دعوة إلى مشروع حضاري إسلامي مستقل

قال مفكرون سياسيون إن العالم العربي يمر حاليا بمرحلة تغيير عميقة الجذور، شديدة التعقيد، متسارعة الأحداث، مطالبين بتفعيل دور المجتمع المدني في مرحلة الانتقال التي بإمكانها أن تؤثر على المنطقة العربية خلال ما تبقى من هذا العقد والعقد المقبل· وخلال جلسة ''المجتمع الإسلامي المعاصر·· سراب أم حقيقة'' التي شارك فيها كل من الشيخ ماجد الصباح الرئيس التنفيذي لفيلا مودا الكويتية وفهمي هويدي الكاتب والمحلل السياسي المصري وتركي الحمد الكاتب والمؤلف السعودي وشفيق غبرة رئيس مجلس إدارة جسور عربية بالكويت، اتسعت دائرة النقاش لتشمل واقع الأنظمة السياسية العربية ودورها في عملية التغيير التي وصفها المتحدثون بعملية ولادة قيصرية، للانتقال إلى مرحلة جديدة بلا تسلط ·· بلا جمود، وبدون سيطرة للفكر الواحد· وطرح المتحدثون ملامح عامة '' لمشروع حضاري إسلامي '' يواكب عملية التغيير المجتمعية، إضافة إلى موقع مشروع التنمية في عملية الانتقال· في البداية قال فهمي هويدي: إذا كان المجتمع الإسلامي ليس حقيقة كما نتمناه، فإنه على الجانب الآخر موجود وتلك مسلمة لا يمكن لأحد أن ينكرها· ووصف هويدي عملية التغيير التي يمر بها المجتمع العربي بعملية ولادة قيصرية، مبررا ذلك بطبيعة الأنظمة السياسية التي لن يمكنها إجهاض ذلك التغيير، لكنها قد تتسبب في إحداث ''تشوهات'' خلال مرحلة الانتقال· وأشار إلى أهمية مواجهة ذلك بإعلاء قيمة التسامح، والتأكيد على حاجتنا كمجتمعات عربية إلى خلق أجواء ديمقراطية حرة · وتطرق شفيق غبرة إلى موقع الهوية العربية في عملية التغيير، موضحا أن المشروع الحضاري الإسلامي لابد أن يحافظ على الخصوصية الإسلامية وأن تندرج تحته مخططات التنمية· ويرفض غبرة منطق الموالاة لتيار بعينه لأنها تنتج المغالاة، مشيرا إلى أنه في ظل الحالة التنظيمية الجيدة للتيار الإسلامي في العالم العربي، فإننا بحاجة إلى إرساء تقاليد للحوار معه للوصول إلى مجتمع حر· وأشار تركي الحمد إلى أن المجتمعات العربية تبنت مفهوم التحديث ولم تتبن الحداثة ، لأنه لم يتشبع بقيم الحداثة التي تقوم على العقلانية والحرية والتركيز على العلم الطبيعي، ولذلك فهو يمر بحالة ''حداثة متعثرة'' ونبه الشيخ ماجد الصباح الرئيس التنفيذي لفيلا مودا الكويتية · إلى أن العالم العربي مهاجم بموجة عنيفة في ظل العولمة· وأضاف: المنطقة العربية تتآكل، ولابد من العودة إلى دور الأسرة في عملية التغيير حيث باتت الأسرة العربية في حالة اللامبالاة في تربية أبنائها ومنحت ذلك الدور للمربية أوجليسة الأطفال·