فعاليات منتدى الرعاية العربية تنطلق من ياس

انطلقت أمس فعاليات منتدى الرعاية الرياضية العربية الذي ينظمه برنامج الرعاية الرياضية، بمجلس أبوظبي الرياضي، للعام الثاني على التوالي، بفندق جزيرة ياس أبوظبي، وسط مشاركة فاعلة من الشركات العالمية والمحلية الكبيرة، وعدد من العاملين في مجال الرعاية الرياضية، حول العالم، فيما شكل غياب معظم الاتحادات الرياضية، والأندية، عن اليوم الأول من أعمال المنتدى علامات استفهام كبيرة، حيث لم يتواجد سوى رئيس اتحاد كرة القدم، ورئيس ألعاب القوى فقط، ومدير نادي أبوظبي للفروسية. وجاء اليوم الأول حافلاً ومتنوعاً، من حيث الشكل والمضمون، حيث تعددت المحاور المطروحة فيه، وتنوعت بين محاضرات، وجلسات نقاش، وورشات عمل، لتكتب شهادة نجاح في إثراء المنتدى، قبل أن يكمل أعماله اليوم، وأعلن خلال اليوم الأول للمنتدى عن الفائزين بجوائز الرعاية العربية 2010، والتي خصصت لتكريم مشاريع الرعاية الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية في منطقة الخليج، خلال 18 شهراً الماضية، حيث تم استقبال الشركات الراعية، أصحاب الحقوق التجارية والوكالات التجارية من المنطقة. وضمت قائمة الفائزين العديد من الجهات، مثل بنك أبوظبي التجاري واتصالات وال جي إليكترونيكس وطيران الاتحاد، وبالإضافة إلى جائزتين فخريتين، “أفضل مسيرة للرعاية العربية 2010” والتي فاز بها سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، ومجموعة طيران الإمارات، و”شخصية العام” التي فاز بها سمو الشيخ محمد بن حمد آل ثاني. وتناول جيمي كيونجنام المدير التنفيذي لمجموعة بروفشينال اسبورتس، تاريخ الرعاية الرياضية من الشركات للاتحادات والأندية والألعاب الرياضية المختلفة والقفزة الكبيرة التي شهدتها في السنوات الأخيرة، كما تطرق إلى تجربة أبوظبي في استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة، ومن بينها كأس العالم للأندية التي بدأت أمس، مؤكداً أن استضافة هذه الأحداث دليل على إستراتيجية واضحة، وكشف أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر مهمة في سوق الرعاية، خاصة منطقة الخليج. وشكر كيونجنام مجلس أبوظبي الرياضي برئاسة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، على تنظيم هذا المنتدى الذي يساهم في تعزيز مفهوم الرعاية في المنطقة، وأكد أن الرعاية لها أبعاد متعددة، وإذا كانت استراتيجية العمل في قلوبنا فإن النجاح يكون حاضراً دائماً. وقدم أندريس جينسين نائب رئيس الاتصالات التجارية بشركة مارسيدس بينز محاضرة عنوانها الرعاية العالمية للشركة، عكس خلالها تجربة شركته وتاريخها، في دعم المجتمع عبر رعايتها للعديد من الأنشطة الرياضية، وغيرها من الفعاليات والأحداث، وهو ما يعزز التفاعل مع العملاء والجمهور، كما يحقق الهدف الواضح وغير الخفي من هذه الرعاية المتنوعة، وهو تحقيق مكاسب تجارية، وبناء الثقة مع المحيط الذي نعمل فيه، وقال إن الراعي عليه أن يأتي بالقيم الأساسية، وإنفاقنا على الرعاية يزداد في الشرق الأوسط، وتواجدنا في بطولة “الفورمولا- 1” في أبوظبي