الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

آلاسكا.. استثمارات على بساط من الثلج

5 ديسمبر 2006 23:50
إعداد- عدنان عضيمة: لتاريخ ولاية آلاسكا الأميركية قصة مثيرة فقد آلت ملكيتها عام 1867 رسمياً إلى الولايات المتحدة عقب شرائها من روسيا بمبلغ 7,2 مليون دولار فقط؛ أو ما يساوي أقل من دخلها اليومي من النفط، أو إنتاجها اليومي من الأسماك، أو من دخلها اليومي من السياحة وحدها! ويعرف عن هذه المنطقة الثلجية التي تعد جزءاً من القطب المتجمد الشمالي اتساعها الهائل· ويعتقد أن اسمها، المشتق من اللغة الأليوتية التي ينطقها سكانها الأصليون من قبائل الأسكيمو، يعني الأرض الواسعة· وقد يعجب المرء من إقدام روسيا على بيع آلاسكا بهذا الثمن البخس؛ خاصة عندما يعلم أن مساحتها تزيد عن 1,7 مليون كيلومتر مربع أو ما يزيد عن خمس المساحة الكلية للولايات المتحدة، ومعنى ذلك أن ثمن الكيلومتر المربع الواحد بلغ في هذه الصفقة العجيبة 4,2 دولار فقط! وربما كان الأهم من ذلك أن الولاية تضم أكثر من ربع مليون كيلومتر مربع من السطوح المائية العذبة التي تخلق تنوعاً هائلاً في الحياة البرية، وهي التي ساعدت على الاستثمار السياحي على أوسع نطاق· وليس لـ ''الأرض الواسعة'' حظوظ مع الزراعة حيث تصنف في المرتبة الأخيرة من بين الولايات الأميركية الخمسين من حيث عدد المزارع وقيمة المنتجات الزراعية؛ لكنها تتفوق على الولايات الأخرى كافة في إنتاجها من الأسماك وخاصة منها السالمون والسرطانات الحمراء والهلبوط المفلطح (سمك موسى) والرنجة والقدّ· وعلى الرغم من توقف البحث عن الذهب هناك بسبب نفاده من مكامنه، وهو الذي كان سبباً في استعمارها من قبل الروس وشرائها بعد ذلك من قبل الأميركيين إلا أن النفط والغاز الطبيعي اكتشفا هناك عام 1968 في حقول واسعة تتوزع على المنحدرات الشمالية قريباً من خليج برودهو· وتم تمديد أنبوب النفط الشهير هناك الذي يدعى (عبر آلاسكا) ويبلغ طوله 1287 كيلومتراً ويصل بين حقول الإنتاج وميناء فالديز الذي تم إنشاؤه لشحن النفط عام ·1977 ويعاني هذا الخط الآن من التلف الشديد بسبب العوامل الجوية القاسية التي أدت إلى إصابته بالصدأ· وأدت هذه الظاهرة في مرات كثيرة إلى تدفق كميات كبيرة من النفط الخام أفسدت البيئة الطبيعية لمناطق شاسعة من الولاية· وتم تخصيص 25 بالمئة من مداخيل بيع النفط الخام لصالح (صندوق آلاسكا الدائم) الذي تأسس عام 1977 ليلعب دور الأموال الاحتياطية لدعم اقتصاد الولاية بعد نضوب النفط من الآبار في المستقبل· ومنذ بضعة عقود، أصبح اسم آلاسكا لصيقاً بمخيلات عشاق السياحة في المناطق الثلجية· وأصبحت الولاية تضم عدداً كبيراً من الفنادق والمنتجعات السياحية على الرغم من اعتمادها على الطائرات كوسيلة أساسية للنقل· وتتركز معظم الاستثمارات السياحية في (جونو) عاصمة الولاية، وهي تتصل بخطوط بحرية سياحية مع أقرب مدينة أميركية إليها وهي (سياتل) التي تقع أقصى شمال غربي الولايات المتحدة· وتمثل المناظر الطبيعية الرائعة المشهد الأكثر جذباً للسياح وخاصة عند حلول الربيع وذوبان طبقات الجليد حيث يتقاطر إليها السياح للتمتع برؤية أنواع الحيوانات البرية النادرة ومنها الموظ والقضّاعات والرنّة وثعالب الماء والفقمة والدببة البنية والبيضاء والثور الأميركي المعروف باسم (البيسون)· وربما كان المشهد المفضل للسياح الذين يقصدون آلاسكا هو (الشفق القطبي) Aurora ويتمثل بظهور حزم الأشعة الضوئية الملوّنة وهي تتراقص ببطء في السماء؛ وهذه الظاهرة لا تتحقق إلا ما فوق خط العرض 60 درجة شمال وجنوب خط الاستواء· وتقول البحوث الفيزيائية إن سبب هذه الظاهرة يعود إلى تدفق الرياح الشمسية التي تحمل جزيئات ذات طاقة عالية مما يؤدي إلى تشريد جزيئات الهواء في الطبقات العليا من الجو فتشعّ هذه الإشعاعات الضوئية الجميلة· ويرى بعض الخبراء أن ظاهرة الشفق القطبي وحدها مسؤولة عن جلب معظم السياح الذين يقصدون آلاسكا·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©