الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صفاء عزمي: تنشئة جيل قارئ مسؤولية اجتماعية مشتركة

صفاء عزمي: تنشئة جيل قارئ مسؤولية اجتماعية مشتركة
9 ديسمبر 2010 20:06
هي طبيبة أسنان متخصصة، مارست طب الأسنان ما بين مصر وبريطانيا والإمارات، لكن حبها لأطفالها الثلاثة جذبها إلى عالم القصص، حيث برعت صفاء عزمي في مجال الكتابة للطفل فأصدرت 35 كتابا قصصيا يتناسب مع عالم الصغار الملون، في محاولة لجمع التربية والمتعة بحيث تبقى معاني القصة راسخة في عقولهم. تفننت عزمي في جذب الأطفال للقراءة، حتى صارت متخصصة في إلقاء دورات تنمية مهارات القراءة المختلفة لدى الأطفال ما بين عمر السادسة إلى الثانية عشرة. وتحاول شرح واقع القراءة في المجتمع العربي فتقول “مازال الاهتمام بالقراءة محدودا للغاية حتى بين الأمهات المتعلمات، فهي بنظر الأغلبية مرتبطة بالدراسة، والمناهج الدراسية لا تشجع كثيرا على القراءات الخارجية والبحث والأمر يسري على جميع البلاد العربية بدرجات متفاوتة”. سلاسل اللغة وقدمت عزمي لمكتبة الطفل العربية العديد من الكتب أهمها سلسلة “أحلام سعيدة”، و”تعلم وتكلم”، وهي تدرك دور الأم في تنمية القراءة عند صغيرها، إلى ذلك، تقول “منذ الولادة يستمتع الصغير بالأغنية التي تغنيها أمه له، ومع الوقت تصبح الأغنية شيئا مميزا يشتاق له الطفل، وعند عمر سنتين على الأم إمساك الكتاب والقراءة بينما تشير للصور، وعند عمر سنتين ونصف من الممكن أن نبدأ في قراءة قصة، وعند ثلاث سنوات تشير للصورة والكتابة حتى يدرك الطفل أن الكتابة هي أصوات منطوقة، ويدرك كذلك كيفية التعامل مع الكتاب، وهكذا يرتبط الطفل بالكتاب”. تقول عزمي “على الأم أن تشجع صغيرها على القراءة حينما يبدأ بتعلم الحروف الأولى وتركيب الجمل، مع التأكيد على أهمية أن يكون وقت القراءة وقتا ممتعا يتشارك فيه الأم والأب والصغار، ومن ثم تعليم الطفل أسس اختيار الكتاب المناسب له عبر التعرف إلى ميول الطفل القرائية ومساعدته على الاستقلال في الاختيار وهذا ما يولد لديه حب القراءة والإقبال عليها”. وحول دور المدرسة في تنمية عادة القراءة عند الطفل، تقول عزمي “في الماضي كانت القراءة الخارجية في المدرسة مرتبطة بحصة المكتبة والاستعارة للقراءة في البيت، ولكن التجارب أظهرت أن سلاسل القراءة المتدرجة هي أهم الوسائل التي تساعد على إتقان اللغة وتنمية السرعة في القراءة، وهذه السلاسل تستخدم في الصف بالموازاة مع المنهاج المدرسي كقراءة حرة وترسل مع الطفل إلى المنزل، ولا يشترط فيها مستوى معين للطفل فقد يكون أحد التلاميذ في الصف في مستوى أعلى من زميله وكلا منهما يقرأ الكتاب المناسب لمستواه القرائي والهدف هنا هو إحراز تقدم وليس الامتحان ولا المنافسة”. التفوق الدراسي تؤكد عزمي أهمية القراءة في تعزيز مستوى التحصيل الدراسي لدى الأطفال، وتقول “توسع القراءة مدارك الطفل والمناهج الحديثة في العلوم والتاريخ وغيرها، والتي تحتاج من الطالب القيام بأبحاث وقراءات خارجية لتعزيز المادة التي يتم تدريسها، والطالب المعتاد على القراءة يجد أن البحث العلمي شيء ممتع وكسر للروتين المدرسي، أما الطالب الذي لم يعتد على القراءة فيجد أن البحث واجب ثقيل. كما أن الاهتمام باستعمال الأساليب التقنية الحديثة لتعليم الطفل القراءة يساعد الأهل كثيرا على دفع صغيرهم لهذه