الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيري» الأوفر حظاً

14 سبتمبر 2011 22:57
هل فات الأوان كي يسأل المرشح "مت رومني" زميله في السباق الانتخابي "تيم بولانتي" مساندة "ريك بيري" الأوفر حظاً بدل من إضاعة الوقت في دعمه هو؟ ففي يوم الإثنين الماضي قرر "بولانتي"، حاكم ولاية منيسوتا السابق والمرشح في الانتخابات التمهيدية للحزب "الجمهوري" حتى التصويت التجريبي في ولاية أياوا، الانسحاب من السباق وتقديم الدعم إلى "رومني". والحقيقة أنه من خلال ملاحظاتي لما يجري داخل الحزب "الجمهوري" والمزاج العام السائد بين صفوفه لا أعتقد أن ناخبي الحزب سيسمعون نصائح "بولانتي" ويهبون للتصويت لصالح رومني، ولا أعتقد أن تغييراً جوهرياً بين "الجمهوريين" سيحصل فقط لأن "بولانتي" طلب منهم ذلك، فحسب الأسطورة سأل "جوزيف ستالين" ذات يوم "كم من فرقة عسكرية يملك البابا؟" والسؤال نفسه ينطبق على "بولانتي" عقب الدعوة التي وجهها إلى "الجمهوريين"، لكن السؤال هذه المرة سيأتي من "ريك بيري" الذي يتصدر استطلاعات الرأي، وإن كان بلكنة أهل تكساس، وبالطبع سيكون الجواب "لا يملك بولانتي شيئاً يستطيع تقديمه لرومني". فبالنسبة لـ"بولانتي" تبقى فرصه ضعيفة وقوته داخل الحزب محدودة، وقد اعترف بولانتي بنفسه في حوار صحفي أُجري معه مؤخراً أنه "انتقل من 1 في المئة إلى 1 في المئة" دلالة على نسبته المتواضعة التي لم يتزحزح منها منذ دخوله السباق الانتخابي. وأضاف بولانتي في تفسير هذا الأداء الضعيف أن "الأمر ينطوي على عنصر الترفيه في الظهور على شاشات التلفزيون وهو أشبه بتلفزيون الواقع. فالمسألة ليست فقط في التوفر على المال للقيام بحملة ناجحة، بل لا بد أيضاً من عنصر الجاذبية في وسائل الإعلام وحضور أخاذ يأسر الجماهير". وقد ظهر لي شخصياً تواضع فرص "بولانتي" عندما التقيته عام 2008 بمقر الحاكم في الولاية، حيث بدا لي وقتها ذكياً ونشطاً، وهو كشخص لديه الكثير من الصفات الإيجابية، لكن كمرشح رئاسي يبدو كمساعد مدرب يسعى بكل ما أوتي من قوة لبث روح الحماس في الفريق، وهو الأمر البعيد عن مواصفات المرشح الناجح. وبخصوص المرشح الآخر، "مت رومني"، فإن مشكلته أكثر استعصاء، وتتمثل في عدم قدرته على تجسيد الصدق في هيأته العامة، فكلما ظهر على الملأ، إلا وانتاب الناس شعور بأنه غير صادق ومزيف، وهو في ذلك يشبه الكثير من الكائنات التي تبدو مصنوعة من البلاستيك وليس من لحم وشحم. ولعل ما يزيد من تكريس هذا الشعور لدى الناس تقلبه المستمر بين المواقف المختلفة منذ ترشيحه في عام 2008، ليبقى المرشح الأكثر شعبية حتى اللحظة، وهو "ريك بيري"، الذي وإنْ كان يتمتع بحظوة متزايدة داخل الحزب، إلا أن الطريق ليست سالكة أمامه، فهو رغم حضوره الجيد يواجه تحدي عدم المبالغـة وتحويل نفسـه إلى مجرد كاريكاتير لشيء كبير يريـد أن يكونه. ومع ذلك لا يبدو أنه يواجه مشاكل كبيرة بالمقارنة مع المرشحين الآخرين، لا سيما بعد استطلاع الرأي الأخير الذي أجرته محطة "سي. إن. إن"، وأظهر أن 42 في المئة من "الجمهوريين" يعتقدون بأنه المرشح القادر على دحر أوباما في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مقارنة بنسبة 26 في المئة حصل عليها "رومني"، وهو أمر مهم لدعم حظوظه الانتخابية في ظل تركيز "الجمهوريين" في تزكية مرشحهم النهائي على عامل قابلية الانتخاب، وفيما كانت الاستراتيجية التي اعتمد عليها "رومني" في جولته الانتخابية التي حملته إلى ولايتي كارولينا الجنوبية، وفلوريدا ترتكز على استقطاب تيار "حفلة الشاي" بإظهار ميوله المحافظة من جهة ومحاربة المتنافسة الأخرى ميتشال باكمان، يبدو أن "بيري" نجح في السطو على اهتمام "حفلة الشاي" دون أن يتنازل عما يبـدو معقـولاً ومعتدلاً لدى عموم الأميركيين. وفي ظل الصعوبات التي يواجهها "رومني" لن تنفعه كثيراً مساعدة "بولانتي" الذي دعا أنصاره للتجند وراءه، لا سيما وأن "ريك بيري" يواصل صعوده وتتعزز شعبيته وسط الناخبين، وهو العامل الذي يهم الحزب "الجمهوري" في هذه المرحلة، بحيث ينتظر استقرار مزاج الناخبين على مرشح بعينه حتى يقع عليه الاختيار كمرشح أوحد للحزب في الاستحقاقات الرئاسية المقبلة. جونا جولدبورج محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©