الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

"أدجاز" تعلن ترسية عقد مشروع غاز جزيرة داس نهاية الشهر الجاري

"أدجاز" تعلن ترسية عقد مشروع غاز جزيرة داس نهاية الشهر الجاري
8 ديسمبر 2006 00:03
حوار - هاشم المحمد: تعلن شركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة ''أدجاز'' عن ترسية عقد مشروع الغاز البحري الخاص بجزيرة داس نهاية الشهر الجاري، والذي يأتي ضمن منظومة الغاز البحري الذي تقوم شركة أبوظبي للبترول ''أدنوك'' بتنفيذه لربط الغاز البحري بشبكة الغاز البرية، وذلك بتكلفة تقديرية تصل إلى ملياري درهم، وأشار سعادة سيف أحمد الغفلي مدير عام شركة ''أدجاز'' في حواره مع ''الاتحاد'' إلى أن مصنع الشركة في جزيرة داس يقوم بمعالجة الغازات المصاحبة وغير المصاحبة للعمليات البترولية في البحر، حيث نستلم ما يقرب من 1,2 مليار قدم مكعبة من الغاز يومياً، فنقوم بمعالجتها وتصنيعها لإنتاج الغاز الطبيعي المسال والغاز البترولي المسال، بالإضافة إلى البنتان، ومادة الكبريت السائل، حيث يبلغ مجموع المنتجات ما يقرب من 8,2 مليون طن سنوياً، ويتم تصدير هذا الإنتاج إلى الخارج، وخصوصاً إلى شركة كهرباء طوكيو ''تبكو'' التي نرتبط معها بعقد طويل الأمد لتزويدها بالغاز·· وإلى نص الحديث· ؟ هل كانت هناك أية مشاريع قمتم بها لزيادة الإنتاج أو تطوير المصنع؟ ؟؟ وسعنا المصنع لمضاعفة الإنتاج من الغاز من 2,5 مليون إلى 5 ملايين طن متري سنوياً، وذلك ببناء وتشغيل خط الإنتاج الثالث· وهناك مشاريع مصاحبة لرفع الكفاءة والجاهزية في المصنع وتقليل كلفة الإنتاج· ؟ وهل لكم أن تحدثونا عن آخر المشروعات التي ستعمل أدجاز على إنجازها خلال الفترة المقبلة؟ ؟؟ التطوير والتجديد عمليتان مستمرتان في الشركة· ولعل أهم مشروع سننشغل به خلال العامين القادمين هو الجزء الخاص بشركة أدجاز من مشروع الغازات البحرية المصاحبة، والذي سنقوم به في جزيرة داس، ويستهدف تنفيذ هذا المشروع معالجة الكميات الإضافية من الغازات البحرية المصاحبة ذات الضغط المنخفض التي ستتوفر نتيجة لزيادة أدما العاملة إنتاجها من النفط إلى 600 ألف برميل يومياً منتصف العام ،2008 وسيتم الانتهاء من هذا المشروع في أكتوبر ،2009 على أن يتم تنفيذ الأعمال الميكانيكية في يونيو، ويبدأ الإنتاج التجاري التمهيدي في أغسطس من العام نفسه· ويمثل هذا المشروع المرحلة الأولى من مشروع المرافق الصناعية لجزيرة داس الذي سينفذ بدوره، على شكل ثلاث حزم، الأولى المنشآت الصناعية في جزيرة داس، والثانية خطوط الأنابيب البحرية، والثالثة خطوط الأنابيب البرية والمرافق الصناعية في حبشان· وتغطي أعمال الهندسة والشراء والإنشاء كافة التفاصيل المتعلقة بالجوانب الهندسية، وأعمال المشتريات، والتشييد والتشغيل التجريبي للمرافق الصناعية الجديدة لجزيرة داس، التي يتطلب إنشاؤها توفير المعدات والمنشآت، من بينها اثنتان من الضاغطات التعزيزية (مساندة) واللازمة لغاز التغذية ذي الضغط الجوي