الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رقصة البطريق» تتأرجح بين القبول والرفض في أوساط الشباب الخليجي

«رقصة البطريق» تتأرجح بين القبول والرفض في أوساط الشباب الخليجي
28 يناير 2014 22:06
حركتان بالقدمين إلى اليسار، ثم حركتان سريعتان لليمين يتبع ذلك قفزة للأمام محدودة وللوراء، وثلاث قفزات للأمام، يصحب ذلك إيقاع موسيقي منتظم، وتتكرر تلك الحركات والقفزات طالما المشارك ضمن الصف الذي يؤدي الرقصة، وعلى الرغم من أن «رقصة البطريق» تتميز بإيقاعها السريع، إلا أنها تضفي على المشاركين بها ألواناً مختلفة من البهجة والسعادة، خصوصاً وأن كل مشارك يضع يديه على خصر الشخص الذي أمامه ليشكلوا في نهاية الأمر صفاً مميزاً للانتباه، إلا أن هذه الرقصة أثارت الجدل بين الرفض والقبول في أوساط المجتمع الخليجي. فراس الجبريل (أبوظبي)- هذه الرقصة تسمى «رقصة البطريق»، ويرجع أصلها إلى دولة «فنلندا»، حيث انتشرت بها ضمن أهم الرقصات الفولكلورية في المناسبات المختلفة، وأصبح لها رواج كبير في دول الخليج، والوطن العربي بأسره واعتاد عليها الشباب في أنديتهم ومناسبات الأعراس خاصة، فأضفوا عليها من طابعهم العربي ما استطاعوا من خلال بعض الحركات أحياناً، لكن الذي ساعد في انتشار «رقصة البطريق» في عالمنا العربي هو انتشار فيديوهات عبر شبكة الإنترنت تداولها مستخدموها، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الرقصة تتأرجح ما بين القبول والرفض بين أوساط الشباب الخليجي باعتبار أن البعض يميل للتغير والآخر يفضل التمسك بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة في الأعراس والمناسبات العامة والخاصة. أعراس خليجية من الطرائف التي أدت إلى تعميق هذه الرقصة لدى العديد من الشباب الخليجيين انتشار مقاطع جديدة لفيديوهات تظهر عدداً من شرائح المجتمع المختلفة تؤدي «رقصة البطريق» في مناسبات عدة، بما يؤكد أن هذه الرقصة الغربية كسرت الإيقاع المعتاد لطبيعة الأعراس الخليجية التي كانت تتبع أسلوباً شبه متوافق عليه. ومن الفيديوهات التي جمعت عدداً من الشباب في أحد الأعراس بزيهم الخليجي أظهرت احتفاءهم بـ «رقصة البطريق» التي كانوا يؤدونها بسلاسة وتمازج عجيب، ولم يقتصر الأمر على الأعراس، بل تعدى ذلك إلى أن بعض الفيديوهات بينت شباباً في المراكز التجارية والشوارع العامة وقاعات المناسبات يرقصون على أنغام «رقصة البطريق». ضربات الأقدام لكن الفيديو الذي سجل نسبة انتشار ومشاهدة عالية على «اليوتيوب»، كان لأفراد من الدفاع المدني بإحدى الدول الخليجية يؤدون «رقصة البطريق» بزيهم الرسمي. واللافت أن ضربات أقدامهم على الأرض أثناء تأدية الحركات والقفز كانت في غاية الإتقان، نظراً لأنهم يتمتعون بلياقة بدنية عالية تتناسب مع طبيعة أعمالهم. ويذكر أن أصل رقصة «البطريق» تعود إلى رقصة فلكورية تسمى «ينكنا» اشتهر بها سكان فنلندا في المناسبات الاحتفالية مثل الأعياد والأعراس، إلا أنها انتشرت بين السعوديين خلال الأسابيع الماضية بعد ظهور مقطع فيديو أواخر سبتمبر من العام الماضي، يُظهر أداء للرقصة بقيادة «بطريق» مرح في حفل زواج في ألبانيا. يقول رئيس الاتحاد اللبناني للرقص الرياضي، خانيتو: إن الرقصات التي تأتي من بلاد بعيدة سواء كانت فولكلورية أم كلاسيكية غالباً ما تنتشر بشكل سريع وتنتهي موجتها بالسرعة نفسها، وهذا ما رأيناه مع الرقصات الآسيوية والجنوب أميركية اللتين سرعان ما اختفتا بعد عامين من دخولمها إلى عالمنا العربي. ويتابع خانيتو: «ربما تكون رقصة البطريق شعبية في فنلندا، ومن أحد مدنها تحديداً ويؤديها الناس في الأسواق والاحتفالات الوطنية، مما جعلها تأخذ صدى واسعاً في الأعراس الشعبية والأحياء في بعض الدول الخليجية والعربية والأجنبية أيضاً، لكن لكل بلد تراثه