا تستطيع أن تعتبر أن المراجع لم تحل مشكلته. من جانبها أكدت إيمان محمد، ربة أسرة، أنها دائما تسعى لطلب الاستشارات من المختصين، إذ إنهم ينظرون إلى المشكلة بعين الخبرة، ويهدفون إلى حلها بطرق ووسائل تتناسب مع المراجع، حيث تكون هذه الطرق أفضل بكثير من الطرق التي سيتبعها المراجع نفسه الذي قد يفتقد الخبرة في كثير من الأمور الحياتية، موضحة أن طلب الاستشارة لحل مشكلة تعانيها وتؤثر في حياتك بشكل سلبي ليس عيباً، بل يدل على مدى نضجك ووعيك، فالعيب هو أن تستسلم للمشكلة، وبالتالي تخسر أسرتك وأبناءك، أو أي شيء آخر. منظور العيب وقال أحمد الظاهري، موظف، إن المجتمع سابقاً كان ينظر إلى مثل هذه الاستشارات من منظور العيب، حيث إن بعض الناس كانوا لا يفضلون البوح بمشكلاتهم، ويفضلون التكتم عليها وحلها داخل النطاق الأسري فقط، دون اللجوء إلى آخر يعتبرونه غريباً لمساعدتهم، لكن الآن مع زيادة الوعي أصبح الكثير من الناس لا يترددون في طلب الاستشارة من ذوي الخبرة والاختصاص في المجالات كافة. وأضاف أنه كإنسان يعي أهمية ذلك، فإنه لا يمانع في اللجوء إلى أي طريقة تسهل أمور الحياة، فالاستشارات الأسرية تسهم وبشكل فعّال في تبسيط الكثير من الأمور التي قد نراها صعبة بسبب قراءتنا الخاطئة لها، فهي تجعل من المشاكل أقل تعقيداً إذا ما طبقت بالشكل الصحيح، بالإضافة إلى أنها تضيف إلى الشخص الكثير من الخبرات، بحيث يصبح قادراً على التعامل مع المشاكل المستقبلية بطريقة واعية وناضجة. وأشارت موزة الكتبي إلى أنها لا ترفض فكرة الاستشارات الأسرية، لكن خجلها يمنعها من اللجوء إليها في حالة واجهتها مشكلة ما، وذلك لأنها لا تفضل أن تطلع أحداً بمشاكلها وخلافاتها الشخصية، وتفضل دائماً أن تحلها بنفسها بمساعدة زوجها، أو إحدى أخواتها دون اللجوء إلى الاستشارات الأسرية، فهؤلاء أدرى بظروفي ووضعي، ولست مضطرة أن أحكي لهم خلفية حياتي فهم يعرفونها، لذا أعتقد بأني سأجد لديهم الحلول التي تتناسب مع نظام حياتي وظروفي، بالإضافة إلى شخصيتي. وأوضح أحمد السعدي أن الاستشارات الأسرية تهدف إلى استثمار الذات وتطويرها للأفضل، وتحسين التواصل مع الآخرين، وعلاج الاضطرابات السلوكية وتعديلها، وتنمية الذكاء العاطفي، وتنمية مهارات الثقة بالنفس، والتركيز على علاج المشكلات والخلافات التي تنشأ في الحياة الزوجية، أو العقبات التي تعترض مسيرة بناء الأسرة بعد الزواج، وكذلك علاج المشكلات السلوكية لدى الأبناء في سن الطفولة أو المراهقة، مع الاهتمام بتنمية مهارات التعامل بين الزوجين ومهارات تربية الأبناء، ومهارات تعامل الأسرة مع فئات المجتمع المختلفة، وذلك للوصول إلى أفراد أسوياء يسهمون في تماسك وترابط أسرهم الذي يؤدي إلى ترابط المجتمع ككل، لذا أطالب الجهات المختصة بالقيام بحملات توعوية تهدف إلى إرشاد وتوعية الأفراد، لما للاستشارات الأسرية من أهمية في حياة الأسرة والمجتمع أيضاً. وقالت خولة عبدالرحمن الملا، مديرة الإرشاد الأسري بمراكز التنمية الأسرية في الشارقة إنه في ظل التطور الحضاري وتسارع وتيرة الحياة أصبح الإنسان معرضاً للكثير من الضغوط، سواء على مستوى الفرد، أو الأسرة، أو المجتمع بشكل عام، حيث أصبح يعاني منغصات يومية تؤرق يومه، ما أدى إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية، ومن هنا تبرز أهمية الاستشارات الأسرية لتكون واحة أمان للأسرة والمجتمع، يلجأ إليها كل من يعاني المشكلات الاجتماعية المختلفة. وأضافت أن تخصص المستشارين ومهارة تعاملهم مع القضايا المختلفة يضع صاحب المشكلة على أقرب طرق الحل، وأن الوعي المجتمعي بأهمية اللجوء إلى أصحاب الدراية والخبرة خلق نوعاً من التحرر من الأفكار التي كانت تفرض على بعض الأسر، وأصبحت الاستشارات الأسرية تدخل كل منزل، حيث إن كثيراً من الأسر الآن أصبحت تعي أهمية الاستشارات الأسرية، ولا تتردد في طلب المساعدة، بهدف الوصول إلى أسرة متماسكة، لا سيما وأن أكبر مراكز الاستشارات الأسرية في الدولة هي حكومية، وتقدم الخدمات للجميع. وأشارت إلى أن الإحصاءات الخاصة بمراكز الإرشاد الأسري تدل على زيادة المترددين إليها، من الذين ينشدون البحث عن حل، مع ارتفاع مستوى التعليم والتطور الاجتماعي، وإلى أن المرأة هي أكثر الفئات طلباً للاستشارة، وأن هذه الاستشارت تتنوع حسب حاجة كل فرد فهناك مشاكل زوجية، وهناك مشاكل قانونية، بالإضافة إلى مشاكل نفسية واجتماعية وتربوية وعلى أساسها تقدم الاستشارة المناسبة من قبل متخصصين في جميع المجالات. سرية المعلومات أكدت مديرة الإرشاد الأسري بمراكز التنمية الأسرية في الشارقة أنه يتم التعامل مع المراجعين بكل سرية لما يدلي به من معلومات، حيث إن المراجع هو ضيف يلقى كل اهتمام خلال عملية الإرشاد، من أول حضوره، حيث يتم استقباله وأخذ نبذة مبسطة عن نوع الاستشارة،، ثم يحول للمختص، الذي يركز في عمله على تحقيق التماسك الأسري، الذي يعد أساساً لتماسك المجتمع بأكمله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©