الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الإمارات قادرة على استضافة الأولمبياد وفرصها كبيرة لتنظيم مونديال للشباب

الإمارات قادرة على استضافة الأولمبياد وفرصها كبيرة لتنظيم مونديال للشباب
8 ديسمبر 2010 22:40
في عام 2001 شعر داني جوردان رئيس لجنة ملف جنوب أفريقيا لاستضافة كأس العالم 2006، بأنه أفشل شخص في العالم، عندما لم ينجح في تحقيق الأغلبية، في التصويت أمام ألمانيا، وخسر بفارق صوت واحد في جولة الإعادة. وفي عام 2005 في زيوريخ شعر جوردان بأنه أنجح وأسعد إنسان في العالم، عندما أعلن جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن فوز بلاده بحق استضافة كأس العالم، للمرة الأولى في القارة السمراء، بل ويتذكر جوردان أنه بكى وذرف الدموع، وهو يرتمي في أحضان زعيمهم التاريخي نيلسون مانديلا، الذي حضر لحظة التصويت في المركز الإعلامي الخاص بالاتحاد الدولي بمدينة زيوريخ. وعن تلك اللحظة يقول جوردان: “إنها لحظة لن تنسى بالنسبة لي، مهما واجهت من صعوبات، ومفاجآت سارة، فإنني أعتبرها أهم لحظة في حياتي، وقال إن قطر فازت عن جدارة واستحقاق بحق تنظيم كأس العالم عام 2022، وأنه يتوقع منها الكثير من العمل خلال الفترة المقبلة لتحول حلمها بالنجاح إلى حقيقة على أرض الواقع. وأكد أن الإمارات هي الأخرى تملك كل مقومات تنظيم كأس العالم بل والأولمبياد، وأن فرصها تبقى كبيرة في الفوز بتنظيم مونديال الشباب عام 2013، لأن كل أنظار العالم تتجه إلى هنا في هذه المرحلة، وأنها سوف تستفيد كثيراً من إقامة كأس العالم في قطر. وتحدث داني جوردان في العديد من الموضوعات المهمة بمنتهى الصراحة، خلال الحوار الذي أجريناه معه على هامش حضوره لمنتدى الرعاية الرياضية، العربية. في البداية أكد داني جوردان، أنه سعيد لحضوره إلى الإمارات، في هذا الوقت الذي تقام فيه نهائيات كأس العالم للأندية، وإنه على ثقة كبيرة من نجاح البطولة، خصوصاً أنه كان موجوداً هنا في النسخة السابقة، وشاهد بنفسه ما تحقق من نجاح، وتابع عن قرب الإمكانات الكبيرة الموجودة في الإمارات، وأبوظبي على وجه التحديد، مشيراً إلي أن الإمارات تستحق تنظيم ما هو أكبر من مونديال كأس العالم للأندية، وأنها لو تقدمت لاستضافة أي حدث كبير فسوف تجد أصدقاء كثيرين لهم في كل أنحاء العالم، بفضل علاقات مسؤوليها الرياضيين القوية، ومؤهلات الدولة الكبيرة من الاستادات والملاعب والفنادق والتكنولوجيا والمال والعلم والخبرة أيضاً. احترام حياتو وعما تردد أخيراً في التقارير الصحفية عن طموحاته في خلافة عيسى حياتو لرئاسة الاتحاد الأفريقي قال إنه حالياً يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم، وكان من قبل يشغل منصب رئيس لجنة ملف المونديال، وأما عن طموحاته بعد عام في كرة القدم فلا يعرف إلى مدى ستذهب، ولا يستطيع أن يضع لها حدوداً، ولا يتوقع أنه من الذكاء بمكان أن يرد على هذا السؤال في هذ التوقيت، ولكن كل ما يمكن أن يقوله إنه يحترم عيسى حياتو، ويقدر الجهود التي بذلها في سبيل تطوير الكرة الأفريقية. وعن المكاسب التي حققتها جنوب أفريقيا في تنظيم كأس العالم 2010 قال إنها خمسة مكاسب مهمة على رأسها الفوائد الاقتصادية التي تقدر بالمليارات، والتي نتجت عن بيع التذاكر، وعن حضور الجماهير بكثافة من كل دول العالم، والفوائد السياحية أيضاً التي جعلت جنوب أفريقيا محط أنظار العالم لفترة طويلة، ومنذ الإعلان عن فوزها بالتنظيم، وإلى ما بعد النجاح في الاستضافة وهي مدة تزيد على خمس سنوات. أمة واحدة أما المكسب الثالث الذي تحقق من وجهة نظره والذي يعتبره الأهم فهو الشكل والأسلوب الذي تم عرض بلاده من خلاله في كأس العالم، وهو الذي قدم الدولة ككيان متحد للعالم، لا فرق بين أبيض وأسود، وسمح بالفعل لكل الشعب أن يعيش في حالة توحد لمدة 5 سنوات كاملة، حتى ينجح