هذا العام. وضرب جينسين مثالاً بأن الطيران والبناء يمثلان عنصرين مهمين، مستشهداً، بطيران الاتحاد والإمارات، وبتجربة الطيران التركي مع برشلونة الإسباني، وإن الإنفاق يتجاوز الملايين في هذه الحالات، إن هناك الصناعة السياحية، وهذا ما يمكن أن يحقق فوائد عديدة لقطر التي سوف تستضيف مونديال 2022 والمنطقة كلها. وأكد أن شركته مهتمة جداً بلعبة الجولف التي ترعى عدداً من جولات الأساتذة، في أميركا، بجانب التنس، وكرة القدم في ألمانيا، مشيراً إلى أن الرعاية سهلة، لكن هناك بعض التعقيدات، وعلينا أن نقيس عملنا باستمرار، حتى نتأكد من أننا في المسار الصحيح، من خلال زيادة المبيعات، حيث نملك آلاف الموظفين الذي يتولون عملية المبيعات. وأكد جينسين أن شركته لديها علاقة كبيرة بدولة الإمارات، من خلال بطولة “الفورمولا-1”، أو من خلال أن الإمارات واحدة من الأسواق المهمة في المنطقة. وأضاف أيضاً لدينا تفاعل مجتمعي آخر مع جوائز لوريوس التي تستضيفها أبوظبي في مارس للعام الثاني على التوالي، كما أننا نرعى ونهتم بمليون طفل حول العالم. وأوضح أن سياسة شركته الترويجية، من خلال الرعاية منتظمة، عبر خطة عمل واضحة طيلة أيام السنة، وأشار إلى أن هناك العديد من النشاطات التي تقوم الشركة برعايتها، كما تهتم دائماً بالمتميزين في المجال الرياضي، مستشهداً بالسائق الأشهر في عالم سباقات السيارات مايكل شوماخر. نقلة كبيرة أكد عارف العواني مدير برنامج الرعاية الرياضية الجهة المنظمة للمنتدى، أن الدعوات تم توجيهها لكل الجهات الرياضية، اتحادات وأندية، كما أن هناك إعلانات متواصلة عن الحدث، الذي توجد تفاصيل عنه في الموقع الرسمي للمنتدى، لكن الأهم هو حضور شركات كبيرة وشخصيات متخصصة في هذا المجال، وهو ما يثري أعمال المنتدى التي شهدت نقلة نوعية، من حيث الكيف في نسخته الثانية، من حيث المواضيع المطروحة، وتعدد أساليب الطرح من محاضرات وجلسات نقاش وورش عمل، وكل هذا عكس التطور الكبير من حيث التنظيم هذا العام، والذي نستطيع أن نؤكد إنه سوف يحقق الفوائد المرجوة في مجال الرعاية الرياضية. وقال العواني: نأمل من الأندية والاتحادات التي لم تحضر أن تتابع أعمال المنتدى على تلفزيون أبوظبي أو تقرا عنه من الصحف، حتى تستفيد من النقلة التي شهدها عالم الرعاية الرياضية، والذي بدوره أصبح صناعة مهمة واستثمار يدر الموارد المالية لأطرافه. وأضاف: أيضاً من المكاسب في المنتدى هذا العام، مشاركة الجامعات المحلية، ممثلة في جامعة الإمارات، في أعمال المنتدى الذي يتيح التعرف على أحدث ما وصل إليه العالم في هذا المجال. وقال إن أعمال المنتدى سوف يتخللها توزيع جوائز لعدد من الشخصيات الرياضية والشركات، مثمناً المشاركة الفعالة والقيمة للرميثي رئيس اتحاد كرة القدم وحضور عبد المحسن الدوسري الأمين العام المساعد للهيئة العامة للشباب والرياضة وأحمد الفردان أمين عام مجلس الشارقة الرياضي والمستشار احمد الكمالي رئيس اتحاد ألعاب القوة وعدنان سلطان النعيمي مدير نادي أبوظبي للفروسية. واعتبر العواني أن فهم الرعاية بعقلية احترافية، ما زال في