رئيس المكسيك يشيد بدور الإمارات في تكنولوجيا الطاقة المتجددة

أشاد فخامة الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون بجهود قيادة وحكومة دولة الإمارات في مجال النهوض بتكنولوجيا الطاقة المتجددة والاهتمام بقضايا التغير المناخي. واثنى فخامته خلال لقائه الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لمصدر والمبعوث الخاص لدولة الامارات لشؤون الطاقة وتغير المناخ، على النهج الشامل والحيوي الذي تنتهجه “مصدر” لمواجهة هذه التحديات، من خلال مساهمتها الفعالة في إيجاد الحلول. وأكد الرئيس كالديرون أهمية الابتعاد عن ما أسماه “المعضلة الكاذبة” بين إعطاء الأولوية للنمو الاقتصادي في مقابل الحد من آثار تغير المناخ، وحث على ضرورة المثابرة في مواجهة تحديات تغير المناخ على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الحالية. ونوه إلى أن النمو الاقتصادي يمكن تحقيقه على الرغم من الاوضاع المالية الحالية، كما عبر عن تقديره لجهود دولة الامارات والتزامها بنجاح عمل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (أيرينا) التي يقع مقرها في العاصمة أبوظبي، علماً بأن المكسيك تعتبر عضوا في الوكالة، ووقعت على وثيقة الانضمام بتاريخ 7 يوليو 2010. واطلع الرئيس كالديرون على أنشطة “مصدر” وعلى طبيعة المشاركة الحالية لدولة الإمارات في المفاوضات الجارية حالياً في مدينة كانكون المكسيكية خلال المؤتمر السادس عشر للأطراف المشاركة في اتفاقية الامم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. جاء ذلك خلال الجولة الافتتاحية التي قام بها الرئيس المكسيكي لمعرض “الحلول الخضراء” الذي تنظمه هيئة “برومكسيكو”، حيث زار خلال جولته جناح مصدر. واختتم معرض “الحلول الخضراء” فعالياته أمس واقيم بموازاة المؤتمر السادس عشر للاطراف المشاركة في “اتفاقية الأمم المتحدة الطارئة بشأن تغير المناخ”، ليوفر منصة لتسليط الضوء على دور القطاع الخاص وجهوده الرائدة في مجال التخفيف من آثار تغير المناخ وذلك من خلال أنشطة التجارة والاستثمار والتنمية والتكنولوجيا. وعبر الرئيس المكسيكي خلال اللقاء عن شكره لدولة الامارات على المساهمة الفاعلة التي قدمتها لدعم مفاوضات COP 16. من جانبه، أطلع الدكتور الجابر الرئيس المكسيكي على خطط دولة الامارات في مجال التنمية وتنويع مصادر الدخل، والتي تتمحور حول تعزيز رأس المال البشري وتطوير تكنولوجيا الصناعات الرائدة. كما قدم الدكتور الجابر لمحة عامة للرئيس المكسيكي عن النهج الذي تتبعه دولة الإمارات لتنويع مصادر الطاقة، قائلاً: “بتوجيهات من القيادة الرشيدة، تولي دولة الامارات أهمية كبرى لتنويع مصادر الطاقة والحد من الانبعاثات الكربونية وإجراء الأبحاث وتطوير التقنيات الكفيلة بتحقيق هذه الأهداف، وذلك من أجل ضمان مستقبل أفضل لأجيال الغد والمحافظة على موارد النفط والغاز لأطول فترة ممكنة”. وأوضح الجابر أن مبادرة حكومة أبوظبي الشاملة والمتطورة “مصدر” تعتبر المساهم المحوري في خطة تنويع مصادر الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال خطة شاملة وبعيدة المدى، قائلاً: “تعكف مصدر على تحقيق أهداف أبوظبي في مجالي الطاقة المتجددة والتنمية الاقتصادية من خلال منهجية شاملة تركز على التعليم والاستثمار والتطوير وتعزيز استخدام تقنيات الطاقة المتجددة وتأهيل الكفاءات البشرية”. كما قام الدكتور الجابر باطلاع الرئيس المكسيكي على التطورات الاخيرة في مفاوضات التغير المناخي في كانكون وعلى التباين في المواقف بين الدول المتقدمة والنامية، معرباً عن أهمية ضمان استمرار بروتوكول كيوتو لفترة الزامية ثانية، ومشيداً في الوقت نفسه بجهود حكومة المكسيك في الإعداد للمؤتمر السادس عشر للأطراف المشاركة وضمان شفافية المباحثات. ونوه إلى أن مباحثات هذا العام تمثل فرصةً هامة لإعادة بناء الثقة في عملية المباحثات متعددة الأطراف. وقال” نحن متفائلون بأن الدول تدرك أهمية إحراز تقدم ملموس في عملية المفاوضات وهي على استعداد للتفاهم، وما هذا إلا دليل واضح على تنامي الثقة في نظام المباحاثات المتعددة الاطراف الذي يمثل أمراً محورياً لتحقيق حل فعال لتغير المناخ، ونحن من المؤيدين لعملية المباحثات متعددة الأطراف وحريصون على أن نكون جزءا فعالاً من هذا الحل”. وأوضح الدكتور الجابر أن التوصل الى اتفاقيات ناجحة، واتخاذ إجراءات هادفة لمعالجة تغير المناخ لا يمكن التوصل اليه بالاعتماد على الجهود والمبادرات الفردية للهيئات السياسية أو القطاع الخاص، بل إنه جهد يتطلب التعاون والتنسيق من قبل صناع السياسة والقطاع الخاص من أجل بناء اقتصاد قوي وضمان حماية البيئة والتنمية المستدامة. وكان وفد الامارات قد حضر في وقت سابق اليوم عرضا شاملاً استضافة الرئيس المكسيكي لرؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر. ويضم وفد دولة الامارات العربية المتحدة المشارك في مؤتمر COP16 ممثلين من ادارة شؤون الطاقة والتغير المناخي المنشأة حديثاً في وزارة الخارجية، وممثلين من كل من وزارة البيئة والمياه، ووزارة الطاقة، و”مصدر”، والمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، وهيئة أبوظبي للبيئة.