المشروع، ويثبت للعالم أن جنوب أفريقيا أمة قوية بوحدتها، قوية بأفكارها، وقوية باقتصادها ورياضتها، وإرادتها التي حولت المستحيل إلي واقع مرتين، الأولى عندما قضينا على العنصرية، والثانية عندما فزنا بشرف تنظيم كأس العالم للمرة الأولى في قارة أفريقيا. البنية التحتية وعن المكسب الرابع قال إنه البنية التحتية الكبيرة للرياضة التي تحققت من خلال المنشآت الجديدة، والملاعب والفنادق، والطرق والمواصلات، والقطارات، وهي مكاسب لا تقدر بمال، وسوف تكون أكبر عون لتطوير الرياضة في المرحلة المقبلة، وهي القاعدة التي يمكن الانطلاق منها إلى آفاق تحقيق الإنجازات الرياضية. وبخصوص المكسب الخامس الذي تحقق على خلفية استضافة كأس العالم قال إن أندية جنوب أفريقيا أصبح الحافز لديها أكبر في تطبيق منظومة الاحتراف الشاملة، وأن لاعب الكرة في جنوب أفريقيا أصبح أكثر استعداداً، ليكون محترفاً في حياته الخاصة، وأن العالم دخل في حوار معنا، ووجد شريكاً جاداً، فأصبحت كل دول العالم ومنتخباتها وأنديتها ليست لديها أي مانع من الحضور إلينا، واللعب عندنا، ومشاركتنا في أي مشروع نريد، كما أننا نقول إننا نجحنا في تقديم أفريقيا المتطورة للعالم بالصورة التي تستحقها. تجربة قطر وعن رأيه في تجربة قطر التي حققت فيها الفوز باستضافة كأس العالم على حساب دول كبيرة مثل أميركا، قال إنها تجربة مثيرة، وإن الكثيرين كانوا يستبعدون فوز قطر بتنظيم المونديال، إلا أنها نجحت في تقديم ملف جاد وعرضت حلولاً مهمة وتصورات جديرة بالاحترام ففازت بالتنظيم، ولكنني أعتقد من واقع تجربتي أن الفوز بشرف التنظيم ليس نهاية العالم بالنسبة لقطر، ولكنه بداية التحدي الحقيقي لأنها أمام استحقاقات كثيرة، منها تجهيز الملاعب، والاستادات، والفنادق، والمواصلات، والطرق، والخبرات التنظيمية، والكفاءات الإدارية، والفريق الذي يمثلها في البطولة، وأظن أنها قادرة على تحقيق ذلك، لأن الوقت أمامها طويل، وإن الدولة بكل مؤسساتها تدفع في اتجاه النجاح. وفي رده على الانتقادات الحادة من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية للفيفا في أعقاب التصويت قال: إنني مررت بمشاعر إحباط قاتلة بعد الفشل في الفوز بتنظيم مونديال 2006، خصوصا أننا بذلنا جهداً كبيراً جداً من في الإعداد والترتيب للملف، وفي التجهيز لكل شيء، وعندما لم نفز شعرنا بالإحباط والغضب، ولكننا استفدنا من التجربة، وقيمناها، ووضعنا أيدينا على السلبيات، وعالجناها، ولم نضيع أي وقت في البكاء على الخسارة، وكذلك لم نضيع أي وقت في اتهام الآخرين، وكانت تلك هي الخطوة الأولى في الفوز بالتنظيم في النسخة التالية. أما بالنسبة لمواقف وانتقادات الصحف ووسائل الإعلام في بريطانيا وأميركا فلا أعتقد أنها صادرة عن مؤسسات رياضية رسمية، وإنها سرعان ما تختفي، وحتى وإن صدرت عن بعض المسؤولين، فلهم العذر لأنهم عملوا كثيراً، واستعدوا وبذلوا جهداً كبيراً، وللأسف فإن البعض يظن أن الفوز باستضافة كأس العالم مرتبط بقوة الدوري المحلي، أو بسمعة الدولة في الكرة، هذا أمر خاطئ، وإنها ليست مباراة في الكرة، إنها مباراة في الإرادة والتطلع لتحقيق النهضة، وإذا كان البعض يقول إن قطر ليست متقدمة في كرة القدم، فأنا أقول إن الولايات المتحدة الأميركية عندما أسند إليها تنظيم مونديال 1994 لم تكن متقدمة في كرة القدم، ونحن ترتيبنا في جدول الفيفا حالياً المركز 83، ولم نعول كثيراً على الفريق الذي شاركنا به في نهائيات كأس العالم عندنا، ونعتبر أن ما تم تحقيقه أمراً طبيعياً. فرصة الإمارات وعن رأيه في فرص الإمارات للفوز بتنظيم كأس العالم للشباب عام 2003 قال: الإمارات لديها القدرة على تنظيم الأولمبياد، ولديها الإمكانات التي تؤهلها لذلك، وفرصها تبقى قوية في الفوز على حساب أي منافسين، وأنا من جهتي أتمنى أن أحضر إلى هنا بعد 3 أعوام، وأن