بداياته، خاصة فيما يتعلق بثقافة الاحتراف التي تحتاج للمزيد من الوقت، حتى تسود بشكل متكامل، مؤكداً أن تنظيم المنتدى خطوة في هذا الاتجاه، حيث نعيش مرحلة انتقالية، ونحتاج كاتحادات وأندية والشركات أكثر مما احتاجه اللاعبين في الانتقال من الهواية إلى الاحتراف. وأكد سلطان المحمود، رئيس دائرة الموارد البشرية في بنك أبوظبي التجاري حرص البنك على مثل هذه المبادرات، والتي تعكس الاهتمام الكبير الذي يوليه للمسؤولية الاجتماعية، والدور الفعال في تنمية وتطوير مجتمع الإمارات. وقال: إننا نفخر أن نكون أحد رعاة برنامج الرعاية الرياضية الحصريين على صعيد القطاع المصرفي، فهذه الشراكة فرصة لإثبات اعتزازنا برياضيينا المعتزلين وشكرهم على الجهود التي بذلوها من أجل الوطن عن طريق توفير فرص عمل تليق بهم وتتناسب مع كفاءتهم، وتنمية المهارات التي ستؤهلهم في حياتهم المهنية، ومما لا شك فيه أن مثل هذه المبادرات هي دليل واضح على عمل بنك أبوظبي التجاري الدؤوب لإحياء طموح أبناء الوطن”. الفردان: المنتدى ينعكس إيجاباً على رياضتنا أبوظبي (الاتحاد) - قال أحمد الفردان الأمين العام لمجلس الشارقة الرياضي: أتقدم بالشكر إلى مجلس أبوظبي الرياضي على تنظيمه هذا المنتدى، الذي تشارك فيه شركات عالمية وشخصيات متخصصة في مجال الرعاية، وهذا سوف ينعكس على رياضتنا في المستقبل، وأتمنى أن نستغل مثل هذه الأحداث، ونحن سعداء، بوجود رعاة عالميين، وهذا يفتح آفاقاً جديدة للألعاب الرياضية. وأضاف أن هناك ألعاب رياضية فردية وجماعية قابلة للتسويق، لكنها تحتاج إلى عمل أكبر خاصة الألعاب الفردية التي يجب على المؤسسات والشركات المحلية أن تعطيها الاهتمام المطلوب، وتقديم الرعاية لها، حتى تتطور وتحقق ما نؤمله في الاستحقاقات الخارجية، خاصة أن هناك نجوماً يقدمون الكثير، على الرغم من قلة الإمكانيات، واستطاعوا أن يحققوا إنجازات للدولة. تجربة جنوب أفريقيا أبوظبي (الاتحاد) - قدم داني جوردان المدير التنفيذي لبطولة كأس العالم 2010 التي استضافتها بلاده جنوب أفريقيا هذا العام سرداً للمكاسب التي حققتها بلاده من الاستضافة، والتي تجاوزت ثلاثة مليارات دولار أميركي، مؤكداً أن جنوب أفريقيا عندما فازت بالاستضافة في 2004 لم يخبرها أحد بأن هناك أزمة مالية ستحدث، لكنها على الرغم من ذلك حققت نجاحاً كبيراً وعكس التوقعات لتكون البطولة ناجحة في كل شيء وخلفت وراءها بنية تحتية كبيرة للمستقبل سواء على صعيد الملاعب أو المطارات. وأوضح أن المنطقة وقطر عليها استثمار تنظيم مونديال 2022 منذ الآن والاستفادة منه، من حيث الرعاية والترويج السياحي، مثلما فعلت جنوب أفريقيا قبل ألف يوم من انطلاقة النسخة الماضية من المونديال. مطر : الرعاية أصبحت صناعة أبوظبي (الاتحاد) - أكد خالد مطر مدير العلاقات العامة بشركة «اتصالات» التي رعت المنتدى مع بعض الرعاة الآخرين، أن «اتصالات» حريصة على رعاية كل الفعاليات التي تنظم في الدولة رياضية أو غيرها، وقال إن المنتدى يمثل فرصة للتثقيف في آخر ما وصل له التطور في مجال رعاية الأحداث التي أصبحت صناعة لها مردودها الكبير.