الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سؤال يبحث عن إجابه: إذا صلحت الحكومات.. فهل نحتاج إلى الديمقراطية؟

7 ديسمبر 2006 01:10
باحث أميركي: الإسلام والفقر بريئان من نقص الديمقراطية في الوطن العربي اعتبرت جلسة '' إذا صلحت الحكومات: فهل نحتاج إلى الديمقراطية ؟'' أغرب جلسة على مدار الأيام الثلاثة من انعقاد المنتدى الاستراتيجي العربي، حيث لم يتم التطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى الموضوع المطروح، كما لم يتم الإجابة على السؤال المطروح حتى بعد أن أشار أحد الحضور - سفير يمني - إلى أن المتحدثين لم يتكلموا عن الموضوع المطروح· أيضاً من الملفت أن الجلسة شهدت انقسامات حادة بين المتحدثين، لكن الأكثر غرابة أن تلك الانقسامات كانت بين المتحدثين العربيين عبدالباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربية الصادرة من لندن، وراغدة ضرغام كاتبة مقال ومراسلة دبلوماسية بجريدة الحياة، إلا أن الأول استطاع كسب الجولة ونال استحسان الحضور الذين اثنوا خلال مشاركتهم على أرائه المطروحة· كما نال استحسان الحضور المتحدث جوشوا مورافتيشيك الباحث المقيم في معهد انترابرايز الأميركي لبحوث الإدارة الحكومية عندما أكد أن غياب الديمقراطية في العالم العربي ليس له صلة بالإسلام، بدليل وجود تجارب ديمقراطية جيدة في العديد من دول العالم ذات الأغلبية المسلمة· وكان الحديث البديل لموضوع الجلسة هو الديمقراطية في العالم العربي وصلتها بالنموذج الغربي، وطبيعة الدعوة الأميركية إلى تطبيق الديمقراطية في المنطقة وما إذا كان ذلك مجرد كلمة حق يراد بها باطل·· وقال عبدالباري عطوان في بداية الجلسة التي أدارها الإعلامي غسان طهبوب المستشار الإعلامي في المكتب التنفيذي بدبي: إن الديمقراطية في العالم العربي يراد لها أن تكون وفق المواصفات الأميركية، في حين من المفترض أن تكون الديمقراطية التي نتطلع إليها هي التي تراعي خصوصيتنا، مشيراً إلى انه عند النظر إلى ممارسات الأنظمة للديمقراطية في المنطقة، سنجد أن الجانب الوحيد الذي تمت ممارسته هو الانتخابات، لكن الإشكالية الأكبر إن تلك الانتخابات تكرس وجود الأنظمة نفسها· وأوضح أن ما يحدث في العالم العربي هو انتخابات تأتي بنفس الحاكم وربما يكون التغيير الوحيد هو تراجع النسبة التي يحصل عليها الحاكم من 99,9% إلى 79% مثلا، حتى إن بعض الحكام العرب أصبحوا ينصحون حكام الغرب بتعديل الدستور ليستمروا هم أيضاً في الحكم، مشيراً إلى أن الديمقراطية من وجهة نظره هي ليس فقط الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وإنما تطبيق العدالة· وأكد رئيس تحرير جريدة القدس العربي أن الديمقراطية هي حزمة من الإصلاحات والأمور، حيث يجب أن تتضمن الفصل بين السلطة التشريعية والتنفيذية وتكوين نظام قضائي مستقل يضمن المساواة بين الشعب، وكذلك التوزيع العادل للثروة، لافتاً إلى أن الديمقراطية التي سعى الغرب إلى فرضها علينا فشلت في العراق وأفغانستان، منوهاً أن الغرب يريد لنا ديمقراطية تأتي بحكام من صنعهم· وعن المخرج وتصحيح الأوضاع في العالم العربي، أشار عبدالباري عطوان إلى أن الحل الحقيقي لإحلال الديمقراطية هو التمسك بالديمقراطية على أساس وطني ومواجهة الهيمنة الأميركية بالإضافة إلى احترام حقوق الإنسان· ثم تحدث بعد ذلك جوشوا مورافتيشيك الباحث المقيم في معهد انترابرايز الأميركي لبحوث الإدارة الحكومية، مشيراً إلى أن عقبات ومشاكل الديمقراطية في العالم العربي تختلف عن عقباتها في العالم الغربي، مؤكداً أن النقص في الديمقراطية في العالم العربي شيء خطير جداً، مدللاً على ذلك بوجود 172 دولة خارج العالم العربي منها 123 دولة تطبق الديمقراطية وهو ما يعادل أن 70% من الدول تنتخب حكوماتها· ثم تطرق جوشوا إلى الأسباب التي يعتبرها البعض سبباً لنقص الديمقراطية عربياً، موضحاً إن البعض يرجع ذلك إلى الفقر، لكن هذا التفسير غير منطقي، لأنه توجد دول أكثر فقراً لكنها تمارس الديمقراطية كما هو الحال في أفريقيا، والبعض في الغرب يرجع ذلك إلى الإسلام، وهذا الاعتقاد عار من الصحة جملة وتفصيلاً، حيث توجد دول إسلامية تمارس الديمقراطية كما هو الحال في تركيا وماليزيا· وخلص جوشوا إلى أن التعريف المتكامل للديمقراطية يمكن اختصاره في أربعة عناصر هي الانتخابات وحرية التعبير وكذلك سيادة القانون بالإضافة إلى أن يشارك كل مواطن في إبداء الرأي وصناعة القرار· أما راغدة ضرغام كاتبة مقال ومراسلة دبلوماسية بجريدة الحياة، فقد تقاطعت في الحديث مع المتحدثين السابقين وخاصة مع عطوان الذي أخذت عليه دعمه لاختيار الشعوب التي تأتي بالإسلاميين إلى الحكم، إلا أنها اتفقت مع المتحدث الأميركي على أن العالم العربي يعاني من نقص ديمقراطي، مشيرة إلى إن الأميركيين لم يأتوا يوماً للعراق لنشر الديمقراطية، موضحة إن غزو العراق قضى على التيارات المعتدلة في العالم العربي وساعد على نمو حركات التطرف·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©