عاطف فتحي - صالح الحمصي:
اكتست شاشات التداول في اسواق المال المحلية امس باللون الاخضر الذي صار ظهوره قليلا منذ اكثر من عام بسبب موجات من التصحيح الحادة والمتتالية التي عصفت باسواق المال المحلية، وبالرغم من تمكن الاسواق من المحافظة على مسيرتها الخضراء الهشة لمدة ثلاثة ايام متتالية بدأت يوم الثلاثاء الماضي الا ان خبراء ماليون حذروا من الافراط في التفاؤل والعودة سلوكيات المضاربة غير العلمية·
وبين ليلة وضحاها تغيرت قوة الدفع في سوق دبي المالي بفعل موجة شراء مؤسساتية انتقائية رفعت أسعار العديد من الأسهم وفي مقدمتها اعمار العقارية وتمويل ودبي الإسلامي ودو والخليجية للاستثمارات، ونجح المؤشر العام الجديد في إنهاء أسبوعه الأول على ارتفاع بالرغم من بدايته الصعبة عندما أثار المؤشر لدى تدشينه الاثنين الماضي ذعر المستثمرين بتراجعه بنسبة 3,3% غير انه سرعان ما عدل مساره محققا مكاسب قوية في الأيام الثلاثة التالية بواقع 2,01% الثلاثاء و1,8% الأربعاء و2,09% أمس الخميس وبإجمالي نمو نسبته 2,6%·
وقال مراقبون في سوق دبي المالي إن سيولة مؤسساتية جديدة حفزت الطلب في ثاني أيام التداول الأسبوعي، الذي بدأ متأخرا ليوم واحد بسبب إجازة العيد الوطني، وقد تركزت سيولة المؤسسات على أسهم منتقاة،وقد حسنت تلك المشتريات من المناخ العام في السوق الأمر الذي حفز المضاربين اليوميين على العودة من جديد·
وقال محلل مالي ان ان مجموعة من العوامل تظافرت في النصف الثاني من الاسبوع ادت الى خلق اجواء ايجابية تحتاج اليها السوق هذه الايام، وقال نبيل فرحات المدير التنفيذي لشركة الفجر للاوراق المالية ان الاسواق شهدت على مدار اليومين الماضيين ارتداد لموجة الهبوط التي استمرت اكثر من من شهر مؤكدا ان ضمان استمرا الموجة الصاعدة يتطلب تأكيدا على مدار الايام المقبلة·
واضاف فرحات ان الاسواق بحاجة الى فترة من الاستقرار والتحرك الجانبي قبل بدء موجة صاعدة منتظرة، مشيرا إلى ان تحسن نفسية المستثمرين نتيجة قرب مواعيد رد اموال الاكتتاب في سوق دبي المالي وانخفاض الاسعار الى مستويات قياسية اضافة الى حالة الاستقرار اليت تخيم على اسواق المال الخليجية تظافرت في دعم الاسواق المحلية واجبارهم على تغيير اتجاهها في اليومين الماضيين· ودعا الى ضرورة العمل بشكل جدي ومهني للمحافظة على استقرار السوق حتى يتمكن من الصعود مرة اخرى·
من جهته قال زياد الدباس المستشار في بنك ابو ظبي الوطني ان المراهنة على عودة السيولة المحتجزة في اكتتاب سوق دبي المالي حركت شهية المضاربين نحو بعض الاسهم، واضاف الدباس من الصعب ان نحكم على استمرارية الانتعاش خلال الايام الحالية او خلال الايامن القليلة المقبلة مشيرا الى ان مضاربين ساهموا بشكل كبير في تحريك اتلسوق خلال الايام الثلاث الماضية· وقال من المفروض ان السيولة تتحرك وفقا للفرص الاستثمارية وليس لمراهنات على سيولة معظمها تمويلات بنكية·
وقال محمد علي ياسين مدير الإمارات للأسهم:''الواضح أن هناك سيولة جديدة دخلت من مؤسسات وبنوك استثمارية خاصة مع توالي صدور تقارير من مؤسسات مالية مرموقة مثل دويتش بنك وباركليز واتش اس بي سي مفادها أن الأسعار اقل من قيمتها العادلة ، وان السوق وصلت إلى القاع، ومع تحسن الأسعار وظهور بوادر على تحرك ما بدأ المضاربون يعودون إلى السوق ومن ثم رأينا عميلات شراء وبيع متكررة لأكثر من مرة في اليوم الواحد الأمر الذي ساعد في رفع إجمالي قيمة المعاملات لتعود مجددا إلى ما فوق المليار درهم بعدما كانت دون 500 مليون درهم خلال الأسابيع الأخيرة· وأضاف ياسين: وفقا للتجارب السابقة فانه إذا ما تسارعت وتيرة الصعود فهذا يعني أن المشترين بدأوا ينشطوا بقوة وهو مؤشر على عمليات جني أرباح مرتقبة، أضف إلى ذلك تحركات المضاربين مازلت تربك البعض بدليل انه وعندما وصل سعر سهم اعمار إلى 12,05 بدا البعض يبيع خشية جني الأرباح وتراجعه مجددا، وهنا يتعين على المشتري الذي يقبل على سهم اعمار اليوم بينما كان يرفضه قبل أسبوع رغم أن سعره كان اقل بنسبة 10% ، عليه أن يسأل نفسه لماذا اشتري وهل هدفي المضاربة السريعة والفوز بربع درهم أم أن نظرتي متوسطة إلى بعيدة الأمد·
وردا على سؤال حول إمكانية تكرار سيناريو أغسطس عندما ارتفعت السوق بقوة وبنسبة وصلت إلى 11% قال ياسين إن الصعود في أغسطس جاء أيضا على خلفية تقارير تحدثت عن تقييم السوق بأقل من قيمته الحقيقية، وهناك إمكانية لمواصلة النمو هذا الشهر مع فترات من جني الأرباح لكن الاتجاه العام يبقى ايجابيا، وستكون السوق بحاجة إلى عدة مليارات من السيولة الجديدة خلال الشهر الحالي لتجاوز الأسعار الحالية وكسر نقاط المقاومة التالية سواء لأسعار الأسهم أو للمؤشرات· وأعرب ياسين عن اعتقاده أن من ايجابيات تحسن السوق في الأيام الثلاثة الأخيرة أنها أكدت عدم وجود ارتباط حقيقي بي سوقنا والسوق السعودية، كما أنها أسهمت في تحسن المزاج العام والحالة النفسية للمستثمرين·
عدد اليوم
