السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"نيران الباربكيو" تتحدى القواعد وتشوه الأماكن العامة

"نيران الباربكيو" تتحدى القواعد وتشوه الأماكن العامة
29 سبتمبر 2014 01:21
الكثير من العائلات يخطط للاستمتاع بوقته في الأماكن المفتوحة بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة وإجازة العيد، وإذا كانت الحدائق بكل ما فيها من أدوات تساعد على الاستجمام، وتوفر مساحات للعب الأطفال، فهي كذلك تضم شروطاً صارمة تلزم زوارها بتنفيذها. وتوجد داخل عدد كبير من المتنزهات العامة لافتات موجهة للجمهور، تضم مجموعة من البنود التي يعاقب القانون على مخالفتها. وكانت بلديات الدولة قد حققت إنجازاً كبيراً من خلال إنشائها للكثير من الحدائق، انطلاقاً من حرصها على توفير الخدمات العامة وفقاً لأرقى المواصفات العالمية والمعايير الحضارية. وهي لم تفرض احترام الأنظمة في المتنزهات إلا من باب الحفاظ على النظافة واحترام البيئة وعدم إتلاف الشتلات والزهور ونباتات الزينة، وهي كلها عوامل جمالية وجدت داخل الحدائق لتوفر المزيد من أجواء الراحة. مفاهيم تربوية وتتحدث الدكتورة سناء عبدالعظيم، موجه أول رعاية أسرية في وزارة التربية والتعليم، عن الأسباب التي تدفع الأشخاص عموماً إلى احترام الأنظمة، قائلة، إن التنشئة السليمة للطفل التي تخوله أن يكون إنساناً سوياً في المجتمع، تبنى من شقين. الأول هو الجانب التعليمي المقصود الذي يندرج ضمن مسؤولية الأهل في توجيه أبنائهم إلى الصواب والخطأ، وذلك من خلال التحدث معهم وتنبيههم ومعاقبتهم في حال تكرر السلوك السيئ على الرغم من معرفتهم بأنه من غير المستحب القيام به، والشق الثاني هو الجانب التعليمي غير المقصود، والذي يكون عادة من خلال تصرفات الأهل في المجتمع، ما ينعكس إيجاباً على إيصال القناعة لأبنائهم بما يجب فعله أو لا. وتوضح الدكتورة سناء أن الالتزام بالأنظمة وتطبيقها بتلقائية واحترام، عملية تربوية يكتسبها الأشخاص ولا تأتي بالصدفة، وأكثر المعنيين بغرسها في الأجيال، هم الآباء أولاً، ثم المعلمون داخل المدرسة، والمدربون في النوادي الرياضية وسواهم من الأشخاص الذين يتواصل معهم الطفل في بداية سنوات إدراكه، ومن ثم وسائل الإعلام المطالبة بتحفيز الشباب على المفاهيم التربوية الصحيحة التي تجعلهم ينساقون لتطبيقها من باب التقليد للحصول على صورة محببة اجتماعياً. عشاق التخييم وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يمعنون في مخالفة القوانين مثل إلقاء النفايات في الحديقة أو تخريب الزرع، تضيف: «إنهم من الحالات المضادة للمجتمع، وهم برأيها عندما يفعلون ذلك على مرأى من الآخرين الملتزمين بالأنظمة، فهم يشعرون بمتعة داخلية لأنهم بذلك يحققون رغبتهم في لفت النظر وإنْ كان بشكل سلبي، وأنه من المفيد توعية الأبناء وغرس القيم المجتمعية الكفيلة بتنمية حس المسؤولية لديهم، وتعليمهم ثقافة المشاركة في حماية المنشآت والمرافق الترفيهية العامة». وهذه المسلمات النفسية والاجتماعية تنطبق على فئات متفاوتة من عشاق التخييم في الحدائق، ولكل منهم وجهة نظرة مكملة، تقول سامية البدوي التي تواظب مع عائلتها على الخروج إلى الحديقة المقابلة لبيتها، إنها تنتقد بشدة الأشخاص الذين يستهترون بنظافة المتنزهات. وهم بذلك يقدمون صورة سيئة لأبنائهم عن كيفية التعامل برقي مع الممتلكات العامة، لا سيما أن معظم الحدائق تضع عند بواباتها قائمة بالممنوعات، وعلى رأسها رمي المخلفات بطريقة عشوائية وقطف الأزهار. الأمر نفسه تطرحه منى الشيخ أحمد التي تعتبر أن نوعية الخدمات والجماليات التي توفرها الإمارات داخل متنزهاتها العامة لا توجد في أي مكان آخر في المنطقة، وحتى في العالم. وهذا برأيها من الأمور التي يجب أن تحترم عند زيارة الحدائق بقصد الترفيه أو القيام بحفلات الشواء مع الأصدقاء. وترى أن من أخطر الأمور التي قد لا يتنبه لها الأشخاص، تركهم لنيران «الباربكيو» مشتعلة بعد مغادرة مواقع التخييم، وهذا من أولويات احترام أنظمة الحدائق التي تسمح بالشواء. من جهته، يعتبر عبدالله سالم أن الغرامات التي تفرضها البلديات على المخالفين، هي ليست رادعة وتحتاج إلى توعية اجتماعية تبدأ من البيوت. ويقول إنه ينزعج كثيراً عندما يرى مجموعات تشعل المواقد في متنزهات غير مصرح فيها بالشواء. وأكثر ما يكون ذلك أيام الأعياد، حيث يستغل البعض المناسبات السعيدة للقيام بالمخالفات، وهذا برأيه يتطلب رقابة شخصية وقناعة تامة بأهمية احترام القوانين عموماً. غرامات حددت بلدية مدينة أبوظبي حدائق عدة للراغبين في ممارسة الشواء لتوفير أجواء مثالية للزوار الراغبين فير الاستمتاع في الهواء الطلق، مع ضرورة الحفاظ على سلامة الحدائق والمتنزهات، ويتم توقيع غرامات بقيمة 500 درهم على المخالفين الذين يقومون بالشواء في الحدائق العامة في غير الأماكن المخصصة لذلك. مع قائمة من الغرامات الأخرى التي تحدد بحسب نوع المخالفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©