أتابع النجاح يتحقق في استضافتها لهذه البطولة، خصوصا أنها نجحت بشكل منقطع النظير من قبل في استضافة نفس البطولة عام 2003. المسألة البريطانية وأكد جوردان أن الإعلام لم يكن سبباً في فشل بريطانيا في استضافة مونديال 2018، وإن من يقول ذلك كمن يبحث عن أكاذيب لتعليق فشله عليها، لأن الإعلام البريطاني قوي، خصوصاً بعد أن ثبتت صحة، كما جاء به عن الفساد لدى بعض المسؤولين، وهو الأمر الذي تم توقيع عقوبات على أثره للمخالفين، مشيراً إلى أن ما يمكن أن يكون مقبولاً وإن يقال لفي هذا الصدد، هو أن ملف روسيا كان جديراً بجذب انتباه الأغلبية، وإنه تواكب مع رغبة أغلبية أعضاء “الفيفا” بتنظيم البطولات في مناطق جديدة بهدف تطويرها، وإحلال السلام بها. الدور الحقيقي لمانديلا عندما سألنا جوردان عن الدور الحقيقي لنيلسون مانديلا في الفوز بتنظيم كأس العالم قال: إذا أردنا أن نضع الأمور في نصابها الحقيقي، فلابد أن نقول إن دور مانديلا يأتي، بعد دور الملف الشامل، الذي قدمناه بمعرفة، ودعم الحكومة، وبعد الوعود التي قطعناها على أنفسنا بخصوص الملاعب والاستادات، والردود التي وفرناها للإجابة على كل التساؤلات، فضلاً عن الاتصالات والعلاقات القوية مع الأغلبية من أعضاء المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي، وعلى ضوء ذلك كان تأثير مانديلا واضحاً، لأنه شخصية تاريخية، لها وزنها عند كل دول العالم، ويملك القوة في التأثير والإقناع، وقد استفدنا من تاريخه، وشخصيته في تبديد المخاوف من عند البعض الذي شكك في قدرتنا على الوفاء بالوعود. دفعة قوية للقارة السمراء قال داني جوردان إن إفريقيا أخذت دفعة قوية من نجاح بلاده في استضافة كأس العالم عام 2010، وأن الكثير من الدول الأفريقية لديها القدرة على التنظيم، وعلى رأسها نيجيريا، ومصر، وغانا، وإن الكرة السمراء تتطور مثلها مثل الكرة الخليجية، وإن بطولة أمم أفريقيا تعد من أقوى البطولات في العالم، وتلفت انتباه الجميع إليها. التشابه بين التجربتين عن وجود أي علاقة شبه بين استضافة جنوب أفريقيا لنهائيات كأس العالم للمنتخبات، واستضافة الإمارات لنهائيات مونديال الأندية، قال جوردان إنه بالفعل هناك أوجه للشبه، أولها أن البطولتين تشرف عليهما الفيفا، وإن الفوز بالتنظيم يأتي بعد تقديم ملف وإقناع المسؤولين، ثم إن الإمارات من الدول التي تملك خصوصية في الأفكار، ومرونة في تقديم المشروعات الكبرى مثل جنوب أفريقيا، والبطولتان وضعت الدولتين أمام تحدٍ كبير، ولحسن الحظ فإنهما نجحا في مواجهة هذا التحدي. لحظة فارقة في حياة رئيس لجنة الملف أبوظبي ( الاتحاد) - أكد داني جوردان إن اللحظة الأسعد في حياته عندما أعلن الفيفا فوز جنوب افريقيا باستضافة كأس العالم، وسوف تبقى محفورة في ذاكرته لأنها عوضته عن أسوأ لحظة في حياته قبل 4 سنوات، وعندما كان رئيساً للجنة ملف المونديال، خاصة أنه لم يكن واثقاً، حتى اللحظة الأخيرة في الفوز، مشيراً إلى أن الدموع انهمرت من عينيه، وأنه توجه مباشرة إلى الزعيم التاريخي الأفريقي نيلسون مانديللا لتهنئته، وتهنئة الشعب الجنوب أفريقي، وتأكد أن الاجتهاد في العمل دائماً يعقبه النجاح،. وأوضح أنه على الرغم من التصريحات والتقارير، وآراء المسؤولين التي صدرت بعد ذلك، والتي قالت إن كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، هو الأنجح والأفضل في التاريخ، وهي آراء ولحظات كلها مهمة، إلا أنه لا يعتقد أنها تفوق لحظة الإعلان عن فوز بلاده بحق التنظيم، وإنه يعتبر هذه اللحظة فارقة في تاريخ جنوب أفريقيا الحديث، والباقية في ذاكرة الشعب، منذ الإعلان فيها عن سقوط العنصرية، فليس من السهل استضافة بطولة في حجم وقيمة كأس العالم، ومن هنا كانت فرحتنا كبيرة في جنوب أفريقيا عندما نظمنا المونديال.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©