الهواية”. وتتابع “في المراحل الأولى هناك الكثير من برامج الكمبيوتر القرائية والأنشطة المفيدة للطفل تساعد الطفل على التفاعل، ولكن لا بد أن ندرك أن استخدام الكتاب الورقي يعطي فرصة كبيرة للتواصل بين الأبوين والطفل في المراحل الأولى من حياته، فهو يمكن أن يسأل والكبار يجيبون، يمكن أن نعرف من خلال القراءة مع الطفل ميوله واتجاهاته واهتماماته، كما أن الذهاب للمكتبة واختيار وتصفح كتاب عملية ممتعة ومفيدة للغاية تتيح للطفل التعرف على مجموعة متنوعة من الكتب”. طريقة خاصة تكشف عزمي طريقتها الخاصة في تعليم الصغار القراءة عند تنظيمها لدورات مهارات القراءة، فتقول “أقدم دورات القراءة للمراحل 5-9 سنوات أقوم بإلقاء القصص على الشاشة من خلال الحكاية المصورة والكتب التي أؤلفها لهذه المرحلة عادة ما تكون مقفاة، وأشارك الصغار في توقع أحداث القصة، وترديد بعض المقاطع المقفاة بصورة جماعية وفي النهاية أشجعهم عن التعبير عن رأيهم في القصة، كما أتحدث معهم عن كيفية اختيار الكتاب المناسب، ونقوم بعمل أنشطة قرائية مثل قراءة كتاب بدون عنوان ويقوم الصغار باختيار العنوان المناسب، وتقديم قصة مصورة بدون كلمات ويقوم الصغار بتأليف كلمات للقصة، وحلقات القراءة السريعة حيث يتسابق الصغار في قراءة أكبر عدد من القصص في وقت محدد والكثير من الأنشطة الأخرى”. وتوضح “يمكن بعدها الدخول إلى مرحلة القراءة الصامتة والسريعة هي نتاج عدة مراحل سابقة من البدء والمساعدة والتشجيع، وفي سلاسل “اقرأ في الواحة” والقراءة المتدرجة قمت في نهاية كل كتاب بشرح كيفية التعامل مع الطفل في وقت القراءة من المرحلة الأولى حتى نصل في المرحلة الرابعة إلى مستوى القراءة الصامتة والسريعة”. ومن تجربتها في تعليم الصغار، تجد عزمي أن الإناث أكثر إقبالا على القراءة من الذكور، وذلك لأن البنت طبيعتها أكثر هدوءا واستماعا لنصائح الوالدين، ولكن إذا توفرت نية الأسرة والمدرسة والمجتمع على تربية طفل قارئ فإن البنت والولد سيتجاوبان بنفس القدر. انتقاء كتب الطفل تقول عزمي “من الضروري أن تهتم الأسرة بانتقاء قراءات الصغار ومراقبتها لأننا نستطيع أن نتحكم فيما يقرأه الصغار في المراحل الأولى ولكن لا نستطيع فيما بعد، لذا يجب مراعاة أن يكون اختيارنا للكتب يتناسب مع عمر الصغير وإدراكه للمفاهيم، وكذلك الابتعاد عن التقليدية في طرح المواضيع، لأن الحديث المباشر عن الدين والقيم والوطن بدون لغة راقية ممتعة أومثيرة أو تأليف تقليدي يجعلنا نفقد القارئ الطفل، والدين الإسلامي هو حياة متكاملة في أرقى صورها فالحديث عن الدين كممارسة ومضمون في القصة هو ما يجب أن نسعى إليه”. ولأن دفع الصغار للقراءة ليس مسؤولية الأسرة وحدها، تقول عزمي “دورنا لا يقتصر على تنمية طفل قارئ فقط، بل تنمية طفل له هواية وعنده وعي ورأي وإدراك للصواب والخطأ، ويعرف أهدافه في الحياة وهي الطريق بين أفكار الكبار وعقول الصغار وذلك من خلال قصة أو مجلة أو كتاب. والمجتمع الواعي المدرك لهذه الحقائق يقدم كل إمكاناته وتعاونه كي يقدم الكتاب بطريقة ملائمة وجذابة، فتقدم مؤسساته الدعم المادي والمعنوي والإعلامي لكتب الطفل، ويتشارك كتابه لتقديم مؤلفات عربية مؤلفة ومرسومة ومكتوبة بطريقة جذابة ومشوقة نستخدم فيها لغتنا الجميلة من واقع بيئتنا وحياتنا المعاصرة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©