الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

زورق بالطاقة الشمسية يبدأ عبور الأطلسي

6 ديسمبر 2006 23:07
إعداد - محمد عبد الرحيم: بعد أكثر من 500 عام منذ أن أبحر كريستوفر كولمبس باتجاه الاميركتين يستعد أحد الزوارق السويسرية من نوع الكاتاماران لمغادرة جنوب أسبانيا في هذا الأسبوع في محاولة لتحقيق أول عملية عبور للمحيط الأطلسي على زورق يعمل بالكامل بالطاقة الشمسية· وهذه الرحلة التي تعتبر إحدى بنات أفكار مارك ووست مدير شركة ام دبليو لاين "MW-Line" السويسرية المصنعة للزوارق التي تعمل بالطاقة الشمسية تهدف إلى الترويج للإمكانيات التجارية لاستخدام الطاقة الشمسية في مجال السفر البحري· وكما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' مؤخراً فإن الزورق الذي أطلق عليه اسم ''صن ''21 لن يصبح بمقدوره تسجيل رقم قياسي في السرعة حيث من المتوقع أن يصل إلى نيويورك في شهر مايو المقبل بعد التوقف في بعض الموانئ العالمية من أجل الترويج للمبادرة· كما أن متوسط سرعته بما يتراوح ما بين 4 إلى 5 عقدة أو ما بين 7 إلى 9 كيلومترات في الساعة أقل بكثير من سرعة معظم اليخوت المبحرة في أنحاء العالم على الرغم من انه يتميز بالإبحار في خط مستقيم بدلاً من الانحراف من أجل مقاومة الرياح· وحتى الآن فإن الطاقة الشمسية لم يتم استخدامها إلا نادراً في الزوارق البحرية كما أن التكنولوجيا لم تحرز التقدم الكافي لكي تصبح متوفرة بشكل تجاري في مجال الرحلات العابرة للمحيط الأطلسي· وذكر ماتياس ويجمان الذي قاد الزورق ''صن ''21 من سويسرا إلى أسبانيا وظل يعمل في قيادة الزوارق التي تعمل بالطاقة الشمسية لفترة تزيد على 20 عاماً بأن الطاقة الشمسية بإمكانها ان تستبدل المحركات التي تعمل بالجازولين والتي تستخدمها الزوارق العادية في الابحار على الأنهر والقنوات والمراسٍ البحرية الداخلية حيث لا تكفي الرياح عادة لدفع هذه الزوارق· وأشار إلى أن الطاقة الشمسية يمكنها أيضا في نهاية المطاف أن تستخدم في عمليات الشحن البحري التجاري· وقال ويجمان: '' في فترة لا تزيد على 20 عاماً، يمكن أن تصبح الطاقة الشمسية مزوداً جزئياً للطاقة في المحركات الكهربائية الخاصة بسفن البضائع''· وإذا كانت ظروف الطقس مواتية فإن ''صن ''21 من المقرر لها أن تغادر اشبيليه - على بعد 90 كيلومتراً الى الشرق من بالوس دي لا فرونتيرا حيث بدأ كولومبس رحلته في العام 1492 - عبر نهر كوادا لكويفير ثم الدخول إلى البحر· وهذا الزورق الذي يبلغ طوله 14 متراً وعرضه 6,5 متر تعلوه مظلة تحتوي على 62 مترا مربعا من لوحات الطاقة الشمسية· وسوف يتم تخزين نصف الطاقة المنتجة داخل بطاريات بحيث تساعد الزورق على الإبحار أثناء الليل· ويجب على هذه اللوحات أن تنتج طاقة تكفي الزورق للاستمرار في السفر أثناء فترات مطولة من الطقس الغائم ولكن بسرعة منخفضة كما يشير الطاقم· ويقول ديفيد سين احد أعضاء طاقم الزورق المؤلف من خمسة أشخاص وأستاذ علم الاحياء البحرية في المحيطات في جامعة بازل ''لدينا محرك عالي الكفاءة·· ونسبة لأن هذا الزورق المصمم بغاطسين جانبيين ولديه هيكل صغير فإن لديه قدر منخفض من الاحتكاك مع المياه''· وكذلك فإن الزورق تم تصميمه بشكل جيد لكي يتعامل مع الأمواج العالية والرياح القوية التي يمكن أن يواجهها أثناء رحلته في البحار المفتوحة بحيث لا تحدث مشكلة في إكماله للرحلة كما يقول سين· يذكر ان الطاقم من خمسة أفراد يتضمن طبيباً هو الدكتور مارتن فوسيلر في مسعى للتحوط تجاه أية ظروف طبية طارئة قد تحدث أثناء الرحلة· يشار إلى أن استخدام الطاقة الشمسية في السفر البحري حالياً ما زال يقتصر فقط على بعض زوارق المتعة والتسلية وعدد قليل من العبارات واليخوت القادرة على السفر لمسافات طويلة· ونسبة لأن محركات هذه الزوارق تتسم بالهدوء ولا تثير أي قدر من التلوثات فإنها أصبحت جاذبة للباحثين عن المتعة والترفيه من أصحاب الزوارق· وكما يقول ويجمان ''العديد من البحارة لا يرغبون في استخدام محركات البترول كما ان هناك أعدادا كبيرة من الأشخاص الذين يعبرون القارة الأوروبية بواسطة القنوات والأنهر في طريقهم إلى البحر· وهؤلاء الأشخاص ربما أصبحوا أكثر اهتماماً بالطاقة الشمسية''· وكذلك فإن مجال الشحن البحري التجاري بإمكانه أن يستفيد من استخدام الطاقة الشمسية، فكما يقول ويجان ''كلما اتسع حجم الزورق كانت هناك مساحة كافية لاستضافة لوحات الطاقة الشمسية''· وتبلغ التكلفة المقدرة للمشروع حوالي 450 ألف يورو ''590 ألف دولار'' بتمويل بالكامل من مجموعة من الرعاة الخاصين في شركة سويسرية تدعي ''ترانس اتلانتيك ''21 تم إنشاؤها خصيصاً لدعم المشروع· وكان الزورق قد بدأ رحلته من مدينة بازل في سويسرا في السادس عشر من أكتوبر الماضي والتي امتدت على طول 7 آلاف ميل بحري قبل أن يصل إلى اشبيلية· ومن المخطط له أن يصل إلى نيويورك في الثامن من مايو المقبل بعد أن يتوقف في جزر الكناري وفي الرأس الأخضر ثم في سانت مارتن فجزر البهاما ثم سواحل فلوريدا قبل أن يصل إلى مدينة نيويورك في خاتمة المطاف·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©