العادي، واثنتان من الضاغطات لغاز التغذية التي تدار بالتربينات الغازية والتي تشمل كل منها عدداً من المعدات والمكائن المساندة (مثل المبردات، وصهاريج الفصل، ومضخات الغازات المتكثفة، وغيرها)، واثنان من أجهزة احتكاك مادة غليكول الاثيلين الثلاثي اللازمة لتجفيف الغاز، فضلا عن جهاز احتكاك مشترك شامل لتوفير وإعادة تصنيع غليكول الاثيلين الثلاثي، وجهاز احتكاك مشترك شامل لتوفير معدات معالجة غاز الوقود ذي القاعدة الأمينية، ووحدة صناعية مشتركة ونظم عمل خارج حدود الموقع (الزيت الحار، الهواء اللازم للآلات الدقيقة وللمصنع، النيتروجين وشعلة إحراق الغاز الحامضي)· كما يشمل تصميم مشروع المرافق الصناعية لجزيرة داس توفير وبناء معدات التوصيل والربط بالأنابيب البحرية الخاصة بتصدير غاز مرحلة التكثيف عبر الأنبوب البحري قُطر 30 بوصة المؤدي إلى مصنع حبشان والبر الرئيسي، وتهيئة الظروف وتوفير المعدات اللازمة لزيادة طاقة المشروع إلى 470 مليون قدم قياسية مكعبة من الغاز مستقبلاً· وقد تمت مراعاة ذلك عند تنفيذ التصاميم والأعمال الهندسية الخاصة بالمشروع في جزيرة داس، بحيث سيكون بالإمكان رفع طاقة المشروع من 211 مليون قدم قياسية مكعبة من الغاز إلى 470 مليون قدم قياسية مكعبة من الغاز يومياً· وبذلك ستساهم شركة أدجاز بدور رئيسي في جهود توفير الغاز لأغراض الاستهلاك الاقتصادي والسكني والصناعي في أبوظبي خلال المرحلة المقبلة· ؟ تُعتبر شركة أدجاز أول شركة لتصنيع الغاز في منطقة الشرق الأوسط، مما يعطيها صفة الريادة في هذا المجال، فهل لكم أن تعطوا القارئ نبذة عن بدايات الشركة؟ ؟؟ من المعروف أن النفط قد اكتُشف في دولة الإمارات العربية المتحدة في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، وبدأ تصديره في أوائل الستينات منه، وجرت العادة وقتذاك أن يتم اعتبار الغاز الناتج عن عمليات استخراج النفط مادة فائضة عن الحاجة، وأن يتم إحراقه وإطلاقه ملتهباً في الأثير· وفي إحدى زيارات المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى إحدى المنشآت النفطية، استفهم عن تلك الشعلة الضخمة الناتجة عن احتراق الغاز، فشرح له خبراء النفط المرافقون سببها، وعندما فكر القائد الكبير في مضار مثل هذا الاحتراق على البيئة، وما يشكله من هدر للطاقة أمر ببناء منشآت تتولى حفظ هذا الغاز وتصنيعه، وكان ذلك الموقف هو منطلق تأسيس شركة ''أدجاز'' التي تساهم فيها شركة ''أدنوك'' بنسبة 70%، وميتسوي بنسبة 15%، وبيرتش بتروليوم بنسبة 10%، وتوتال بنسبة 10%، وكان الهمُّ البيئي، وهمُّ المحافظة على الموارد في صلب قرار تأسيس الشركة، والمبرر الحقيقي لوجودها كله· وبالفعل بينت دراسات الجدوى الاقتصادية إمكانية نجاح مشروع بناء مصنع لتسييل الغاز في جزيرة داس، وكانت الضروريات البيئية -وهي أساساً أحد الأسباب الجوهرية للقرار- ما تزال قائمة ملحة· وهكذا جرى الاتفاق مع اليابان على بناء مصنع لتسييل الغاز الطبيعي في جزيرة داس· وبذلك تم في شهر يوليو عام 1971 توقيع اتفاقية مشروع الغاز المسال· وفي العام التالي -1972- جرى التوقيع على اتفاقية ''بيع وشراء'' بعيدة المدى، مدتها 20 عاماً مع شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تبكو) لتزويدها بالغاز الطبيعي· وهو ما أدى إلى تأسيس شركة أدجاز رسمياً في مارس عام ،1973 وتوقيع عقد بناء المصنع· ؟ ماذا تعني لكم هذه الريادة الزمنية في الشركة، وكيف تنعكس على خطط الشركة ورؤيتها؟ ؟؟ لقد كان لتحميل أول ناقلة غاز تتوجه من جزيرة داس إلى العاصمة اليابانية طوكيو في 29 مارس ،1977 العديد من المعاني والدلالات الكبيرة· فقد شكل هذا الإنجاز تتويجاً لجهود وضعت شركة أدجاز في موقع الريادة الأولى لصناعة الغاز، ليس على مستوى الخليج العربي فحسب، بل على مستوى منطقة الشرق الأوسط كلها· ففي سبعينات القرن الماضي لم يكن الاهتمام بالبيئة وبمصادر الطاقة البديلة والنظيفة يشكل عشر معشار ما نراه اليوم عالمياً من احتفاء بهذه القيم والاستراتيجيات، لم يكن هناك شيء يُعرف بطبقة الأوزون مثلاً، ولا وعي -جماهيرياً على الأقل- بمدى ضرر الانبعاثات والغازات التي تخلفها بعض الصناعات· ولذلك يحق لأدجاز أن تفخر بأنها سبقت أوانها، وبأن ريادتها لم تكن لمجرد السبق الزمني للأحداث كما أشرت، فالسبق الزمني وحده قد يحدث صدفة أو عرضاً دون أية دلالات ذات معنى· ولكن الأهم من ذلك أن ريادة أدجاز -وريادة الفكرة التي كانت خلف تأسيسها- كانت ريادة رؤى وأفكار ومفاهيم سبقت عصرها، ونحن جميعاً معنيون بتوثيقها وتثبيتها والإصرار عليها اليوم أكثر من أي وقت مضى· ونحن في اهتمامنا اليومي بسياسات الصحة والسلامة والبيئة نضع أمام أعيننا دوماً ما ترتبه تلك الريادة من مسؤوليات· ؟ ارتبطت الشركة باتفاقيات طويلة المدى مع اليابان لتزويدها بالغاز، وأصبح إنتاجها يذهب حصرياً إلى شركة كهرباء طوكيو، فكيف هي علاقتكم مع الشركاء اليابانيين؟ ؟؟ كانت هذه شراكة استراتيجية طويلة المدى مع شركائنا اليابانيين، وهي شراكة أثبتت -على مر السنين والعقود- متانتها وعمقها ومنفعتها المتبادلة بين الطرفين الصديقين، الأمر الذي سمح لها بالنمو والاستمرار والتجدد في إطار دائم من الحوار والتفاهم ومراعاة كل طرف لمصالح الطرف الآخر· وقد كان من تجليات هذا التفاهم توقيع اتفاقية تمديد عقود تزويد شركة تبكو بالغاز لمدة 25 سنة اعتباراً من عام ·1994 والحقيقة أن هذه الشراكة الاستراتيجية قد تجاوزت العوامل والمقتضيات الاقتصادية والتجارية البحتة لتصبح جزءاً أساسياً من نسيج علاقات الصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان، ووسيلة فعالة للتواصل والتفاهم والتعاون بين شعبي البلدين الصديقين· وقد علَّمنا التاريخُ -نحن العرب والمسلمين- أن خير التجارة ما يتطور ليصبح جسراً للتواصل والتعاون والحوار بين الشعوب· ؟ تركز مجموعة أدنوك على مسائل الصحة والسلامة والبيئة، فما هو موقع أدجاز في إطار هذه السياسة العامة لمجموعة أدنوك؟ ؟؟ في شركة كانت البيئةُ أساسَ فكرتها الأولى وبنائها الأول، لا عجب أن تكتسب شؤون الصحة والسلامة والبيئة أولوية قصوى في كل برامجها ومشاريعها وعملياتها، وحتى في تصرفات موظفيها· ولا عجب أن تكون الشركة وفية لهذا الإرث الكبير، وأن تبحث دوماً عن أفضل الممارسات وأحدث التقنيات التي تكفل حماية البيئة المحيطة، وسلامة العمليات الصناعية، والكفاءة التشغيلية المثالية· وقد جاء تبني مجموعة أدنوك -وهي الشركة الأم التي تتبعها أدجاز- لإجراءات دقيقة وعالية المستوى، تلخصت فيما يُعرف باسم ''نظام إدارة الصحة والسلامة والبيئة''، ليجد شركة أدجاز جاهزة لتبني وتطبيق مثل هذا النظام والمضي فيه إلى غاياته المثالية· ذلك أن كثيراً من سياسات وإجراءات ومعايير ذلك النظام كانت بالأساس واقعاً ملموساً ومُعاشاً في مرافق أدجاز· ولذلك فقد حصلت العمليات البيئية في الشركة عام 2004 على شهادة الآيزو ،14001 وهي أعلى شهادة عالمية تُمنح في مجال توطيد الجودة وتختص بالعمليات والسياسات والإجراءات البيئية دون غيرها· وهذا يشكل دليلاً مضافاً على التزام الشركة الطبيعي والأصيل بقضايا الصحة والسلامة والبيئة· وفي هذا الإطار، وضعت أدجاز في مقدمة اهتماماتها تحقيق مجموعة من الأهداف، في مقدمتها تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق تقليل احتراق الغاز إلى أدنى الحدود الممكنة عملياً، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت التي ترافق عمليات تسييل الغاز إلى حدودها الدنيا من خلال تحسين كفاءة المصنع، واستبدال المواد التي تسبب ضرراً لطبقة الأوزون بمواد أخرى صديقة للبيئة، وتقليل أثر العمليات الصناعية على البيئة البحرية الى أدنى المستويات، وحماية الكائنات البحرية، فضلا عن تشجيع فصل وعزل النفايات وإعادة تدويرها بالشكل الذي يمنع التلوث، وتعزيز الوعي والالتزام البيئي لدى جميع الموظفين، ومساهمة الشركة في دعم جميع المبادرات البيئية على مستوى صناعة النفط والغاز أو على المستوى الوطني العام· أما في مجال الصحة والسلامة والتشغيل الآمن لمرافق الشركة، فقد استمر تحقيق الأرقام القياسية عاماً بعد عام· وآخر إنجاز في هذا المجال هو تحقيق أكثر من 26 مليون ساعة عمل دون وقوع إصابات تؤدي لهدر في وقت العمل· وهو إنجاز مذهل وقياسي على مستوى قطاع النفط والغاز· وهكذا، وبعد مرور ثلاثين عاماً من النجاح المستمر، تفتخر شركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة (أدجاز) -كواحدة من مجموعة شركات أدنوك- بأنها استطاعت بدعم ومتابعة من المجلس الأعلى للبترول أن تحقق الأهداف المرجوة منها، وهي الاستفادة من الغاز الطبيعي وتسخيره في خدمة النهضة الحضارية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة، والمحافظة على البيئة، والمساهمة في تعزيز مكانة دولة الإمارات على الصعيد الدولي في مجال الطاقة، وتطوير الكادر الوطني المؤهل تقنياً لمواجهة تحديات المستقبل·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©