بيروت -''الاتحاد''، وكالات الأنباء: دعت المعارضة اللبنانية في بيان لها مساء امس الى تظاهرة جديدة الاحد المقبل في وسط بيروت ملوحة باللجوء الى اشكال جديدة من الاحتجاج السلمي في هذا اليوم الذي وصفته بانه سيكون تاريخيا ومفصليا
من جهته دعا رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة المعارضة لإنهاء التظاهرات في الشارع والعودة إلى طاولة الحوار وتعهد بأنه لن يجبر على الاستقالة·وقال السنيورة أمام مجموعة من مؤيديه في مقر الحكومة في وسط بيروت ''إن الشارع لا يحل أي مشكل·لا يوجد طريقة ثانية لحل المشاكل إلا بالجلوس والحوار سويا''·
وقال السنيورة ''موضوع التظاهر لا يعطي نتيجة ، يحفر خنادق لا يعمر بلدا، نحن نفتح قلبنا ونفتح صدرنا ونمد أيدينا وندعو الجميع إلى طاولة لحل المشاكل''·
في تطور آخر أطلق مجلس المطارنة الموارنة في لبنان أمس مبادرة متكاملة لحل الأزمة الحالية ترتكز خصوصا على إقرار المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تطالب بها المعارضة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تتمسك بها الموالاة·
وتنطلق هذه المبادرة في البداية من ''إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي انطلاقا من الايمان بمبادئ العدالة ورفض الإرهاب''·يليها ''لملمة الوضع المتفجر من خلال تأليف حكومة وفاق وطني تؤمن مشاركة واسعة وتجد حلولا خصوصا على الصعيدين الأمني والاقتصادي· وإذا تعذر ذلك السعي الى تأليف حكومة من مستقلين تعمل على إقرار قانون جديد للانتخاب على أساس الدوائر الصغرى''·
وتدعو المبادرة أيضا إلى ''إيجاد حل لواقع رئاسة الجمهورية الذي لا يعقل ان يستمر مع المقاطعة الحاصلة لها دوليا وداخليا'' وذلك عبر ''تقريب موعد الانتخاب لاختيار شخص يتم الاتفاق عليه''·
كما دعت المبادرة الى ''استكمال تطبيق اتفاق الطائف خصوصا بما يتعلق برفض توطين الفلسطينيين وعلى حصر السلاح في يد القوى الأمنية الشرعية'' في إشارة غير مباشرة الى احتفاظ حزب الله بسلاحه لمواجهة اسرائيل· وفي بيان صدر في ختام اجتماعه الشهري ناشد مجلس المطارنة الذي يرئسه البطريرك نصر الله صفير رئيس مجلس النواب نبيه بري زعيم حركة أمل ان يدعو البرلمان الى الانعقاد ''لعله يجد مخرجا للأزمة''·ولفت المطارنة الى شلل المؤسسات الدستورية قائلين ''اذا أصبحت رئاسة الجمهورية والحكومة موضوع جدل لا يبقى إلا مجلس النواب لكنه لا يجتمع''·وأضافوا ''لذلك نناشد رئيسه نبيه بري ان يدعوه الى الاجتماع لعله يجد مخرجا للأزمة التي يتخبط فيها البلد ·لعل العودة الى المجلس النيابي والحوار أجدى وأفعل''·
واعتبر البيان ''أن الإضرابات والاعتصامات المفتوحة التي تجري الآن في وسط بيروت وسواه وما يرافقها من خطب نارية لن تحل المشكلة اللبنانية'' معربا عن خشيته من ''أن تؤدي إلى اصطدامات وسفك دماء ·مما يؤزم الوضع ويزيد صعوبة الحل المنشود''·
على ذات الصعيد لاحت في الأفق السياسية اللبنانية بوادر أمل ضئيلة بإمكانية التوصل لحلول للأزمة سقفها الاعلى ظهر غد الجمعة، وتحديداً خلال صلاة الجمعة التي قررت المعارضة إقامة الصلاة في باحة الاعتصام في ساحة رياض الصلح مقابل السرايا الحكومي حيث يعتصم بداخلها فريق الأكثرية وخلالها سيعلن الحل أو الفشل·
وأكدت المعارضة كما الاكثرية الالتزام بهدنة غير معلنة حتى ذلك التاريخ الذي سيحدد كل فريق بعده الاتجاه الذي سيسلكه للدفاع عن مواقفه المعلنة، وفي إشارة الى إمكانية التوصل الى حل ما، أرجأت المعارضة أمس الإعلان عن الخطوة الثانية من تحركها لإسقاط الحكومة إلى ما بعد صلاة الجمعة، وكذلك فعلت الأكثرية التي أحجمت عن إطلاق مواقف تصعيدية· وفيما تكتم النائب السابق فتحي يكن على مبادرته التي أطلقها مساء يوم الثلاثاء وحملها الى كل من قوى الأكثرية والمعارضة كحل يرضي الطرفين تحت شعار لا غالب ولا مغلوب، أكد رئيس البرلمان نبيه بري لجريدة السفير ''أن المعارضة لن تخرج من الشارع وهذا قرار حاسم وكبير والكرة في ملعب الأكثرية''· ونسبت ''السفير'' الى بري قوله: ''إذا كان البعض لم يتعظ من دروس الفتنة في لبنان ويريد ان يعاود التجربة في المكان الذي انتهينا اليه قبل 16 سنة ·
فليجرب إلى أين سيأخذ لبنان واللبنانيين''·
عدد اليوم