ورقصاته، وهناك العديد من البلدان تصدر لنا رقصاتها لغناها التراثي وتستقبل الشعوب حباً في التغيير وإدخال البهجة والسرور على حفلاتهم». ويختم خانيتو بقوله: «لابدّ من الإشارة إلى أن هذه الرقصات الفولكلورية والكلاسيكية التراثية تأتى إلينا من خلال الأفلام، لأنها تلعب دوراً مهماً في انتشار الرقصات قديمة كانت أم جديدة، ومنها على سبيل المثال رقصة البطريق الشهيرة». إيقاع جميل وتوضح في المركز الثقافي الروسي، فيرا الجردي: «الشعوب العربية ليست مستهلكة للثقافة الأجنبية بقدر ما ترغب في اكتشاف كل ما هو جديد. من هنا يأتي الشغف بالرقصات الشعبية أو الفولكلورية إذا صحّ التعبير، ورقصة البطريق انتشرت بهذه السرعة في الدول العربية، لما لها من إيقاع جميل ولحركتها السلسلة المتميزة. ونرى أن الرقص المصري مثلاً أو الروسي كرقصة «الكلينكا» أخذا صدى واسعاً لتميزهما من خلال الحركة والتعبير الذي تحاول إيصاله كل الرقصات في العالم». وتتابع الجردي: «في الآونة الأخيرة دخلت الرقصات الأوروبية الشرقية من جورجيا والقوقاز خاصة إلى عالمنا، كذلك الرقصات من شمال أوروبا وفنلندا على سبيل المثال نظراً لغناها بالحركة ما يبعث في النفس الطاقة الإيجابية، وأرى أن الشعوب العربية تحب الحركة، وهي شعوب غير باردة ما يبعدها قليلاً عن رقص الـ slow dance أو الأوبرالي أو رقص الصالونات التي تهدئ النفس ولا تبعث على الحركة». وتلفت إلى أن رقصة البطريق جميلة ولطيفة فضلاً عن أنها تحرك المشاعر بأنغامها الأقرب إلى الطفولة، وهذا ما يحبه الشعب العربي وأعتقد أن هذا سرّ نجاحها. ومن الشباب الذين علقوا على أسباب انتشار «رقصة البطريق» في الخليج خالد المرزوقي الذي قال: رقصة غريبة وسهلة، لذلك لاقت قبولاً لدى الناس، وليس غريباً على مجتمعاتنا التي تتسع بطبيعتها إلى احتضان ثقافات الآخر أن تتقبل مثل هذه الرقصة، ومن ثم اعتمادها في بعض المناسبات الخاصة والعامة. وترى هلا بنت محمد، أن الرقصة مسلية وجميلة ولحنها قريب من القلب، لذلك انتشرت بسرعة عجيبة في مجتمعاتنا وأصبح العديد من الشباب يجدون فيها نوعاً من الراحة النفسية. وتبين ولاء العطاس أن انتشارها في مواقع التواصل الاجتماعي كان عاملاً رئيسياً في الترويج لها على مستوى العالم العربي، لكون «رقصة البطريق» سهلة الأداء والحركة أيضاً. تقليد غربي وتختلف رهام خالد مع الآراء السابقة، حيث تقول: إن هذه الرقصة التي لا تعبر عن ثقافتنا الشعبية ولا تتلاءم مع طبيعة مجتمعاتنا ولا القيم التي تربينا عليها، فهي رقصة دخيلة ويجب ألا تتسرب إلى واقعنا لأنها فجة وليس لها معنى. ولا يخفي الإعلامي السعودي عبدالله العقلة، أن «رقصة البطريق» ما هي إلا نوع من التقليد الذي انتشر مؤخراً في عالمنا العربي، وربما الأجواء الباردة التي نعيش فيها جعلت انتشارها أسرع لكون الشباب يتجمعون بكثرة في مثل هذه الأجواء. انتشار خليجي من ضمن الفيديوهات التي انتشرت مؤخراً على «اليوتيوب» ولاقت انتقادات واسعة من قبل العديد من شباب الخليج، زوجان يرقصان في ليلة زفافهما، حيث كان الرجل في الأمام بزي الزفاف الرسمي الخليجي ومن الخلف عروسه بكامل أناقتها وهي تمسك خصره وتتحرك مع الإيقاع ووفق تحركات الزوج، بالإضافة إلى أن النساء الحاضرات في الحفل تعالت أصواتهن تعبيراً عن تأييدهن لهذه الرقصة. مشاجرة في «ليلة الزفاف» في واحدة من أغرب حفلات الزفاف التي أقيمت في الدمام بالسعودية مشاجرة بين عائلة أقارب العريس والعروس نظراً لإصرار أهل العروس أن يقوم أقارب العريس بأداء «رقصة البطريق» في قاعة النساء، وعندما احتدم الحوار بين الطرفين انتهي حفل الزفاف بخروج العروسين سريعاً من قاعة الاحتفال حتى لا تتجدد الاشتباكات كما تناولته بعض وسائل الإعلام السعودية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©