الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الزواج» أوثق العقود في الشريعة الإسلامية

«الزواج» أوثق العقود في الشريعة الإسلامية
16 سبتمبر 2011 01:33
الزواج باب للخيرات، ومدخل للمكاسب العديدة للفرد والمجتمع، من أوثق العقود في الشريعة الإسلامية وأجلها لذا اشترط لتمامه شروط ولقيامه أوصاف خاصة والسبب في ذلك يعود إلى ما وراء هذه الرابطة من فوائد عظيمة تعود على الفرد والأسرة والمجتمع والأمة والزواج على الجانب الإنساني رباط وثيق يجمع بين الرجل والمرأة، وتتحقق به السعادة، وتقر به الأعين، وهو السبيل الشرعي لتكوين الأسرة الصالحة، التي هي نواة الأمة الكبيرة. قال الدكتور إسماعيل يوسف أستاذ الطب النفسي بجامعة قناة السويس إن كل ما جاء في كتاب الله عز وجل صحيح ومطابق للعلم فالزواج سنة نبوية وشريعة إلهية، فمن أعرض عن الزواج فإنه يخالف بذلك تعاليم الخالق وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، يقول تبارك وتعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآَيات لقوم يتفكرون» الروم 21. فهذه المودة والرحمة والهدوء والاستقرار النفسي تنشأ بفعل الزواج لأن الله تعالى يريد أن يؤكد لنا من خلال هذه الآية ضرورة الالتزام بقانون الزواج وعدم مخالفته، وتؤكد الأبحاث أن منافع الزواج لا تقتصر على الفوائد المتعلقة بالاستقرار، وإنما تعدت ذلك إلى خفض نسبة الفقر في المجتمع وهذا يعني أن الزواج وسيلة لزيادة الدخل، وهذه حقيقة علمية وليست مجرد مقولة ومن هنا نستطيع أن ندرك أن الآية الكريمة تحوي إعجازا وأن الزواج بحد ذاته آية ومعجزة تستحق التفكر فالزواج سنة إلهية منذ خلق الله سيدنا آدم عليه السلام، واستمرت هذه السنة عبر الأزمنة والعصور. واجبات الزواج وأضاف:رغب النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج، وحث عليه، وأمر به عند القدرة عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة ـ أي القدرة على تحمل واجبات الزواج ـ فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» ـ أي وقاية وحماية، وعن أنس رضي الله عنه، قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبِروا كأنهم تثاقلوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا، فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر: أنا أعتزل النساء، فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله، إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني». حاجة وضرورة وبين أن الزواج حاجة وضرورة ملحة للبشر وقد وفر الإسلام عناء البحث والتجربة وأعطانا مباشرة التعاليم الصحيحة وأما عن ثمراته فهي كثيرة، فالزواج طريق شرعي لاستمتاع كل من الزوجين بالآخر، ومنهل عذب لكسب الحسنات ووسيلة لحفظ النسل، وبقاء الجنس البشرى وسبيل للتعاون، فالمرأة تكفي زوجها تدبير أمور المنزل، وتهيئة أسباب المعيشة، والزوج يكفيها أعباء الكسب، وتدبير شؤون الحياة، كما يساهم الزواج في تقوية أواصر المحبة والتعاون من خلال المصاهرة، واتساع دائرة الأقارب، قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. وقال الدكتور إسماعيل يوسف إن الأبحاث والدراسات رأت إن معدلات عمر المتزوجين أعلى من الذين فضلوا العيش وحدهم، فالأعزب لا يجد من يعتني به، ويضفي على حياته السعادة، ويمده بالنصائح والزواج يمنح الإنسان السعادة، والتفكير الإيجابي، والسعداء يتمتعون بعلاقات اجتماعية أقوى، كما أن كلام المتزوجين المليء بالحب والحنان والعاطفة له تأثير على تخفيف التوتر النفسي، ويقلل من حدة الإحساس بالإحباط، والمعروف أن الزواج السعيد يحفز الرجل على التركيز، والإبداع، والإنتاج، ويدفع المرأة للعطاء والحب أكثر. الكثير من الفوائد وتؤكد الدكتورة صفاء السعدني الخبيرة الاجتماعية بمركز دراسات الأسرة بجامعة عين شمس بالقاهرة أن رباط الزوجية يقدم الكثير من الفوائد الصحية والاجتماعية، فالسعادة الزوجية تؤدي إلى إنتاجية أكبر في العمل، وتمد بالقدرة على التغلب على الضغوط، وتوابع مشاكل العمل والاصطدام بالمجتمع ويساهم الزواج في خفض احتمال الإصابة بالاكتئاب والضغط النفسي وضغط الدم ويعالج الأرق ويحمي الزوج من سرطان البروستاتا ويقوي القلب. وأكدت دراسة سويسرية حديثة أن الزواج يقي الرجال والنساء متاعب الصداع ويساعد على التخلص من الضغوط النفسية والعصبية ويساعد على علاج الأرق ويساعد على الاستقرار النفسي. وأوضحت أن الملحدين عزفوا عن الزواج ولجأوا إلى الصداقة والفاحشة، فكانت الأمراض المعدية، والاكتئاب الذي يعصف بالمجتمع الغربي وينادي علماء الغرب اليوم وبعد دراسات طويلة بالزواج كضرورة ماسة لصحة الفرد وزيادة دخله واستقرار حالته النفسية، ويؤكدون أن الزواج أفضل من الرهبانية. واعترف الباحثون بأن الزواج ينعكس بشكل أفضل على الأطفال وأن العلاقات الزوجية تكون أكثر استقرارا، وبالتالي استقرار الأطفال في المنزل ووجدوا أن 70 في المئة من المجرمين يأتون من بيوت غير شرعية. وجاء في دراسة حديثة أن المتزوجين في صحة أفضل من العزاب رغم أن الرجال المتزوجين أكثر عرضة لزيادة الوزن أو البدانة فالرجل المتزوج أكثر قدرة على التركيز والإبداع، أما المرأة المتزوجة فأنها أكثر قدرة على العطاء، والشخص الذي يعزف عن الزواج يكون معرضا لأمراض التوتر النفسي والنوبات القلبية. وأشارت إلى أن الله تعالى قد أودع بين الزوجين شعورا متبادلا يؤدي إلى سكون الزوج إلى زوجته، وسكونها إليه، وبالتالي تزداد بينهما المودة والرحمة. ويؤكد الباحثون أن معظم حالات الإصابة بالإيدز ناتجة عن العلاقات المحرمة والمخدرات، وهذه هي نتائج من يبتعد عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها. ثم جاء بعض الدراسات يؤكد ضرورة «إشباع» الجانب العاطفي لدى الإنسان ليتمتع بصحة أفضل، فأكدوا أن المتزوجين أكثر سعادة ويتمتعون بجهاز مناعي أقوى.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©