برامج إنقاص الوزن تنعكس إيجاباً على موازنات قطاع الرعاية الصحية

كشفت دراسة حديثة أنه يمكن لقطاع الرعاية الصحية بكل دولة ومجتمع أن يُوفر ملايين الدولارات في حال النجاح في إقناع أفراد المجتمع الذين ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بمرض السكري بسبب وراثي أو عامل غذائي أو غيره، أو المُعرضين للإصابة بأمراض القلب بالمشاركة في البرامج المجتمعية للتخسيس وإنقاص الوزن. وقدر الباحثون المدخرات التي يمكن لقطاعات الرعاية الصحية أن تُراكمها كل سنة بملايين الدولارات في حال انخراط ملايين المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و64 سنةً في برامج تُساعدهم على إنقاص الوزن، والحصول على نمط حياة صحي أفضل، وتبني عادات غذائية أحسن. واستند الباحثون لإنجاز هذه الدراسة إلى بيانات برنامج الوقاية من السكري الذي يجري تطبيقه في المجتمع الأميركي انطلاقاً من العام الحالي ويشمل 50 مرفقاً و24 ولاية. وفي دراسة حول برنامج مُماثل، فقد المشاركون نسبة 7% من وزن أجسامهم وتمكنوا في الحفاظ على الوزن المستهدف لأكثر من 2,8 سنوات. وتراجع معدل انتشار مرض السكري بنسبة 71% في صفوف الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً. واقترح الباحثون إطلاق برنامج يُغطي مختلف أنحاء الولايات المتحدة ويستهدف الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 60 و64 سنةً، غير المشمولين بعد بأنظمة الرعاية الصحية، من الذين لديهم قابلية مسبقة للإصابة بالسكري، وكذا من تفوق مؤشرات كتلهم الجسمية 24 ممن يُصنفون من البُدناء وزائدي الوزن، بالإضافة إلى المُعرضين للإصابة بأمراض القلب. وعند حساب المدخرات التي يمكن مُراكمتها خلال مدة 10 سنوات، مع الأخذ بعين الاعتبار أمد كل شخص، توصل الباحثون إلى أن نسبة المشاركة حددت النتائج. فالمجموعة الأولى شارك فيها 70%، والثانية شارك فيها 55% فقط. وإذا كان 70% من الأشخاص المؤهلين ممن تتراوح أعمارهم بين 60 و64 سنةً وتفوق مؤشرات كتلهم الجسمية 24، فإن البرنامج سيُكلف حوالي 590 مليون دولار. لكن هذا يعني أيضاً أنه سيُحقق مدخرات صافية تُقدر بـ2,3 مليار دولار خلال مدة عشر سنوات ومدخرات صافية في حال المشاركة مدى الحياة قيمتها 9,3 مليار دولار. وفي حالة المجموعة الأخرى التي شهدت مشاركة 55%، ستبلغ المدخرات الصافية خلال نفس المدة (عشر سنوات) 1,8 مليار دولار و7,3 مليار دولار عن مشاركتهم مدى الحياة. وإذا أضفنا الأشخاص الذين يُعانون من السمنة وزيادة الوزن ويعانون في الوقت عينه من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومستوى الكولسترول (حتى إن كانوا غير معرضين للإصابة بالسكري)، فإن ذلك يعني إضافة مدخرات جديدة قيمتها 1,4 مليار دولار، ومدخرات أخرى عن المشاركة مدى الحياة بقيمة 5,8 مليار دولار بالنسبة لمجموعة 70% من المشاركين. كما يعني ذلك بالنسبة لمجموعة الـ55% مدخرات زائدة بقيمة 1,2 مليار دولار، ومدخرات المشاركة مدى الحياة بقيمة 4,6 مليار دولار. ومن المعلوم أن علاج السكري عالي التكلفة، يقول البروفسور كينيث ثورب من جامعة إيموري الذي قاد فريق البحث في تصريح له لمجلة “شؤون صحية”. ويُضيف “النسبة العُظمى من نمو معدل الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية له صلة بارتفاع معدلات الإصابة بالسكري والكولسترول وضغط الدم، وهي أمراض يمكن لإنقاص الوزن أن يُسهم بشكل كبير في مُعالجتها. وهو ما يُفضي إلى الاستنتاج أن إطلاق برامج من هذا النوع ينعكس إيجاباً على ميزانية الدولة وعلى صحة الأفراد ويزيد إنتاجيتهم في الوقت نفسه”. ويُركز الدعاة إلى إطلاق برامج تخسيس الوزن على أن التأكيد على أن التحدي لا يكمُن في إنقاص الوزن فقط، بل في الحفاظ على الوزن المنشود بعد تحقيقه. عن “لوس أنجلوس تايمز”