الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خلافات حادة في مستهل نقاشات «وحدة اليمن»

خلافات حادة في مستهل نقاشات «وحدة اليمن»
10 سبتمبر 2013 23:55
التأمت أمس الثلاثاء في العاصمة صنعاء لجنة “ثمانية زائد ثمانية”، المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والمكلفة بتقرير مصير الوحدة الوطنية بين شمال وجنوب اليمن المعلنة في مايو 1990. وضمت اللجنة 16 عضوا مناصفة بين الشمال والجنوب، وذلك بموجب اتفاق توصلت إليه مؤخرا القوى السياسية الرئيسية المنخرطة في مؤتمر الحوار الوطني، الذي بدأ في صنعاء منتصف مارس، كأهم إجراء في عملية انتقال السلطة في اليمن التي ينظمها اتفاق مبادرة دول الخليج العربية منذ أواخر نوفمبر 2011. وشهدت الجلسة الأولى من المفاوضات بين خلافات حادة بين الطرفين بعد رفض الجنوبيين منح أحزاب سياسية مؤيدة للوحدة الوطنية ثلاثة مقاعد ضمن الفريق الجنوبي المكون من ثمانية أعضاء، خمسة منهم يمثلون “الحراك الجنوبي” الذي يقود الاحتجاجات الانفصالية في جنوب اليمن منذ مارس 2007. وكانت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار، وبالتنسيق مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، قررت الاثنين منح ثلاثة مقاعد في الفريق الجنوبي لجنوبيين ينتمون لأحزاب “المؤتمر الشعبي العام”، الذي يرأسه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، و”الاشتراكي”، الذي كان يحكم الجنوب سابقا، و”الإصلاح”، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في هذا البلد. وضمنت قائمة الفريق الجنوبي، حسب بيان المركز الإعلامي لمؤتمر الحوار الوطني، خمسة ممثلين عن “الحراك الجنوبي”، هم محمد علي أحمد، خالد بامدهف، رضية شمشير، بدر باسلمة، لطفي شطارة، إضافة إلى علي عشال (إصلاح)، أحمد عبيد بن دغر(مؤتمر)، وعبدالرحمن عمر السقاف (اشتراكي)، فيما ضمت قائمة الفريق الشمالي ثمانية أعضاء، خمسة منهم يمثلون أحزاب “المؤتمر”، “الاشتراكي”، “الإصلاح”، “التنظيم الوحدوي الناصري”، و”العدالة والبناء” الليبرالي، وعضو ينوب عن جماعة الحوثي المسلحة في الشمال، وعضوان يمثلان مكونات الشباب والمرأة والمجتمع المدني المشاركة في مؤتمر الحوار، الذي من المفترض أن يختتم جلساته في 18 الشهر الجاري. وأعضاء الفريق الشمالي هم: محمد قحطان (إصلاح)، أحمد الكحلاني (مؤتمر)، قادري أحمد حيدر (اشتراكي)، محمد أبو لحوم (عدالة وبناء)، عبدالله نعمان (التنظيم الناصري)، ومحمود الجنيد ممثلا عن جماعة الحوثي، التي تتخذ من “أنصار الله” مسمى لها. وتعذر اختيار العضوين السابع والثامن في الفريق الشمالي، واللذين سيمثلان مكونات الشباب والمرأة ومنظمات المجتمع، بسبب خلافات داخل هذه المكونات. وانسحب ممثلو “الحراك الجنوبي” في الفريق الجنوبي بعد مرور نحو ساعة من انعقاد الاجتماع احتجاجا على منح ثلاثة مقاعد لأحزاب المؤتمر والإصلاح والاشتراكي، حسبما أفادت مصادر في الحوار الوطني لـ(الاتحاد). وذكرت تلك المصادر أن كبير مفاوضي الحراك الجنوبي، محمد علي أحمد، اعترض بشدة على منح جنوبيين ينتمون لأحزاب سياسية مقاعد في الفريق الجنوبي، وطالب بضرورة أن يكون جميع أعضاء الفريق ممن “يمثلون القضية الجنوبية”. وأثار انسحاب ممثلي الحراك فوضى داخل قاعة الاجتماع الذي شهد في بداياته انتخاب القيادي البارز في حزب “الإصلاح”، محمد قحطان، ناطقا باسم لجنة “ثمانية زائد ثمانية”. وحسب المصادر السابقة فإن كبير مفاوضي مكون “الحراك الجنوبي” اجتمع في وقت لاحق الثلاثاء مع المبعوث الدولي، وأمين عام مؤتمر الحوار الوطني، أحمد عوض بن مبارك، من دون أن ترد معلومات بشأن نتائج اللقاء. ورفض قحطان، عندما اتصلت به (الاتحاد) مساء الثلاثاء، التعليق على انسحاب “الحراك الجنوبي” من الاجتماع، مكتفيا بالإشارة إلى أن الاجتماع شهد نقاشا “في جو من الشفافية والصراحة”، وأن اللجنة ستبحث في اجتماعها الثاني، اليوم الأربعاء، جدول أعمالها خلال الفترة الزمنية المحددة. وتعد القضية الجنوبية أبرز أجندة مؤتمر الحوار الوطني الشامل، تليها قضية الصراع المسلح والمذهبي الدائر في محافظة صعدة (شمال) منذ 2004. وأقرت لجنة منبثقة عن الفريق المكلف بحل قضية صعدة، أمس الثلاثاء، أربعة قرارات جديدة كمقترحات إضافية لحل هذه القضية، منها منح الدولة وحدها الحق في “جباية الضرائب والزكاة وأية رسوم تفرض وفقا للقانون”، وإلزام السلطات الحكومية برعاية “ضحايا النزاعات المسلحة من النساء والأطفال ممن لا عائل لهم من غير أسر الشهداء والجرحى”. إلى ذلك، أشاد الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، باتفاق المبادرة الخليجية في منع انزلاق بلاده في عام 2011 إلى آتون حرب أهلية بعد تفاقم الاحتجاجات المناهضة والمؤيدة لسلفه، علي عبدالله صالح. وقال هادي، لدى استقباله في صنعاء الثلاثاء نائب رئيس مجلس الشورى البحريني، جمال فخرو، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس، خالد آل خليفة،: “الحمد لله اننا تجنبنا ويلات الحروب والمحن وغلبنا الحوار من اجل امن وسلامته واستقرار اليمن”، مؤكدا أهمية الحوار في معالجة كافة القضايا العالقة “ومهما اختلف الناس وتقاتلوا فان المرجع في الأخير وحل الخلاف لا يأتي إلا عبر طاولة الحوار”. وفيما أكد هادي متانة العلاقة التاريخية والأخوية بين اليمن ومملكة البحرين، اشار المسؤول البحريني إلى أن خروج اليمن من أزمته الحالية “امر يهم المنطقة كلها باعتبار اليمن الدرع الواقية لها”.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©