خرجت جلسة ''كيف يتعايش الشرق الأوسط مع الأخطار النووية؟'' عن النص المحدد لها حيث ركز المتحدثون في المنصة الرئيسة في كلماتهم على المخاوف التي قد تتعرض لها بلدان المنطقة نتيجة الخطر النووي الإيراني، متجاهلين بشكل بدا متعمداً الأخطار الأخرى التي تعتبر أكثر تهديداً والمتمثلة في المفاعلات النووية الإسرائيلية القائمة بالفعل، وهو الأمر الذي أثار حفيظة كثير من الجمهور في قاعة الندوة والذي ما لبث أن انتهى المتحدثون من استعراض سيناريوهاتهم المختلفة وفتح المجال إلى الأسئلة، التي أخرجت الندوة عن مسارها الموضوع في جدول أعمال الممتدي·
فيما دعا آخرون إلى ضرورة الحديث عن إخلاء منطقة الشرق الأوسط بأكملها من أسلحة الدمار الشامل بلا استثناء·
واتفق عدد من الخبراء والإعلاميين المشاركين في الجلسة على رفض الخيار العسكري لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، مؤكدين أن على دول المنطقة أن تشارك بجدية في وضع الحلول الناجعة للخروج من هذه الأزمة من دون اللجوء إلى تدخلات خارجية·
وقال غراهام أليسون، مدير كلية جون ف· كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد: ''إن الدول الغربية المعنية بالمسألة النووية الإيرانية كافة تدرك تماماً سعي إيران للحصول على السلاح النووي''، مشيراً إلى وجود مسارين في هذا الاتجاه، أحدهما واضح يتعلق بالأنشطة النووية الإيرانية المعروفة للجميع، والتي تمارس ضمن منشآت تخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث تحتاج إيران إذا لم تعلق أنشطتها في هذا المسار إلى 5 - 01 سنوات لصنع القنبلة الذرية·
وقال غراهام: ''إن بعض المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن إيران تخوض مساراً آخر تقوم من خلاله بتطوير قدراتها النووية سراً''·
وتحدث براكاش شاه، المستشار الأول للعلاقات الخارجية في مجموعة دودسال، عن التجربة النووية الهندية·
وقال براكاش: إن السبب الرئيس الذي يدفع الدول للتفكير بتطوير أسلحة نووية يتعلق بمخاوفها من التهديدات وحرصها على حماية أمنها الوطني، وهو ما دفع الهند لاعتماد هذا الخيار بعد أن أصبحت الصين قوة نووية· من جهة أخرى كان موقف ديفيد اغنيشيوس، مدير التحرير المساعد وكاتب المقال في صحيفة واشنطن بوست، مغايراً نسبياً للموقف في الغرب، حيث قال: إن صورة إيران في الغرب مغلوطة، والرئيس الإيراني ليس ذلك الإنسان الناري الذي يطلق التهديدات في كل اتجاه، ولكنه يمتلك رؤية واضحة تستهدف تعزيز دور إيران الإقليمي
خلص المشاركون في الندوة إلى أن الحل الأمثل لمواجهة الأخطار النووية في الشرق الأوسط يقوم على محورين أساسيين يتمثلان في مشاركة الدول المعنية كافة من داخل وخارج المنطقة في وضع الحلول المناسبة، والوصول إلى اتفاق قطعي ونهائي حول جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل·
عدد اليوم
